The Swiss voice in the world since 1935
أهم الأخبار
الديمقراطية السويسرية
النشرة الإخبارية
أهم الأخبار
نقاشات
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية

ترامب يعلن نهاية حرب غزة مع مبادلة آخر الرهائن الإسرائيليين بسجناء فلسطينيين

reuters_tickers

من نضال المغربي ومعيان لوبيل

القدس/القاهرة (رويترز) – أفرجت حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) يوم الاثنين عن آخر الرهائن الأحياء من قطاع غزة بموجب وقف إطلاق النار فيما أرسلت إسرائيل حافلات تحمل سجناء فلسطينيين ليعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نهاية حرب استمرت عامين قلبت خلالهما الأوضاع في الشرق الوسط رأسا على عقب.

وبعد ساعات، اجتمع ترامب مع زعماء مسلمين وأوروبيين في مصر لمناقشة مستقبل قطاع غزة واحتمال إحلال السلام في المنطقة الأشمل على الرغم من أن حركة حماس وإسرائيل، اللتين لم تحضرا التجمع، لم تتفقا بعد على الخطوات المقبلة.

وأعلن الجيش الإسرائيلي تسلم جميع الرهائن الأحياء، وعددهم 20، بعد أن نقلهم الصليب الأحمر من قطاع غزة. وقابلهم الآلاف بالهتاف والعناق والبكاء لدى وصولهم إلى “ساحة الرهائن” بتل أبيب.

وفي قطاع غزة، احتشد جمع غفير من الأقارب بكى العديد منهم فرحا في مستشفى وصلت إليه حافلات تقل سجناء فلسطينيين أفرجت إسرائيل عنهم في إطار الاتفاق. ومن المقرر أن تفرج إسرائيل في الإجمال عن نحو ألفي سجين ومعتقل.

وقال ترامب للكنيست الإسرائيلي “السماء صافية والمدافع صامتة وصفارات الإنذار ساكنة والشمس تشرق على أرض مقدسة أصبحت أخيرا في سلام” ووصف الحرب بأنها “كابوس طويل” للإسرائيليين والفلسطينيين لكنه انتهى الآن.

وتوسطت الولايات المتحدة ومصر وقطر وتركيا فيما وُصفت بأنها المرحلة الأولى من اتفاق بين إسرائيل وحماس لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن المحتجزين لدى حماس وسجناء ومعتقلين لدى إسرائيل.

وفي منتجع شرم الشيخ المصري في وقت لاحق يوم الاثنين، استضاف ترامب والرئيس عبد الفتاح السيسي أكثر من 20 زعيما عالميا في قمة تهدف إلى ترسيخ الهدنة.

وفي مستهل القمة، وقع ترامب وثيقة مع زعماء مصر وقطر وتركيا ترحب بالاتفاقات المتعلقة بغزة وتتعهد “بالعمل الجماعي على تنفيذ هذا الإرث واستدامته”.

وقالت الرئاسة المصرية إن المناقشات تضمنت حكم غزة وأمنها وإعادة إعمارها.

وقال ترامب في القمة “الآن تبدأ إعادة الإعمار”، ملقيا خطابا مطولا قال فيه إن اتفاق غزة الذي توسط في التوصل إليه قد يكون “أعظم الاتفاقات”.

وذكر السيسي خلال القمة أيضا أنه يأمل أن “يغلق هذا الاتفاق، صفحة أليمة في تاريخ البشرية، ويفتح الباب لعهد جديد من السلام والاستقرار في الشرق الأوسط”.

وأضاف السيسي “أعيد التأكيد على دعمنا وتطلعنا لتنفيذ هذه الخطة، بما يخلق الأفق السياسي اللازم، لتنفيذ حل الدولتين، باعتباره السبيل الوحيد، نحو تحقيق الطموح المشروع للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي في طي صفحة الصراع والعيش بأمان”.

ولم يحضر ممثل عن إسرائيل ولا عن حماس القمة، في حين لم يحضر زعيما السعودية والإمارات.

وقبل التوقيع صافح ترامب رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الذي تحدث إلى الرئيس الأمريكي باستفاضة. وتريد السلطة الفلسطينية أن تضطلع بدور مهم في إدارة غزة مستقبلا على الرغم من اعتراض إسرائيل.

* عقبات لا تزال قائمة

كان الرهائن الإسرائيليون المفرج عنهم يوم الاثنين آخر من بقي على قيد الحياة بين 251 رهينة تم احتجازهم في هجوم قادته حماس في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023 وأسفر عن مقتل 1200 شخص وأشعل فتيل الحرب.

وأدى وقف إطلاق النار والانسحاب الإسرائيلي الجزئي الذي تم الاتفاق عليه الأسبوع الماضي إلى وقف أحد أكبر الهجمات الإسرائيلية في الحرب، وهو الهجوم الشامل على مدينة غزة الذي كان يودي بحياة عشرات من الأشخاص يوميا.

وتمكن آلاف الفلسطينيين من العودة لما تبقى من أطلال منازلهم التي فروا منها في قطاع غزة. وتقول السلطات الصحية في قطاع غزة إن الحملة العسكرية الإسرائيلية قتلت نحو 68 ألفا، وتحولت مناطق كبيرة من غزة إلى أنقاض.

لكن هناك عقبات لا يستهان بها قائمة أمام صمود وقف إطلاق النار ناهيك عن إحلال سلام مستدام أوسع نطاقا. ومن تلك العقبات التي لم تحل بعد وتشكل مسألة ملحة هي كيفية انتشال رفات 26 رهينة ومعرفة مصير اثنين.

وتقول حماس إن استعادة الرفات ستستغرق وقتا بسبب عدم معرفة كل مواقع الدفن بدقة. وقال الجيش الإسرائيلي إنه رافق أربع نعوش بها رفات رهائن قتلى إلى إسرائيل وإنه يحاول التعرف على هويات أصحاب الرفات.

ومن المفترض أن تتدفق إمدادات الإغاثة بوتيرة أكبر على القطاع بموجب خطة وقف إطلاق النار. وشدد توم فليتشر منسق المساعدات في الأمم المتحدة على ضرورة “توفير المأوى والوقود لمن هم في أمس الحاجة إليهما، وزيادة كميات الغذاء والدواء والإمدادات الأخرى التي تدخل إلى القطاع بشكل كبير”.

وبخلاف ذلك، لم يتفق الجانبان بعد على خطوات أخرى كانت سببا في تعثر جهود سابقة للوصول إلى هدنة، مثل كيفية إدارة قطاع غزة المدمر بعد انتهاء القتال، والمصير النهائي لحماس، التي ترفض مطالب إسرائيل بإلقاء سلاحها.

وقال مسؤول أمني فلسطيني يوم الاثنين إن قوات أمنية تابعة لحماس قتلت 32 من أفراد “عصابة” في مدينة غزة في حملة بدأت بعد انسحاب القوات الإسرائيلية.

وقال ترامب خلال حديثه في أثناء سفره جوا إلى المنطقة إن حماس مُنحت ضوءا أخضر مؤقتا للحفاظ على النظام، “إنهم يريدون وقف المشكلات، وهم منفتحون على ذلك، ومنحناهم موافقة لفترة من الوقت”.

وأعادت الحرب تشكيل الشرق الأوسط من خلال صراعات خاضتها إسرائيل مع إيران وجماعة حزب الله اللبنانية وجماعة الحوثي اليمنية.

وألمح ترامب أيضا لفكرة اتفاق سلام بين إيران وإسرائيل في خطابه أمام الكنيست وقال إنه يعتقد أن إيران تريد ذلك وأضاف “ألن يكون أمرا لطيفا؟”.

* فرحة وارتياح لدى الجانبين

لوح رهينتان من داخل شاحنتين بفرح وارتياح لحشود كانت في انتظارهما قبل توجههما إلى مستشفى إسرائيلي، ورفع أحدهما علما إسرائيليا كبيرا وشكل بيديه علامة قلب.

والتقط مقطع فيديو مشاهد مؤثرة لعائلات تتلقى رسائل هاتفية من الرهائن أثناء إطلاق سراحهم لتشع ووجوههم بالدهشة والأمل بعد معاناة استمرت شهورا.

وقالت فيكي كوهين، والدة الرهينة نمرود كوهين، في أثناء توجهها إلى معسكر رعيم العسكري الإسرائيلي حيث سيتم نقل الرهائن “أنا متحمسة للغاية. تغمرني السعادة. يصعب عليّ وصف شعوري في هذه اللحظة. لم أنم طوال الليل”.

وسارع فلسطينيون لاحتضان سجناء محررين لدى وصولهم بالحافلات إلى الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة يوم الاثنين. وتجمع الآلاف داخل مستشفى ناصر في خان يونس جنوب قطاع غزة وفي محيطها، في انتظار وصول السجناء المحررين ولوح بعضهم بالعلم الفلسطيني ورفع آخرون صور ذويهم.

وقالت أم أحمد وهي تغالب دموعها إنه رغم فرحتها بإطلاق سراحهم فلا تزال تحس بمشاعر مختلطة تجاه هذا اليوم.

وقالت لرويترز في رسالة صوتية “أنا سعيدة مشان أولادنا إللي بيتحرروا، لكن في نفس الوقت إحنا عنا ألم بسبب كل الناس إللي استشهدت وقتلهم الاحتلال وبسبب كل الدمار إللي حصل”.

ولوح سجناء محررون بعلامة النصر من نوافذ الحافلات لدى وصولهم. وسلط ظهور مقاتلي حماس يوم الاثنين في مستشفى ناصر الضوء على صعوبة تبديد المخاوف الإسرائيلية بشأن استمرار سيطرة الحركة المسلحة على قطاع غزة الذي تديره منذ 2007.

وبموجب الاتفاق، تفرج إسرائيل عن 250 فلسطينيا أدينوا بالقتل وجرائم خطيرة أخرى، إضافة إلى 1700 فلسطيني معتقلين في قطاع غزة منذ بدء الحرب.

(شارك في التغطية معيان لوبيل وستيفن شير من القدس ومنة علاء الدين وجيداء طه من القاهرة وإيفيلين هوكشتاين على متن طائرة الرئاسة الأمريكية واشنطن وجنى شقير وأحمد الإمام وتالا رمضان من دبي وآندرو ميلز من الدوحة – إعداد مروة غريب ونهى زكريا وسلمى نجم ومعاذ عبدالعزيز ومحمد أيسم للنشرة العربية – تحرير علي خفاجي ورحاب علاء)

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية