The Swiss voice in the world since 1935
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية
أهم الأخبار
نقاشات
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية

تحليل-فيديوهات الرهائن تسكت الإعلام الإسرائيلي عن التحدث بشأن أزمة مساعدات غزة

reuters_tickers

من إيميلي روز

القدس (رويترز) – تبخرت الرغبة المتزايدة لدى وسائل الإعلام الإسرائيلية في تناول الأزمة الإنسانية في غزة بشكل نقدي في الأسابيع القليلة الماضية، بعد أن نشرت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) مقطعين مصورين لاثنين من الرهائن الإسرائيليين وقد بدا عليهما الهزال الشديد.

في أواخر يوليو تموز، عندما أثارت صور سكان غزة الذين يتضورون جوعا احتجاجا دوليا، بدأت بعض الصحف والإذاعات وقنوات التلفزيون الإسرائيلية في نشر تقارير عن تدهور الأوضاع هناك، وحثت على استجابة أقوى للمساعدات.

ووصفت يونيت ليفي، مذيعة الأخبار الرئيسية في القناة 12، الأزمة الإنسانية في غزة بأنها “فشل أخلاقي” على الهواء مباشرة، وناشد رؤساء بعض الجامعات ومركز ذكرى المحرقة من أجل مساعدة سكان غزة الجوعى.

وركزت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى حد كبير خلال 22 شهرا من الحرب على الصدمة وتأثير هجوم حماس في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023 على الإسرائيليين، الذي قُتل فيه نحو 1200 شخص وشهد اقتياد 251 آخرين رهائن إلى غزة وفقا للإحصائيات الإسرائيلية.

وركزت التغطية على مصير الرهائن والخسائر التي تكبدها الجيش الإسرائيلي.

ورحب بعض الإسرائيليين بتعليق ليفي وسلسلة التقارير التي ناقشت الأوضاع في غزة كدليل على الاستعداد لبحث تأثير الحرب على المدنيين الفلسطينيين.

إلا أن المزاج العام في إسرائيل تعكر بشكل كبير عندما نشرت حماس في 31 يوليو تموز مقطعا مصورا للرهينة الإسرائيلي روم براسلافسكي البالغ من العمر 21 عاما وهو يبكي ويتألم.

وتبعه بعد ثلاثة أيام مقطع لإفياتار دافيد، 24 عاما، الذي قال إنه أُجبر على حفر قبره بنفسه.

وجاء المقطعان، اللذان قال أحد المصادر الفلسطينية إنهما صُمما لإظهار التأثير الرهيب لتقييد تدفق المساعدات إلى غزة، بنتائج عكسية، إذ أدى إلى وقف التعاطف المتزايد في إسرائيل تجاه المدنيين هناك.

ووسط إدانة دولية لحماس، خرج آلاف المتظاهرين إلى الشوارع في إسرائيل للمطالبة بالعودة الفورية للرهائن. ولا يزال هناك حوالي 50 رهينة في غزة، ولكن يُعتقد أن حوالي 20 منهم فقط لا يزالون على قيد الحياة.

وقال أوري داجون، نائب رئيس تحرير صحيفة “يسرائيل هيوم”، وهي الصحيفة الأوسع انتشارا في إسرائيل، إنه مع وجود الرهائن المحتجزين لدى حماس في غزة، فإن الإسرائيليين “لا يملكون القدرة على الشعور بألم الطرف الآخر”

وقال “أعلم أن هذا يبدو فظيعا لكنها الحقيقة”.

واتهم داجون وسائل الإعلام الأجنبية بالوقوع في “حملة أكاذيب” حول المجاعة في غزة. فرغم نشر صحيفته مقالات عن المعاناة هناك، إلا أنها أكدت على أن حماس هي المسؤولة عن ذلك.

وتساءل عن السبب في أن وسائل الإعلام الأجنبية التي نشرت صورا لسكان غزة وقد بدا عليهم الهزال جراء الجوع لم تعط نفس الأهمية للصور المروعة للرهينة دافيد.

وقال داجون “أقترح أن يراجع كبار المحررين في الصحافة الدولية أنفسهم وعندها فقط يناقشون كيف تدير الصحافة الإسرائيلية نفسها”.

*إنكار المجاعة

أثارت استطلاعات الرأي التي أجريت في أعقاب السابع من أكتوبر تشرين الأول، والتي أظهرت موافقة معظم الفلسطينيين على الهجوم، غضبا في إسرائيل. كما أججت المقاطع المصورة التي أظهرت تجمهر سكان غزة حول الرهائن في أعقاب الهجوم مباشرة وتصويرهم بهواتفهم المحمولة والبصق عليهم وضربهم استياء دائما.

وقال هارئيل تشوريف، الباحث في مركز موشيه ديان في جامعة تل أبيب والمتخصص في الإعلام والمجتمع الفلسطيني، إن مثل هذه الوقائع جعلت من الصعب على الكثير من الإسرائيليين الشعور بالتعاطف مع الناس في غزة.

وبينما اعتمدت وسائل الإعلام الدولية، التي منعتها إسرائيل من دخول غزة، على الصحفيين الفلسطينيين، فإن الكثير من الإسرائيليين ليس لديهم ثقة تذكر في تقاريرهم. ويستشهد البعض بانعدام حرية الصحافة في غزة في ظل حكم حماس الاستبدادي.

وقالت أوريت ميمون، 28 عاما، وهي محامية من تل أبيب “لا أعتقد أن هناك مجاعة في غزة. لا أرى أن الوضع هناك مثالي أو جيد جدا، ولكن لا أعتقد أن هناك مجاعة”.

وتقول وزارة الصحة في غزة إن 222 شخصا ماتوا بسبب الجوع وسوء التغذية، من بينهم 101 طفل، منذ اندلاع الحرب.

وكرست القناة 14 التابعة لليمين تغطيتها في الأسابيع القليلة الماضية لتكذيب بعض التقارير التي تتحدث عن الأطفال الذين يتضورون جوعا. وعندما ظهر طفل في صورة على الصفحة الأولى في صحيفة ديلي إكسبرس البريطانية وتبين أنه كان يعاني من حالة صحية سابقة، جاء رد بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية عاصفا.

وأظهر استطلاع للرأي نشره هذا الشهر المعهد الإسرائيلي للديمقراطية، وهو مركز أبحاث مقره القدس، أن 78 بالمئة من الإسرائيليين اليهود يعتقدون أن إسرائيل تبذل جهدا كبيرا لتجنب معاناة الفلسطينيين، بينما يعتقد 15 بالمئة فحسب أن إسرائيل تستطيع فعل المزيد لكنها اختارت ألا تفعل ذلك.

والتغطية الصحفية في غزة محفوفة بالمخاطر بسبب الهجوم الإسرائيلي. ووفقا لنقابة الصحفيين الفلسطينيين، وهي هيئة مهنية، قتلت إسرائيل أكثر من 230 صحفيا في غزة منذ نوفمبر تشرين الثاني. ولم يتسن لرويترز التحقق من هذه الأرقام بشكل مستقل.

وتنفي إسرائيل تعمدها استهداف الصحفيين وتقول إن الكثير من القتلى كانوا أعضاء في جماعات مسلحة تعمل تحت ستار الصحافة.

ويوم الأحد، قال الجيش الإسرائيلي إنه قتل صحفيا بقناة الجزيرة في غارة جوية، واتهم الجيش الإسرائيلي أنس الشريف البالغ من العمر 28 عاما بأنه أحد قادة خلايا حماس. وكان الشريف قد رفض هذه الاتهامات التي وجهتها له إسرائيل قبل مقتله، وقال المدافعون عن حقوق الإنسان إن الشريف كان مستهدفا بسبب تقاريره الصحفية.

ووفقا للسلطات الصحية في غزة، قُتل أكثر من 61 ألف فلسطيني جراء الحملة العسكرية الإسرائيلية.

* انتقادات للحكومة

خلصت استطلاعات الرأي التي أجريت على مدار فترة الحرب إلى أن نحو 70 بالمئة من العامة الإسرائيليين يريدون أن يروا إسرائيل تبرم صفقة لإطلاق سراح الرهائن، حتى لو كان ذلك يعني إنهاء الحرب فورا.

وانتقد العديد من وسائل الإعلام الإسرائيلية حكومة نتنياهو لفشلها في إعادة الرهائن أو في وضع خطة واضحة لغزة بعد الحرب. ومن بين أكثر منتقديها صراحة صحيفة هآرتس ذات الميول اليسارية، والتي نشرت أيضا تقارير كثيرة عن المعاناة في غزة، بما في ذلك تحقيقات استقصائية عن عمليات الجيش هناك.

وفي نوفمبر تشرين الثاني، وافقت حكومة نتنياهو، التي تضم أحزابا يمينية قومية متطرفة، على حظر حديث المسؤولين مع هآرتس ومقاطعة الحكومة للإعلان في الصحيفة، متهمة إياها بدعم “أعداء الدولة في خضم الحرب”.

ورفض مكتب نتنياهو التعليق على هذا التقرير.

كما تقدم وزراء في الحكومة باقتراح لخصخصة القناة 11 العامة التي انتقدها متحدث باسم حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو متهما إياها بأنها تخدم اليسار المتطرف وتضر بمعنويات الإسرائيليين. وحذر بعض خبراء الإعلام من أن ذلك قد يكون له تأثير مقلق على التغطية الإعلامية للحكومة.

وقال آسا شابيرا، رئيس قسم دراسات الدعاية والتسويق في جامعة تل أبيب، إن تصرفات الحكومة تؤثر على ما تقرر القنوات الإسرائيلية عرضه.

وأضاف أنه في حين جاءت القرارات التحريرية بالتركيز على مصير الرهائن الإسرائيليين استجابة لقلق الجمهور، إلا أن هناك أيضا خوفا من إثارة استياء الحكومة.

(شارك في التغطية نضال المغربي من القاهرة وميشال ياكوف يتسحاق من القدس – إعداد معاذ عبدالعزيز ومروة سلام للنشرة العربية – تحرير محمد محمدين)

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية