مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

تقرير مدعوم من الأمم المتحدة يتوقع تفشي مجاعة في غزة بحلول مايو

من إيدن لويس

(رويترز) – ذكر تقرير تدعمه الأمم المتحدة يوم الاثنين أن المجاعة قد تضرب شمال قطاع غزة بحلول مايو أيار، وربما تمتد إلى أنحاء القطاع الفلسطيني بحلول يوليو تموز، وذلك بعد مضي أكثر من خمسة أشهر على اندلاع الحرب التي تسببت في دمار القطاع وانقطاع المساعدات.

وجاء في التقرير المستند إلى التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي أن سوء التغذية وانعدام الأمن الغذائي تجاوزا على الأرجح مستويات المجاعة في شمال غزة، ومن المرجح أن تتبعهما معدلات الوفيات الناجمة عن الجوع.

وهذا التقييم هو عبارة عن مقياس تستخدمه وكالات الأمم المتحدة وهيئات إقليمية ومنظمات إغاثة ويضع المعايير العالمية لقياس الأزمات المرتبطة بالغذاء.

ويأتي التقييم وسط ضغوط عالمية على إسرائيل للسماح بزيادة المساعدات الإنسانية إلى القطاع البالغ عدد سكانه 2.3 مليون نسمة.

ولا يزال هناك 300 ألف شخص محاصرين بسبب القتال في الشمال.

واتهم الاتحاد الأوروبي إسرائيل اليوم الاثنين بالتسبب في مجاعة واستخدام الجوع سلاحا في الحرب، وهو ما تنفيه إسرائيل قائلة إنها لا تستهدف المدنيين وإن اهتمامها قاصر على القضاء على حركة حماس.

ويستخدم التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي مجموعة معقدة من المعايير الفنية. والمعيار الأكثر خطورة هو المرحلة الخامسة التي تتكون من مستويين، الكارثة والمجاعة.

ويجري قياس حدوث مجاعة عندما يعاني ما لا يقل عن 20 بالمئة من السكان من نقص حاد في الغذاء، ويعاني طفل من كل ثلاثة أطفال من سوء التغذية الحاد ويموت اثنان من كل 10 آلاف شخص يوميا بسبب الجوع أو سوء التغذية والمرض.

وذكر تقرير التصنيف “من المتوقع أيضا أن يتسارع الاتجاه الصعودي في الوفيات غير الناجمة عن الصدمات (في شمال غزة)، ما يؤدي إلى احتمال تجاوز جميع عتبات المجاعة قريبا”.

وقال عارف حسين كبير الاقتصاديين في برنامج الأغذية العالمي لرويترز “النافذة تنغلق، وهي تنغلق بسرعة كبيرة جدا”.

وجاء في التقرير أن عدد الأشخاص الذين من المتوقع أن يواجهوا مستوى “كارثيا من الجوع” في أنحاء قطاع غزة من الآن وحتى منتصف يوليو تموز زاد للمثلين تقريبا إلى أكثر من 1.1 مليون، أو نحو نصف عدد السكان، مقارنة بالتقرير الصادر عن التصنيف في ديسمبر كانون الأول والذي أشار إلى وجود معدلات جوع قياسية.

وجاء في التصنيف أن المناطق الواقعة في وسط غزة وجنوبها ستواجه خطر المجاعة على أسوء تقدير بحلول يوليو تموز.

* عدم تناول وجبات

أُعلنت المجاعة مرتين فقط خلال الأعوام الثلاثة عشر الماضية، وكانت الأولى في أجزاء من الصومال في 2011 والثانية في أجزاء من جنوب السودان في 2017.

ويعبر بعض العاملين في مجال العمل الإنساني عن إحباطهم من المعايير، وذلك لأن تقييم عتبة المجاعة قد يكون صعبا للغاية في منطقة الحرب بسبب عدم إمكان الوصول للحالات وصعوبة الحصول على بيانات موثوقة.

وقالت السلطات الصحية في غزة إن أطفالا لقوا حتفهم بسبب سوء التغذية أو الجفاف، لكن مسؤولين في الأمم المتحدة يقولون إن النظام الصحي انهار تماما ومن الصعب مراقبة الوضع.

وقال أحد عمال الإغاثة الذي طلب عدم ذكر اسمه “من المستحيل الوصول إلى البيانات التي تفي بمعاييرهم في شمال غزة لأن الناس لا يموتون في المستشفى، لذا فهم غير مسجلين”.

وذكر التقرير أنه بسبب نقص المساعدات، لم تتناول جميع الأسر تقريبا وجباتها كل يوم، وقلل البالغون من وجباتهم حتى يتمكن الأطفال من تناول الطعام.

وقال التقرير إنه في شمال غزة، قضى ما يقرب من ثلثي الأسر أياما وليالي كاملة دون تناول الطعام 10 مرات على الأقل خلال الثلاثين يوما الماضية. وفي المناطق الجنوبية، ينطبق ذلك على ثلث الأسر.

وذكر التقرير أنه لا يزال من الممكن درء المجاعة إذا أوقفت إسرائيل وحماس القتال وزاد وصول منظمات الإغاثة إلى القطاع.

وتقول إسرائيل إن لديها خطة لمهاجمة مدينة رفح بجنوب غزة على الحدود مع مصر للقضاء على مقاتلي حركة حماس، لكنها تشارك أيضا في محادثات مع وسطاء بشأن التوصل لهدنة محتملة.

وذكر تقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي إنه لا يزال من الممكن تجنب المجاعة إذا أوقفت إسرائيل وحماس القتال وحصلت منظمات الإغاثة على مجال أكبر لإيصال المساعدات.

وقال حسين “يجب علينا أن نتحرك وعلينا أن نتحرك الآن… عندما تحدث مجاعة، يكون الناس قد تضوروا جوعا بالفعل وضاع الأطفال بالفعل وفُقد العديد والعديد من الأرواح بالفعل”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية