The Swiss voice in the world since 1935
أهم الأخبار
الديمقراطية السويسرية
النشرة الإخبارية
أهم الأخبار
نقاشات
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية

توازنات جديدة ترتسم في اليونسكو بعد انسحاب الولايات المتحدة منها

afp_tickers

بعد حوالى أربعة أشهر على إعلان الولايات المتحدة انسحابها من اليونسكو، ترتسم توازنات جديدة داخل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة، مع تقدم الصين إلى الصدارة وتعزيز دول “الجنوب العالمي” حضورها.

وبقي مقعد الولايات المتحدة شاغرا خلال المؤتمر العام لليونسكو الذي عقد في سمرقند في أوزبكستان واستمر أسبوعين حتى الخميس.

ولن يصبح الانسحاب الأميركي الذي أُعلن عنه في تموز/يوليو نافذا إلا في نهاية 2026، لكن واشنطن أوقفت منذ الآن مشاركتها في المنظمة التي تتهمها إدارة الرئيس دونالد ترامب بالتحيز ضد إسرائيل وبـ”الترويج لقضايا اجتماعية وثقافية مثيرة للانقسامات” في إطار ما وصفته بـ”أجندة فكرية قائمة على العولمة”.

ولم يفاجئ هذا الانسحاب أحدا، إذ سبق لترامب أن سحب بلاده من اليونسكو عام 2018، خلال ولايته الأولى، قبل أن يعيدها خَلَفه الديموقراطي جو بايدن إليها عام 2023.

وإن كانت المديرة العامة المنتهية ولايتها لليونسكو أودري أزولاي عملت على تقليص الاعتماد على المساهمات الأميركية التي تراجعت من 20% إلى 7% من الميزانية العامة للمنظمة، إلا أن هذا الانسحاب يحرم اليونسكو من 75 مليون دولار.

وجعل خلفها المصري خالد العناني الذي تم اختياره في سمرقند بـ172 صوتا من أصل 174، من ميزانية المنظمة “أولوية” له، واعدا بإقناع بعض الدول بزيادة مساهماتها وباجتذاب المزيد من الرساميل من القطاع الخاص.

وقال دبلوماسي من أحد الوفود الإفريقية إن “الانسحاب الأميركي كان له دور في انتخابه، فالدول الأعضاء أخذت بالاعتبار قدرته على تعبئة موارد جديدة”.

– الصين الممول الأول –

وباتت الصين الممول الأكبر لليونسكو، بمستوى 69 مليون دولار.

وأوضحت المؤرخة كلويه موريل التي صدر لها كتاب بعنوان “تاريخ اليونسكو”، أن “الصين تمول الآن أجزاء كاملة من برنامج اليونسكو، مثل المجلة الرائدة +بريد اليونسكو+”، مذكرة بأنها “وكالة دولية يستخدمها العديد من الدول أداة لممارسة +قوتها الناعمة+”.

وكما عند انسحاب الولايات المتحدة في المرة الأولى، عمدت بكين مؤخرا إلى تعزيز حضورها داخل المنظمة التي تتخذ مقرا في باريس.

وقال عضو في وفد أوروبي “حاولت الصين بعد العام 2018 ملء الفراغ الذي تركته الولايات المتحدة لإحداث تغيير في المعايير الدولية يصب في اتجاهها. فأرسلت العديد من الموظفين وخبراء”، مشيرا إلى أن “هناك الآن صينيون في كل دائرة من دوائر اليونسكو”.

وكان وزير الخارجية الأميركي السابق أنتوني بلينكن شدد عام 2023 على ضرورة عودة الولايات المتحدة إلى اليونسكو لموازنة نفوذ بكين، ولا سيما في مواضيع مثل الذكاء الاصطناعي والتربية.

وغابت واشنطن عن مناقشات جرت حول نص رائد أُقر عام 2021 حول المعايير الأخلاقية في استخدام الذكاء الاصطناعي. كما أُقر في سمرقند نص أساسي يفرض ضوابط على استخدام التكنولوجيا العصبية في المجال الطبي.

كما أن غياب الولايات المتحدة يفسح المجال أكثر لروسيا وحلفائها مثل بيلاروس ودول آسيا الوسطى.

لكن موسكو لا تلقى تأييدا منذ أن شنت الحرب على أوكرانيا في شباط/فبراير 2022، وهو ما ظهر مع فشلها في سمرقند في الفوز بمقعد من أصل 58 في المجلس التنفيذي للمنظمة، وذلك للمرة الثانية بعد العام 2023.

– مناصب أساسية –

وأوضح الدبلوماسي الإفريقي أن “غياب الولايات المتحدة يوقظ الكثير من الطموحات من جانب الصين وروسيا، لكن الأمر لا يقتصر على هاتين الدولتين. هناك أيضا الجنوب العالمي، مع دول قيادية في أميركا اللاتينية وإفريقيا وآسيا” مضيفا “أظهرت الانتخابات هذه الاختلالات في التوازن التي تتبدل حاليا”.

وإلى منصب المدير العام الذي فازت به للمرة الأولى دولة عربية، تم تجديد منصب أساسي آخر في سمرقند، هو منصب رئيس المؤتمر العام الذي انتخب فيه خوندكر طلحة من بنغلادش. كما تجري الخميس انتخابات لاختيار رئيس المجلس التنفيذي، مع توقع فوز القطري ناصر حمد الحنزاب بالمنصب.

ومع الانسحاب الأميركي، قد تزيد بعض الدول الكبرى من كتلة “الجنوب العالمي” مثل دول الخليج والهند والبرازيل، مساهماتها المالية ووزنها في المنظمة، برأي مشاركين في اجتماعات سمرقند.

وبمغادرتها المنظمة الأممية، فإن واشنطن تجازف كذلك بتهميشها في عملية اختيار المواقع المدرجة في التراث العالمي للبشرية التي تُعِدّ اليونسكو لائحة بها.

وقال مصدر قريب من الوفود “نسمع بشكل متزايد، بما في ذلك من بعض الحلفاء التاريخيين للأميركيين، عن +سلوك قرصان+ لا ينخرط في النهج التعددي لكنه يريد الاستمرار في جني مكاسبه”.

سفا/دص/جك

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية