
ترامب في إسرائيل: استقبال حافل يكرّس انتصارا سياسيا

على وقع تصفيق حار، وقف الرئيس الاميركي دونالد ترامب يحوطه اعضاء الكنيست الإسرائيلية، في لحظة اعتبرها انتصارا شخصيا له، بعد نجاحه في انتزاع اتفاق بين الدولة العبرية وحركة حماس ينهي الحرب في غزة.
أشاد ترامب البالغ 79 عاما بـ”فجر تاريخي” في الشرق الأوسط، معلنا نهاية “كابوس طويل ومؤلم” بفضل اتفاق وقف إطلاق النار في غزة وتحرير الرهائن الذي ساهم هو في التوسط لإبرامه.
لكن ترامب حرص على التذكير بأن هذا الاتفاق يشكّل حتى الآن أبرز إنجاز في ولايته الثانية غير المستقرة في البيت الأبيض.
وقال الرئيس الأميركي “لقد شاركت في الكثير من النجاحات، لكنني لم أرَ شيئا مماثلا من قبل لما يجري اليوم”، مضيفا أن الناس “يرقصون في الشوارع” احتفالا بالاتفاق.
وحظي ترامب باستقبال الأبطال في الكنيست، حيث وقف النواب طويلا يصفقون له بحرارة، فيما ارتدى بعض الحاضرين قبعات حمراء على طراز “ماغا” كتب عليها “ترامب رئيس السلام”.
وصفه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بأنه “أعظم صديق لإسرائيل”.
وبأسلوبه المعهود، لم يُفوّت ترامب الفرصة لانتقاد خصومه السياسيين، بمن فيهم الرئيس السابق جو بايدن.
وفي خطاب حافل بالنكات والخروج عن النص، وجّه نجم تلفزيون الواقع السابق تحيات إلى أصدقائه وأفراد عائلته وحلفائه الذين ساعدوه في التوصل إلى الاتفاق.
ودعا أيضا إلى العفو عن نتانياهو في قضية الفساد المتهم بها، قائلا “سيجار وبعض الشمبانيا — من يهتمّ بذلك؟”.
ويُتهم نتانياهو وزوجته سارة في إحدى القضايا بتلقي هدايا فاخرة تزيد قيمتها على 260 ألف دولار، مثل السيجار والمجوهرات والشمبانيا، من أثرياء مقابل خدمات سياسية.
– “هذا اتفاقه” –
عكس الترحيب الحار في إسرائيل الثناء الذي تلقّاه ترامب في الداخل والخارج على خلفية اتفاق غزة، رغم انقسام الآراء حيال شخصه.
وسبق ان تعرض للانتقاد لوصف نفسه بـ”صانع السلام الأول” رغم إرساله قوات أميركية إلى مدن داخلية، وسعيه غير الناجح للفوز بجائزة نوبل للسلام.
لكن، بالنظر إلى أن جميع الرؤساء الأميركيين خلال العقدين الماضيين حاولوا وفشلوا في حلّ الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين، يُعتبر إنجاز ترامب لافتا بالفعل.
حتى خصومه السياسيون في الولايات المتحدة أثنوا على دوره في اتفاق غزة، الذي أفضى إلى إطلاق سراح جميع الرهائن الأحياء الذين كانت حركة حماس تحتجزهم في غزة، قبيل وصوله إلى إسرائيل.
وقال السناتور الديموقراطي عن ولاية أريزونا مارك كيلي لبرنامج “ستيت أوف ذي يونيون” على شبكة “سي أن أن” الأحد: “كان هذا اتفاقه. هو من أنجزه”.
وفي البرنامج نفسه، قال مستشار الأمن القومي السابق في عهد بايدن، جاك سوليفان الذي عايش هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023: “أمنح الفضل للرئيس ترامب”.
وأشاد أيضا بمبعوث ترامب ستيف ويتكوف وصهره جاريد كوشنر، اللذين حضرا الجلسة في الكنيست مع ابنة ترامب إيفانكا.
وأضاف سوليفان أن “السؤال الآن هو: هل يمكننا ضمان استمرار هذا الاتفاق في المرحلة المقبلة؟”.
– “الجائزة الكبرى” –
بعد احتفاله بالانتصار في إسرائيل، يواجه ترامب الآن مهمة شاقة لتأمين إرث سلام دائم في الشرق الأوسط.
ويبدو أنه كان مدركا لذلك تماما، إذ استغلّ خطابه ليعلن بزوغ نظام إقليمي جديد قد يقود إلى استقرار طويل الأمد.
وقال أمام الكنيست إن إسرائيل “حققت كل ما يمكن تحقيقه بالقوة العسكرية”، مضيفا أنه حان الوقت “لترجمة هذه الانتصارات… إلى الجائزة الكبرى، وهي السلام والازدهار في الشرق الأوسط”.
غير أن طريق السلام مليء بالعقبات.
فرفض حماس نزع سلاحها، وامتناع إسرائيل عن التعهد بانسحاب كامل من القطاع المدمّر، هما مسألتان اساسيتان غير محسومتين وقد تُفشلان أي اتفاق طويل الأمد.
وإذ توجّه من إسرائيل إلى مصر، يأمل ترامب في إحراز تقدم خلال قمة غزة التي تُعقد في شرم الشيخ بمشاركة نحو 20 من قادة العالم.
لكن الرئيس الأميركي أقرّ بأنه ربما لم يبدأ بداية موفّقة بعدما تأخر في إسرائيل وترك القادة ينتظرونه نحو ثلاث ساعات. وقال مازحا أمام الكنيست “سأتأخر كثيرا. قد لا يكونون هناك حين أصل”.
دك/ع ش/ب ق