مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة: “الأونروا، كانت ولا تزال طوق النجاة لشعب فلسطين منذ تأسيسها”

رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة.
الرئيس الحالي للجمعية العامة للأمم المتحدة، دينيس فرانسيس، يتحدث خلال الدورة السادسة التي حضرها رؤساء ورئيسات الدول في مقر برنامج الأمم المتحدة للبيئة في نيروبي كينيا يوم 29 فبراير 2024. KEYSTONE

يعبّر رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، دينيس فرانسيس، الذي زار مؤخرا جنيف لإلقاء خطاب أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، عن وجهة نظره بشأن الحرب الدائرة في كل من غزة وأوكرانيا، ويشرح الأسباب التي تدعوه إلى التفاؤل رغم المرحلة الصعبة الراهنة.

“هناك أدلة على أن [مجلس الأمن] لم يكن قادرا على اتخاذ قرارات تحقق الأمن والسلام، لكن الجمعية العامة لم تتردد في اتخاذ إجراءات حاسمة”، هكذا يرد دينيس فرانسيس عندما يوجه له سؤال حول عدم قدرة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على التأثير على مجريات الأوضاع في كل من غزة وأوكرانيا.

وفرانسيس، الدبلوماسي الذي يبلغ من العمر 67 عاما، من ترينيداد وتوباغو، هو الرئيس الحالي للجمعية العامة للأمم المتحدة، التي يوجد مقرها في نيويورك. وهي الهيئة الوحيدة التابعة للأمم المتحدة، التي تشغل فيها كل دولة عضوة مقعدا وتمتلك صوتا، وحيث لا يمتلك أي بلد حق النقض.

وتمنح رئاسة اجتماعات هذه الهيئة المكوّنة من 193 دولة هذا الدبلوماسي المحنّك رؤية لا تتاح لغيره حول أولويات المجتمع الدولي ومخاوفه. وباعتباره ممثلا لكل الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، فإنه يعتبر واحدا من أعلى المسؤولين في المنظمة.

التقت سويس انفو ( SWIswissinfo.ch ) فرانسيس وهو يرتدي زيا دبلوماسيا تقليديا- بدلة زرقاء داكنة وربطة عنق- عقب إلقائه خطاباً أمام مجلس حقوق الإنسان في جنيف في بداية الأسبوع الماضي، حيث دعا مرة أخرى إلى “وقف فوري لإطلاق النار لأغراض إنسانية في غزة، وإلى فتح الممرات لإيصال المساعدات إلى القطاع المحاصر الذي يعيش فيه نحو 2.3 مليون نازح ونازحة.

وعلى الرغم من أن مجلس الأمن هو الهيئة المسؤولة عن ضمان السلام والأمن في العالم، إلا أن الجمعية العامة تحتفظ بـ “المسؤولية المتبقية”، ما يعني توليها زمام الأمور في حال فشل مجلس الأمن، كما يشير فرانسيس.

أخذ المبادرة عندما يفشل مجلس الأمن

خلال العامين الماضيين، تعرّض مجلس الأمن إلى الشلل بسبب الاستخدام المستمر لحق النقض من قبل بعض أعضائه الدائمين (الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا والصين وروسيا). فلم يتمكّن من منع الغزو الروسي لأوكرانيا، أو الاتفاق على وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، الذي يواجه أزمة إنسانية غير مسبوقة.

وإزاء هذا الوضع، قامت الجمعية العامة بأخذ المبادرة، لمعالجة القضايا التي فشل المجلس في التعامل معها. وبعد وقت قصير من بداية الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022، أدانت الجمعية العامة انتهاك موسكو لميثاق الأمم المتحدة، ودعت، في حالة غزة، إلى وقف لإطلاق النار والإفراج عن الرهائن الإسرائيليين والإسرائيليات. ومع ذلك يجب التنويه إلى أن قرارتها غير ملزمة وذات دلالة أخلاقية فقط.

يرى رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة أن من أهداف هذه الهيئة: “إيقاف الأعمال العدائية، وحماية المدنيين وخلق بيئة مناسبة لمفاوضات سياسية محتملة قد تؤدي إلى حل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي”. ولكن هذا الدبلوماسي لا يحدد أي تدابير إضافية قد تتخذها الهيئة التي يرأسها، على وجه التحديد.  

وينتاب فرانسيس قلق شديد بشأن الهجوم الكبير الذي تنوي إسرائيل شنه على مدينة رفح الجنوبية في قطاع غزة، حيث نزح جزءٌ كبير من سكان القطاع. ويشدّد “على ضرورة إيجاد سبل لإخراج هؤلاء المدنيين من مناطق الخطر لمنع فقدان المزيد من الأرواح البشرية”.

استئناف الدعم المقدم للأونروا

خلال الأسبوعيْن الماضيين، أرسل فيليب لازاريني، المفوّض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين.ات الفلسطينيين.ات في الشرق الأدنى (UNRWA) رسالة إلى فرنسيس أوضح له فيها أن المنظمة أصبحت على “حافة الانهيار” (breaking point) ما يهدد قدراتها على الوفاء بالمهمة التي كلفتها بها الجمعية العامة، والتي تشمل تقديم خدمات للاجئين.ات الفلسطينيين.ات في مجالات التعليم، والخدمات الصحية الأساسية، والمساعدات في حالات الطوارئ. وحذّر مفوّض الوكالة من أن نقص التمويل سيؤثّر بشكل كبير على عملياتها الميدانية.

واتهمت إسرائيل، من جهتها، أعضاء وعضوات من الأونروا بالمشاركة في هجوم حماس على إسرائيل في السابع من شهر أكتوبر الماضي، مما دفع بعض الدول الممولة للمنظمة إلى تعليق تمويلاتها. وتم فتح تحقيقيْن منفصليْن في الادعاءات الإسرائيلية.

“الأونروا، كانت ولا تزال طوق النجاة لشعب فلسطين منذ تأسيسها”، يقول فرانسيس، الذي يأمل أن تستمر الدول المانحة في دعم هذه المنظمة إلى حين انتهاء التحقيقيْن.

ويضيف هذا المسؤول السامي بالأمم المتحدة: “الأدلة لم تظهر بعدٌ. ولكن في الوقت الحالي، يتم وضع حياة ورفاهية الأشخاص المحاصرين.ات في غزة على المحك. ولقد دعوت الدول المانحة للاستمرار في تقديم الدعم إلى الأونروا، لأنه إذا لم نفعل ذلك، فإنني أخشى أن نجد أنفسنا مضطرين لقبول مستوى معيّن من المسؤولية عما يحدث لسكان غزة”.

تحرير: فيرجيني مانجان

ترجمة: عبد الحفيظ العبدلي

مراجعة: مي المهدي

المزيد
newsletter teaser

المزيد

نشرتنا الإخبارية حول التغطية السويسرية للشؤون العربية

اشترك.ي في النشرة الإخبارية لدينا، واحصل.ي على بريد إلكتروني كل يوم جمعة يحتوي على أخبار من الدول الناطقة بالعربية تم جمعها بواسطة وسائل الإعلام السويسرية. معلومات من منظور سويسري خصّيصًا من أجلك.

طالع المزيدنشرتنا الإخبارية حول التغطية السويسرية للشؤون العربية

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية