The Swiss voice in the world since 1935
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية
أهم الأخبار
نقاشات
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية

ترامب يسعى إلى انتزاع اتفاق بشأن غزة من نتانياهو

afp_tickers

يستقبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب الإثنين في البيت الأبيض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، بعد فترة قصيرة من تعهده التوصل إلى اتفاق لوقف حرب غزة وتأكيد معارضته ضم إسرائيل للضفة الغربية.

وكتب ترامب على شبكته تروث سوشال، “لدينا فرصة حقيقية لتحقيق شيء عظيم في الشرق الأوسط”، مضيفا “الجميع مستعد لشيء لافت، إنها سابقة. وسنحقق ذلك”.

وهذه الزيارة الرابعة التي يجريها نتانياهو إلى البيت الأبيض منذ عودة ترامب إلى السلطة في كانون الثاني/يناير. ومن المقرر أن يعقدا مؤتمرا صحافيا مشتركا الإثنين عند الساعة 17,15 ت غ.

وخلال الأشهر التسعة الماضية، لم يهتز دعم ترامب الثابت لإسرائيل، لكن أفكاره لإنهاء النزاع الذي اندلع في 7 تشرين الأول/أكتوبر من عام 2023 تباينت بشكل كبير ولم تتوافق دائما مع أفكار ضيفه.

أما رئيس الوزراء الإسرائيلي، فيواصل التشبّث بمواقفه الحازمة، لكنه يواجه عزلة دولية وتظاهرات في إسرائيل تدعوه إلى وقف الحرب وإعادة الرهائن.

وحضّت عائلات الرهائن الإسرائيليين الرئيس الأميركي دونالد ترامب على التمسك بالاتفاق الذي اقترحه لإنهاء حرب غزة.

وجاء في رسالة مفتوحة وجّهها منتدى عائلات الرهائن والمفقودين إلى ترامب “نطلب منكم بكل احترام أن تقفوا بحزم ضد أي محاولات لعرقلة الاتفاق الذي قدمتموه. المخاطر كبيرة جدا، وعائلاتنا انتظرت طويلا، ولا نحتمل أي تدخل يعرقل هذا التقدم”. 

وفي غزة حيث حلّ الخراب والدمار بعد قرابة سنتين الحرب، يرى البعض في هذا اللقاء بصيص أمل، في حين لا يتوقّع منه آخرون أيّ خرق.

وقال محمد أبو ربيع (34 عاما) الذي يقيم في مخيم الشاطئ لوكالة فرانس برس “لا أتوقع أي شيء من ترامب، لأن ترامب يدعم نتانياهو في تدمير قطاع غزة وتهجير الناس”.

واعتبرت صباح الجديلي (40 عاما) التي انتقلت إلى مدرسة الفلاح للنازحين في حي الزيتون أنه  “لو أراد ترامب أن يحل الأزمة لفعل ذلك”، مشيرة إلى أن “الخطة ممتازة، فبالنسبة لنا نحن في غزة المهم هو أن يتم وقف الحرب ولا نهتم للتفاصيل، ولا يهمني من يحكم غزة بعد ذلك. نريد أن نعيش”. وأعربت عن أملها في أن “يعمل ترامب لإجبار نتانياهو وحماس على حلّ” النزاع.

– “اتفاق” أو “إنجاز المهمة”؟ –

ويَعد أحدث مقترح أميركي سبق أن عرضه ترامب على نتانياهو عبر الهاتف وعلى عدد من الزعماء العرب شخصيا، بإحلال السلام في القطاع الفلسطيني الذي تحول إلى أنقاض نتيجة الهجوم الإسرائيلي.

وقال ترامب الجمعة أمام صحافيين في واشنطن “أظن أن لدينا اتفاقا” بشأن إنهاء الحرب في قطاع غزة وإطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حماس.

وفي الوقت نفسه تقريبا، ألقى نتانياهو خطابا عالي النبرة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة الجمعة، اعتبر فيه أن قيام دولة فلسطينية سيكون بمثابة “انتحار” للدولة العبرية، متعهدا “إنجاز” القضاء على حركة حماس.

ووفقا لمصدر دبلوماسي، تتضمن الخطة الأميركية المؤلفة من 21 بندا وقفا دائما لإطلاق النار في غزة وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين وانسحابا إسرائيليا وحكما مستقبليا لغزة بدون حماس.

وبحسب صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” وموقع “أكسيوس” الأميركي الإخباري، سيجري الانسحاب الإسرائيلي على مراحل وسيفرج عن الرهائن في غضون 48 ساعة من وقف إطلاق النار. وفي المقابل، ستحرّر إسرائيل أكثر من ألف سجين فلسطيني، من بينهم أسرى يمضون محكوميات بالسجن مدى الحياة.

وأفادت وسائل إعلام بريطانية بأنّ رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير الذي أدى دور وسيط للسلام في الشرق الأوسط بين عامَي 2007 و2025، قد يكون له دور قيادي في السلطة الانتقالية لقطاع غزة في إطار الخطة الأميركية المقترحة.

وستعمل هذه الهيئة تحت مسمّى “السلطة الدولية الموقتة في غزة” بدعم من الأمم المتحدة ودول الخليج قبل تسليم الحكم إلى سلطة فلسطينية خاضت إصلاحا واسعا.

وأعرب رئيس الوزراء الإسرائيلي الأحد عن شكوكه في جدوى إصلاح السلطة الفلسطينية، مشككا في تصريحات لقناة “فوكس نيو” في “مصداقية أو احتمال… أن تتغيّر السلطة الفلسطينية بالكامل وتتحوّل إلى هيئة تقبل بدولة يهودية وتعلم أطفالها التعايش والصداقة مع الدولة اليهودية بدلا من تمضية حياتهم في محاولة تدميرها” ومقرّا “لا أعتقد أن ذلك سيحدث”.

– “مخرج” –

ويؤكد خبراء أن نتانياهو لا يستطيع تحمل تبعات إزعاج حليفه الرئيسي الوحيد.

وقال ناتان ساكس من معهد الشرق الأوسط في واشنطن إن “نتانياهو لديه تفضيل واضح لمواصلة الحرب وهزيمة حماس، ولكنني لا أعتقد أنه سيكون من المستحيل على ترامب إقناعه بخلاف ذلك”.

لكن ذلك يكون مشروطا بدفاع “واشنطن عن رؤية بالغة الوضوح بأسلوب منضبط ومتواصل”، وهو ما يمثل “تحديا حقيقيا” للرئيس الأميركي الذي تتسم توجهاته الجيوسياسية بالتقلّب الشديد، كما أشار الباحث.

وأضاف أن الرئيس الجمهوري البالغ 79 عاما معروف بأنه “يتأثر بآخر شخص يتحدث إليه، خصوصا إذا كان شخصا يجيد الإقناع، ونتانياهو بارع جدا في إقناع ترامب”.

فعلى سبيل المثال، عندما زار رئيس الوزراء الإسرائيلي البيت الأبيض في تموز/يوليو، كان الرئيس الأميركي مسرورا جدا بإعلان نتانياهو ترشيحه لجائزة نوبل للسلام.

وستكون قضية الضفة الغربية المحتلة محورية أيضا الإثنين.

والأسبوع الماضي، حذر ترامب من ضمها، في وقت كان عدد من الوزراء في حكومة نتانياهو يحضّون على هذه الخطوة، ردا على اعتراف دول غربية بدولة فلسطين.

وقال ترامب الخميس “لن أسمح لإسرائيل بضم الضفة الغربية. لا، لن أسمح بذلك. هذا لن يحدث”.

وأشار ناتان ساكس إلى أن تداعيات ذلك على رئيس الوزراء الإسرائيلي ليست سهلة.

فقد يعقّد الضغط العلني الذي يمارسه ترامب من موقف نتانياهو ضمن ائتلافه الحاكم. لكن هذا الرفض القاطع من رئيس أميركي يحظى بشعبية كبيرة في أوساط اليمين الإسرائيلي، قد يتيح له أيضا، وفقا للباحث، “مخرجا” من مطالب الضم هذه.

وقبيل الاجتماع المرتقب بين نتانياهو وترامب، شدّد وزير المال الإسرائيلي اليميني المتطرف بتسلئيل سموطريتش الإثنين على وجوب محافظة الجيش على “حرية كاملة لتنفيذ عمليات” في غزة. كما أعرب عن رفضه لأي دور مستقبلي لقطر في القطاع.

وأدى هجوم حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 إلى مقتل 1219 شخصا غالبيتهم من المدنيين بحسب تعداد لوكالة فرانس برس بالاستناد إلى أرقام رسمية إسرائيلية.

واحتجز المهاجمون أيضا 251 رهينة واقتادوهم إلى قطاع غزة حيث لا يزال 47 منهم، من بينهم 25 يقول الجيش الإسرائيلي إنهم لقوا حتفهم.

وقتل في الحملة العسكرية الإسرائيلية العنيفة المتواصلة على قطاع غزة ردا على الهجوم، 66055 شخصا غالبيتهم من المدنيين، بحسب أرقام وزارة الصحة في حكومة حماس التي تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.

دك-ايو/ناش-سام-لين-م ن/الح

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية