جزر الهادئ تعرب عن خيبتها لإضاعة فرصة استضافة قمة كوب المقبلة
نددت جزر المحيط الهادئ الخميس بما اعتبرتها فرصة ضائعة للفت الأنظار إلى مشاكلها المرتبطة بالمناخ بعد تجاهل مساعيها للمشاركة في استضافة قمة “كوب” المقبلة للمناخ.
وسعت أستراليا للمشاركة في استضافة قمة الأمم المتحدة للمناخ إلى جانب الدول المجاورة لها في المحيط الهادئ والمهددة بشكل كبير من ارتفاع منسوب مياه المحيطات والجفاف وزيادة حموضة البحار.
لكن رغم حملة الضغط المكثّفة على مدى العام الماضي، تخلّت أستراليا بشكل غير متوقع عن مساعيها في اللحظات الأخيرة وسلّمت تركيا حقوق استضافة القمة.
وقال وزير خارجية بابوا غينيا الجديدة جاستن تكاتشنكو لفرانس برس بعدما أعلنت أستراليا عن قرارها بالتراجع، “نشعر جميعنا بعدم الرضا وبخيبة أمل لانتهاء الأمور إلى ذلك”.
وأشار إلى أن جزر الهادئ خُذلت مرة أخرى من قبل الآلية البيروقراطية لمؤتمر الأطراف.
وقال “ماذا حقق كوب على مر السنوات؟ لا شيء.. إنه مجرّد مهرجان خطابة ولا يحاسب كبار الملوّثين”.
وتعد توفالو المكوّنة من مجموعة من الجزر الصغيرة المنخفضة بين هاواي وأستراليا، من بين بلدان جنوب الهادئ المهددة مباشرة بتغيّر المناخ.
وغرقت تسع جزر مرجانية تابعة لتوفالو نتيجة ارتفاع منسوب البحر فيما يخشى العلماء من أن يصبح الأرخبيل بأكمله غير قابل للحياة بحلول نهاية القرن.
وأكد رئيس وزراء توفالو السابق بيكينيبو بينيو لفرانس برس أن إضاعة فرصة استضافة كوب خسارة كبيرة للمنطقة.
ورأى أن على “بلدان الهادئ أن تعيد بشكل جدي تشكيل علاقتها مع أستراليا”.
وأضاف “إنها فرصة ضائعة، لكن بلدان منطقة الهادئ ستواصل معركتها رغم كل شيء”.
وتشدد الناشطة المدافعة عن المناخ من ساموا سولوافي بريانا فروين على أن جزر الهادئ تستحق أن تحظى باهتمام العالم.
وتؤكد “مع تحوّل الأنظار إلى تركيا، ما زال سكان الهادئ يكافحون في كل يوم من العام من أجل إبقاء جزرنا بأمان”.
سادت حماسة كبيرة بين دول الهادئ الجزرية حيال مقترح أستراليا الذي كان من المفترض أن تتم في إطاره استضافة فعاليات المؤتمر في مدن نادرا ما يزورها القادة وكبار الشخصيات في عالم المال والأعمال.
– “فاضحة بشكل صريح” –
واعتبر رئيس بالاو سورانغل ويبس جونيور في وقت سابق هذا العام أن “استضافة كوب31 ليست مسألة تحمل قيمة رمزية فحسب، بل هي اختبار لعدالة وتوازن ونزاهة العملية العالمية المرتبطة بالمناخ”.
وأضاف أن “جلب كوب إلى الهادئ لن يتيح للعالم رؤية الأزمة فقط، بل كذلك الاطلاع على الحلول الواقعية والمحلية والقابلة للتطوير التي تقدّمها جزرنا”.
وانسحبت أستراليا بعدما رفضت تركيا التراجع عن ترشحها لاستضافة الحدث.
ورغم الدعم الواسع الذي حظيت به، لم يكن بإمكان أستراليا تجاوز قواعد الأمم المتحدة التي توجب التوصل إلى هذا النوع من القرارات بالتوافق.
وقال وزير المناخ كريس بوين على هامش قمة كوب التي استضافتها البرازيل هذا العام “بطبيعة الحال، لكان الأمر رائعا لو نجحت أستراليا في الحصول على كل شيء. لكن لا يمكننا ذلك”.
وتم التوصل إلى حل بديل غير معهود تستضيف تركيا بموجبه القمة التي تشارك فيها 200 دولة بينما تقود أستراليا المفاوضات المكثّفة.
وحاول رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي تصوير ذلك على أنه “انتصار كبير” مع الاتفاق على استضافة المنطقة اجتماعا يسبق كوب يركّز على حشد التمويل المرتبط بالمناخ من أجل بلدان الهادئ.
لكن رئيس وزراء ولاية جنوب أستراليا التي كانت ستستضيف الجزء الأكبر من مفاوضات العام المقبل، وصف عملية الاختيار بأنها “فاضحة بشكل صريح”.
سفت/لين/دص