مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

حماس تدرس رد إسرائيل على مقترح للهدنة وتحذير جديد من المجاعة في غزة

أعلنت حماس السبت أنّها “تدرس” ردّ إسرائيل على اقتراح بشأن هدنة محتملة في غزّة مرتبطة بإطلاق سراح رهائن محتجزين بالقطاع، بينهم اثنان ظهرا في مقطع فيديو بثته الحركة، بينما حذّرت الأمم المتحدة مجدداً من مجاعة وشيكة في القطاع.

وافاد منتدى عائلات الرهائن أن الرهينتين هما كيث سيغال وأومري ميران.

وكانت حماس عرضت الأربعاء مقطعا مصورا يظهر رهينة اسرائيليا ثالثا هو هيرش غولدبرغ-بولين (23 عاما).

وعلى مسار مساعي الهدنة، قال نائب رئيس حماس في قطاع غزّة خليل الحية في بيان “تسلّمت حركة حماس اليوم ردّ الاحتلال الصهيوني الرسمي على موقف الحركة الذي سُلّم للوسيطين المصري والقطري في الثالث عشر من نيسان/أبريل. وستقوم الحركة بدراسة هذا المقترح، وحال الانتهاء من دراسته ستُسلّم ردّها”.

ولاحقاً أفاد مصدر في حماس وكالة فرانس برس أنّ الحركة “تجري مشاورات مع القوى والفصائل الفلسطينية بخصوص الموقف الذي تسلّمته أمس الجمعة، كما تجري مشاورات مع الوسطاء، وقدّمت بعض الاستفسارات بخصوص ما تسلّمته حول الموقف الإسرائيلي”.

وأضاف أنّ الحركة “تجري أيضاً نقاشات مكثفة بشأن العرض الجديد”.

وفي 13 نيسان/أبريل، سلمت حماس ردّها على مقترح إسرائيلي، مشدّدة على “التمسّك بمطالبها ومطالب الشعب الوطنية التي تتمثّل بوقف دائم لإطلاق النار وانسحاب الجيش من كامل قطاع غزّة وعودة النازحين إلى مناطقهم وأماكن سكناهم وتكثيف دخول الإغاثة والمساعدات والبدء بالإعمار”.

في المقابل، ترفض إسرائيل وقفًا دائمًا للنار وانسحابًا كاملًا لقوّاتها من غزّة، فيما أعلن رئيس وزرائها بنيامين نتانياهو عزمه على اجتياح رفح التي يقول إنها آخر معاقل حماس. لكن المدينة تضم اليوم نحو 1,5 مليون فلسطيني معظمهم نازحون يتدبرون أمورهم كيفما اتفق بلا ماء ولا كهرباء.

وأشار مسؤولون في المستشفيات إلى أن الغارات والقصف خلفت أكثر من عشرة قتلى خلال ليلة الجمعة إلى السبت. وقتلت إحداها عائلة بكامل أفرادها. وقال محمد يوسف وهو أحد أقارب العائلة “لم يبق أحد. الأب والأم وفتاة وصبيان (قتلوا) عندما تم استهداف” منزلهم. 

– فيديو لرهينتين –

واندلعت الحرب في السابع من تشرين الأوّل/أكتوبر بعد هجوم غير مسبوق لحماس ضدّ إسرائيل أدّى إلى مقتل 1170 شخصًا، معظمهم مدنيّون، حسب تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات رسميّة إسرائيليّة.

وخلال هجوم حماس، خُطف أكثر من 250 شخصًا ما زال 129 منهم محتجزين في قطاع غزّة، بينهم 34 توفّوا على الأرجح، وفق مسؤولين إسرائيليّين.

وردًّا على ذلك، تعهّدت إسرائيل تدمير حماس التي تتولّى السلطة في غزّة منذ 2007 وتُصنّفها إسرائيل والولايات المتحدة والاتّحاد الأوروبي “منظّمة إرهابيّة”.

وأسفرت الحرب المدمرة في قطاع غزّة عن مقتل 34388 شخصا، معظمهم مدنيّون وجلهم من النساء والأطفال، حسب حصيلة وزارة الصحّة التابعة لحماس.

والجمعة وصل وفد مصري إلى إسرائيل بحسب قناة “القاهرة الإخباريّة” القريبة من الاستخبارات المصريّة والتي نقلت عن مصدر “رفيع” المستوى قوله إنّ الوفد “يضمّ مجموعة من المختصّين بالملفّ الفلسطيني، لمناقشة إطار شامل لوقف إطلاق النار في قطاع غزّة”.

وذكرت القناة أنّ “هناك تقدّمًا ملحوظًا في تقريب وجهات النظر بين الوفدين المصري والإسرائيلي”. ويُتوقع وفق وسائل إعلام إسرائيليّة أن يحاول الوفد المصري إحياء المفاوضات المتوقّفة منذ أسابيع.

ولم تُكشف تفاصيل الردّ الإسرائيلي على مقترح الهدنة، لكنّ الصحافة الإسرائيليّة تحدّثت في وقت سابق هذا الأسبوع عن الإفراج في البداية عن 20 رهينة يُعتبرون حالات “إنسانيّة”. 

وفي الفيديو الذي بثّته حماس يمكن سماع ميران (47 عاما) يقول “الوضع هنا غير مريح وصعب وهناك قنابل كثيرة تسقط”، مما يرجّح أن المقطع صور في وقت سابق هذا الأسبوع.

وبعيد بثّ الفيديو تجمّع متظاهرون في تل أبيب لمطالبة السلطات بإبرام صفقة تفضي إلى الإفراج عن الرهائن.

وحضّ داني، والد ميران، لدى مشاركته في التظاهرة حماس على “اتّخاذ قرار الآن”.

– بلينكن في السعودية –

وبانتظار نتائج مفاوضات التهدئة بين إسرائيل وحماس، يتوجّه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى السعودية للمشاركة مع دبلوماسيين عرب وأوروبيين في جلسة خاصة عن المناخ ضمن المنتدى الاقتصادي العالمي في الرياض.

وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر إن بلينكن “سيبحث في الجهود الرامية إلى التوصل لوقف لإطلاق النار في غزة يتيح الإفراج عن رهائن وكيف أن حماس هي التي تقف عائقا بين الشعب الفلسطيني ووقف إطلاق النار”.

ميدانيا في غزة، قال الجيش الإسرائيلي السبت إن طائراته قصفت أكثر من 25 هدفا خلال اليوم السابق في القطاع.

وفي بلدة خان يونس بجنوب القطاع حيث اندلع قتال عنيف في شباط/فبراير، قال بعض السكان إنهم يفضلون العودة للعيش بين الأنقاض. 

وقال عبد القادر محمد قويدر “تعبنا من التشرد، سبعة أشهر ونحن مشردون، ومن البهدلة في المخيمات، فأصررنا على الرجوع إلى مكاننا… ونقعد في خيمة على أنقاض بيتنا”.

وإضافة إلى الدمار والخسائر البشرية الفادحة، تسببت الحرب بكارثة إنسانية.

– حزب الله يستهدف شمال إسرائيل –

وفيما تحذر الهيئات الأممية من أن المجاعة تشكل “تهديدا حقيقيا وخطرا” في غزة، أعلن الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس السبت استئناف جهود إرسال المساعدات عبر الممر البحري من ميناء لارنكا، بناء على مبادرة تساهم فيها بشكل خاص الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

وعليه غادرت السفينة “جنيفر” مساء الجمعة وعلى متنها شحنة جديدة من المساعدات قدمتها الإمارات وفتشتها إسرائيل في قبرص.

وغادرت سفينة بريطانية قبرص السبت لإيواء مئات من العسكريين الأميركيين الذين يقومون ببناء رصيف بحري عائم في غزة في محاولة لتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية، عبر ممر بحري من لارنكا.

وبقي “أسطول الحرية” الساعي للإبحار إلى غزة عالقا في تركيا السبت، بعد حرمانه من علم الملاحة نتيجة “ضغوط” إسرائيلية، بحسب المنظمين.

وتسببت الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة في اندلاع أعمال عنف عند الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان، حيث يجري تبادل يومي لإطلاق النار بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله اللبناني.

واعلن حزب الله المدعوم من ايران السبت أنه استهدف موقعين عسكريين في شمال إسرائيل ردا على قصف طاول ليلا “منازل مدنية” في جنوب لبنان وأسفر عن ثلاثة قتلى، بينهم مقاتلان من الحزب.

في اليمن، تبنّى المتمرّدون الحوثيّون ليل الجمعة السبت هجومًا صاروخيًا على ناقلة نفط قالوا إنها بريطانيّة كانت تُبحر قبالة السواحل الغربيّة اليمنيّة، ما أدّى إلى تضرّرها.

بور-غل/جص-ص ك-ود/بم

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية