The Swiss voice in the world since 1935
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية
أهم الأخبار
الديمقراطية السويسرية
النشرة الإخبارية
أهم الأخبار
نقاشات
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية

نطاق المجاعة ينحسر في غزة لكن شبح الجوع يهدد مستقبل القطاع

18 كانون الأول/ديسمبر: يواصل الصيادون الفلسطينيون العمل على طول ساحل مدينة غزة المحاصرة، في ظل ظروف بالغة الصعوبة، حيث يسعون جاهدين لكسب الرزق ومكافحة الجوع رغم قلة الموارد والمعدات التي تضررت جراء الهجمات الإسرائيلية في 18 كانون الأول/ديسمبر 2025.
يواصل الصيادون الفلسطينيون العمل على طول ساحل مدينة غزة المحاصرة، في ظل ظروف بالغة الصعوبة، حيث يسعون جاهدين لكسب الرزق ومكافحة الجوع رغم قلة الموارد وتضرُّر المعدات جراء الهجمات الإسرائيلية. 2025 Anadolu


يُعلن تقرير التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي انتهاء المجاعة في غزة، لكن آلاف الأشخاص ما زالوا يعانون من سوء التغذية، مما يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة، ويُلقي بظلاله على الأجيال القادمة.

رغم وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، الساري منذ العاشر من أكتوبر، لا تزال المساعدات التي يُسمح بدخولها إلى القطاع شحيحة للغاية، وفقًا لتحذيرات مسؤولي الأمم المتحدة، والمنظمات غير الحكومية.

ونقلًا عن هذه المنظمات، زادت كمية المساعدات التي تدخل غزة الآن عمّا كانت عليه قبل أكتوبر. لكن إسرائيل ما زالت تمنع دخول المواد الغذائية، والإمدادات الطبية إلى الأراضي الفلسطينية، وأن الكمية الحالية بعيدة كل البعد عن تلبية احتياجات السكّان.

ويوم الجمعة 19 ديسمبر، أعلنت منظمة التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي (IPC)، المدعومة من الأمم المتحدة، أنه لا يوجد حاليًا أي جزء من القطاع يُصنّف على أنه يعاني من المجاعة.

ورغم ترحيب وكالات الأمم المتحدة بالتقرير الجديد، فإنها تؤكد أن مستويات الجوع، وسوء التغذية، والأمراض، والدمار الزراعي، لا تزال مرتفعة بشكل مقلق.

ووفقًا لتقرير IPC الجديد، لا يزال 1.6 مليون شخص على الأقل، أي 77% من السكان، يواجهون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي الحاد في قطاع غزة، بما في ذلك أكثر من 100 ألف طفل، و37 ألف امرأة حامل، ومرضعة يُتوقع أن يعانين من سوء التغذية الحاد حتى أبريل من العام المقبل.

ويوم الجمعة أيضًا، علّق أورين مارمورستين، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية، عبر منصة “إكس” (X)، أنه في مواجهة “أدلة دامغة لا لبس فيها، اضطرت حتى منظمة IPC إلى الاعتراف بعدم وجود مجاعة في غزة”.

تعد منظمة التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي (IPC)، وهي مبادرة عالمية لوكالات الأمم المتحدة ومجموعات الإغاثة والحكومات، الآلية الأساسية التي يستخدمها المجتمع الدولي لتحديد ما إذا كانت منطقة ما في حالة مجاعة. وتُشير المرحلة الخامسة من التصنيف إلى أقصى مستوى من انعدام الأمن الغذائي، وتُصنف على أنها “مجاعة” لمنطقة معينة أو “كارثة” عند الإشارة إلى الأسر.

وتُصنف الأسر على أنها في المرحلة الخامسة (كارثة) إذا كانت تُعاني من نقص شديد في الغذاء، والجوع، واستنفاد استراتيجيات التكيف.

ولإعلان المجاعة رسميًا في منطقة معينة، يجب أن تكون هناك أدلة على ما يلي:

– ما لا يقل عن 20% من الأسر في المرحلة الخامسة.

– ما لا يقل عن 30% من الأطفال يعانون من سوء التغذية الحاد.

– هناك حالتا وفاة لكل 10 آلاف نسمة يوميًا، أو أربع وفيات بين كل 10 آلاف طفل، “بسبب الجوع الصريح أو التفاعل بين سوء التغذية والمرض”. 

في 22 أغسطس، كانت منظمة IPC قد أكدت وجود مجاعة “من صنع الإنسان” في شمال قطاع غزة، تُؤثر على أكثر من 500 ألف شخص.

و في ذلك الوقت صرح الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن “إسرائيل، بصفتها القوة المحتلة، لديها التزامات واضحة بموجب القانون الدولي، بما في ذلك واجب ضمان إمداد السكان بالمواد الغذائية والطبية”.

وبموجب القانون الإنساني الدولي، يُعد استخدام الجوع كسلاح حرب جريمة حرب.

محتويات خارجية

من ناحية ثانية، صرح ينس ليركه، المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، إلى سويس إنفو (Swissinfo.ch) في أوائل ديسمبر، قائلا: “من المهم التأكيد على أن جميع الشحنات التي تدخل غزة تخضع (ولا تزال) لموافقة السلطات الإسرائيلية”.

وكان وقف إطلاق النار، الذي أنهى عامين من الحرب بين حماس وإسرائيل، قد نصّ على السماح بزيادة كبيرة في تدفق المساعدات إلى غزة، حيث يُعاني السكان من أسوأ أزمة إنسانية على الإطلاق.

ولا تزال الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة الأخرى تُطالب السلطات الإسرائيلية مرارًا وتكرارًا بالسماح بدخول كميات كافية من السلع، وفتح جميع نقاط الوصول إلى قطاع غزة.

وقال ليركه إن طلبات استيراد أنواع مختلفة من إمدادات المساعدات غالبًا ما تُرفض، وأن العديد من المنظمات غير الحكومية الدولية ممنوعة من إدخال المساعدات إلى قطاع غزة. ووفقًا لمكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة، تلقّى 65% فقط من سكان غزة مساعدات غذائية في شهر نوفمبر الماضي.

وأفادت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) في شهر أكتوبر أن ثلثيْ الأطفال دون سن الخامسة تناولوا طعامًا من مجموعة واحدة أو اثنتين فقط من المجموعات الغذائية الثماني الموصى بها صحيًّا، معظمها حبوبًا أو خبزًا أو دقيقًا. ومع محدودية الخدمات الصحية، ونقص إمدادات المياه، وسوء الصرف الصحي، تقول اليونيسف إن جميع الأطفال البالغ عددهم 320 ألفًا دون سن الخامسة ما زالوا معرضين لخطر سوء التغذية الحاد.

وقد رفضت وحدة تنسيق أعمال الحكومة في المناطق (COGAT)، وهي الهيئة العسكرية الإسرائيلية التي تتحكم في المعابر الحدودية لغزة، مزاعم القيود المتعمدة على المساعدات باعتبارها “غير متوافقة مع الحقائق على الأرض، والتنسيق المستمر الذي يتم يوميًا”. وتُشير إلى أن ما بين 600 و800 شاحنة تحمل إمدادات إنسانية تدخل غزة يوميًا.

وبعد احتجاجات على عدم كفاية المساعدات الإنسانية المسموح بدخولها إلى غزة، فتحت إسرائيل في منتصف نوفمبر معبرًا رئيسيًا إلى شمال غزة.

المزيد
فلسطينيون

المزيد

جنيف الدولية

غزة بعد عامين من الحرب الإسرائيلية: دمار شامل ووضع إنساني منهار

تم نشر هذا المحتوى على من جنيف، المركز التاريخي للقانون الإنساني والدبلوماسية الدولية في مجال المساعدات، تسعى سويس إنفو تقدّم تغطية خاصة توثّق حجم الكارثة الإنسانية في غزّة.

طالع المزيدغزة بعد عامين من الحرب الإسرائيلية: دمار شامل ووضع إنساني منهار

200 إلى 300 شاحنة مساعدات يوميًا

ووفقًا لاتفاق وقف إطلاق النار، كان من المقرر أن تدخل 600 شاحنة تحمل إمدادات الإغاثة إلى غزة يوميًا، لكن المتوسط يتراوح بين 200 و300 شاحنة، هكذا صرح المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس إلى هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) في نهاية أكتوبر. وفي الأسبوع الأول من ديسمبر، عبرت 140 شاحنة مساعدات فقط يوميًا في المتوسط من قوافل الأمم المتحدة الحدود إلى قطاع غزة، وفقًا لمنظمات الأمم المتحدة.

علاوة على ذلك، تقول وكالات الإغاثة إن معظم السلع التي يُسمح بدخولها إلى غزة تُباع في الأسواق، وتظل باهظة الثمن بالنسبة إلى معظم السكان.

“ما زلنا نرى الشاحنات التجارية تُعطى الأولوية على السلع الإنسانية”، هكذا قال فرانز لويف، منسق الطوارئ لمنظمة أطباء بلا حدود (MSF) في قطاع غزة.

وفي 2 مارس 2025، فرضت إسرائيل حصارًا كاملًا على إمدادات المساعدات لمدة شهرين، مما أدى إلى تفاقم الظروف الإنسانية المتردية بالفعل في القطاع وسوء التغذية. وقد تم تخفيف هذا الحصار في نهاية شهر مايو.

محتويات خارجية

مضاعفات خطيرة

بغض النظر عمّا أورده التقرير الجديد، تُؤكد منظمات الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية أن سوء التغذية، الذي يُعرف بأنه نقص في السعرات الحرارية، والمغذيات الكافية، مستمر ويُحدث آثارًا طويلة الأمد على السكان في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

وتُشير اليونيسف إلى أن معدل سوء التغذية بين الأطفال والنساء الحوامل والمرضعات في غزة على سبيل المثال لا يزال “مرتفعًا”. ففي أكتوبر، تم قبول حوالي 9300 طفل وطفلة يعانون من سوء التغذية الحاد دون سن الخامسة لتلقي العلاج. وفي أغسطس، بلغ العدد الشهري 14000 طفلًا، وفقًا لأرقام اليونيسف.

“في مستشفيات قطاع غزة، قابلتُ العديد من المواليد الجدد الذين يزنون أقل من كيلوغرام واحد”، هكذا صرحت تيس إنغرام، مديرة الاتصالات في اليونيسف في غزة، للصحفيين في إحاطة إعلامية في ديسمبر. ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية (WHO)، عُولج 36243 طفلًا من سوء التغذية الحاد الشديد في القطاع، خلال الأشهر العشرة الأولى من هذا العام.

وتم تشخيص حوالي 38% من النساء الحوامل اللاتي فحصتهن اليونيسف والمنظمات الشريكة بسوء التغذية الحاد بين شهريْ يوليو وسبتمبر. وفي أكتوبر وحده، قبلت منظمات الإغاثة 8300 امرأة حامل ومرضعة لتلقي العلاج من سوء التغذية الحاد. وتتوقع إنغرام أن تستمر ولادة أطفال بوزن منخفض في قطاع غزة في الأشهر القادمة.

وأوضح جيمس إلدر، المتحدث باسم اليونيسف المضاعفات الخطيرة لهذا الوضع قائلًا: “يكبر الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية ليصبحوا بالغين.ات، وسيظلون يعانون.ين من سوء التغذية، وهم.نّ أقل قدرة على رعاية أطفالهم.نّ”.

وفقًا لمنظمة أطباء بلا حدود (MSF)، يمكن أن يؤدي وضع سوء التغذية غير الكافي إلى مضاعفات طبية خطيرة مثل الالتهابات وتأخر التئام الجروح. وهذا غالبًا ما يؤدي إلى الحاجة إلى عمليات بتر. ويرتبط سوء التغذية أيضًا بالأمراض المزمنة مثل السكري وارتفاع ضغط الدم.

ووفقًا للويف، من منظمة أطباء بلا حدود، فإن بضعة أسابيع فقط من سوء التغذية الشديد يمكن أن تؤثر على التطور الحركي للطفل. ولذلك: “سوء التغذية ليست مجرد حالة طوارئ قصيرة الأجل، بل يمكن أن تتحوّل إلى صراعٍ من أجل البقاء طيلة الحياة، خاصة بالنسبة للأطفال”.

تحرير: فيرجين مانجان

ترجمة: عبد الحفيظ العبدلّي

مراجعة: ريم حسونة

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية