مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

دعم منظمة الأونروا، تأكيد لحق اللاجئين

فالتر فوست، رئيس مؤتمر جنيف لدعم منظمة الأونروا ومدير وكالة التعاون والتنمية السويسرية Keystone

مـثـل مؤتمر جنيف لدعم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين تأكيدا لدعم المنظمة ورسالة تضامن موجهة من المجموعة الدولية للاجئين الفلسطينيين.

رئيس الوفد الفلسطيني أعرب عن ارتياحه لهذه النتائج مُـوضحا أن المؤتمر بدد “مخاوف إنهاء دور الأونروا”، كما دعّـم حق اللاجئين الفلسطينيين.

أعربت كل الأطراف المعنية بتنظيم مؤتمر دعم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”، الذي احتضنته جنيف، ونظمته الوكالة السويسرية للتعاون والتنمية يومي 7 و8 يونيو عن ارتياحها للنتائج التي توصل إليها ممثلو واحد وتسعين دولة ومنظمة أممية.

فقد أعرب مفوض الأونروا بيتر هانسن لسويس إنفو عن “سعادته لتجديد المجموعة الدولية دعمها للاجئين الفلسطينيين”، واصفا ما حققه المؤتمر بأنه “نجاح كبير”.

أما رئيس المؤتمر ومدير الوكالة السويسرية للتعاون والتنمية فالتر فوست فقد صرح لسويس إنفو بأن “نجاح المؤتمر يتمثل في الرسالة الواضحة التي وجهتها المجموعة الدولية والمتمثلة في عدم نسيان اللاجئين الفلسطينيين”.

نفس الارتياح عبر عنه رئيس الوفد الفلسطيني السيد زكريا الآغا الذي صرح لسويس إنفو بان المؤتمر “حقق نجاحا كبيرا بالنسبة للمهمة التي دعي من أجلها”. وقد عدد السيد الآغا من بين النجاحات:

– التأكيد على استمرار عمل وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أونروا ودعمها.
– التأكيد على ضرورة حماية اللاجئين الفلسطينيين من الهجمات الإسرائيلية
– اعتبار أن إعادة بناء البيوت المهدمة تعتبر من أولويات برنامج الطوارئ، وأن هذا أيضا من أولويات الأونروا.
– التأكيد على بقاء وكالة الغوث بوضعها الحالي إلى أن يتم إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية أو لقضية اللاجئين حسب القرار رقم 194.

لا مفر من التسيس..

ما يثير الانتباه في ردود الفعل حول قرار المنظمين بخصوص تجنب الخوض في القضايا السياسية المرتبطة بالمشكلة الفلسطينية والاكتفاء بمناقشة كيفية حماية ودعم اللاجئين الفلسطينيين من خلال دعم منظمة الأونروا، هو الترحيب الصادر عن الجانب الفلسطيني بعدم الخوض في المسائل السياسية.

فقد صرح رئيس الوفد الفلسطيني السيد زكريا الآغا بأن “هذا ينطبق مع نظرة الجانب الفلسطيني لأن قضية اللاجئين لا تحل في مثل هذا المؤتمر بين الدول المانحة، بل إن قضية اللاجئين قضية سياسية تحل بين منظمة التحرير الفلسطينية أو بين الجانب الفلسطيني والجانب الإسرائيلي حسب القرارات الأممية”.

في المقابل، قال فالتر فوست رئيس المؤتمر “إن المساعدات الإنسانية لا يمكن أن تشكل حلا لقضية اللاجئين، لأن ذلك يجب أن يناقش على مستوى سياسي”، وأوضح بأن “المجموعة الدولية عبرت عن الرغبة في رؤية الأمم المتحدة تلعب دورا محوريا في الشرق الأوسط، ونرغب في أن تلعب ذلك الدور في القضية الفلسطينية أيضا وليس فقط في قضية العراق”.

وكان رئيس الوكالة السويسرية للتعاون والتنمية قد أشار إلى أن “هذا المؤتمر سيعمل على تعزيز الاهتمام بهذه القضية، وهذا هو الأهم” مضيفا بأن “هناك حاجة ماسة الى مزيد من المساعدات الإنسانية وحاجة ماسة الى مزيد من الشجاعة السياسية لكي تجرؤ الأمم المتحدة على التطرق لهذه القضية على أعلى المستويات”.

التمويل قادم لا محالة

وعلى الرغم من ترديد الساهرين على المؤتمر منذ البداية بأن المؤتمر ليس مؤتمرا لجمع التعهدات المالية للدول المانحة المهتمة بدعم منظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، فإن المنظمة حصلت في ظرف يومين على تعهدات أولية تقدر بعشرة ملايين دولار من قبل دول أطلق عليها رئيس الوفد الفلسطيني زكريا الآغا لقب “الدول المتحمسة”.

ومن بين هذه الدول سويسرا التي وعدت بتقديم مليوني دولار إضافة الى 12 مليون دولار ساهمت بها في ميزانية الأونروا لعام 2004، وهي مبالغ تُضاف لحوالي عشرة ملايين دولار تساهم بها الكنفدرالية في ميزانيات اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمات غير حكومية أخرى تعنى بشؤون الفلسطينيين. من جهته أعلن اليابان عن استعداده لتقديم خمسة ملايين دولار فيما تعهد “صندوق منظمة الدول المصدرة للنفط”بتوفير 2،5 مليون دولار.

وقد ترددت معلومات عن اعتزام الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوربي تقديم مبالغ هامة كمساهمات إضافية تلبية للنداء العاجل الإضافي الذي وجهته منظمة الأونروا قبل أيام قليلة لجمع 193 مليون دولار من أجل مواجهة تداعيات حملة الدمار الإسرائيلية في رفح. وفي هذا السياق، تم الحديث بشكل غير رسمي عن مساهمة أوربية تقدر بحوالي خمسين مليون دولار.

ماذا عن الدعم العربي؟

على صعيد آخر، اتضح منذ بداية المؤتمر وجود نوع من التركيز على ضرورة إدماج البلدان العربية في مجموعة الدول المانحة لمنظمة الأونروا. وهو الأمر الذي حاول نائب وزير الخارجية الأمريكي المكلف المكلف بقضايا السكان والهجرة واللاجئين التركيز عليه في تدخلاته سواء داخل جلسات المؤتمر أو في اللقاءات مع وسائل الإعلام.

لكن السيد بيتر هانسن مفوض الأونروا ذكّـر في ندوته الصحفية الختامية، أن الدول العربية التي شاركت في المؤتمر بشكل مكثف “لا ترغب في تمويل مشكل خلقه غيرها” في إشارة الى قرار التقسيم الصادر عن الأمم المتحدة في عام 1948.

في المقابل، تجدر الإشارة إلى إعلان الجزائر عن تقديمها لمساهمة مالية من جانبها إضافة الى المليوني دولار التي تعهدت منظمة الأوبك بتوفيرها. وقد أعرب المفوض العام للأونروا السيد بيتر هانسن عن الأمل في “رؤية دول المنطقة وبالأخص من دول الخليج وهي تعرب عن تعهدات مالية إضافية قريبا”.

لكن الدول العربية التي فضلت إلى حد الآن تقديم المساهمات المالية أو العينية المباشرة للتخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني قد تستمر في ممارسة هذا الأسلوب إما عبر مساهمات مالية آنية لتحسين ظروف معيشة سكان المخيمات مثلما وقع في سوريا حيث تم جمع أكثر من أربعة ملايين دولار، وهو ما مثل “أكبر مساهمة في تمويل النداء الأخير”، على حد قول السيد بيتر هانسن، أو تعهد دولة الإمارات العربية المتحدة بتمويل إعادة بناء مخيم جنين والوعود الأخرى بإعادة بناء المنازل المهدمة في مخيم رفح.

وبالمناسبة توقعت مصادر تابعة للأونروا الحصول على مساهمة مالية إما مباشرة أو بصورة غير مباشرة من دولة الإمارات العربية المتحدة التي استطاعت تنظيم حملة تبرع شعبية لصالح اللاجئين الفلسطينيين، جمعت خلالها ما يفوق 30 مليون دولار.

“تبديد المخاوف من إنهاء دور الوكالة”

الحصيلة الإيجابية لاجتماع جنيف، سواء فيما يتعلق بالتعهدات المالية او من حيث إطلاق إشارة سياسية واضحة لصالح اللاجئين الفلسطينيين (وهو ما لم يكن محسوما عشية انعقاده) جاءت بالتوازي مع أكبر إنجاز تحقق فيه والمتمثل في “التأكيد على استمرارية منظمة الأونروا بمهمتها وصلاحياتها الحالية”.

أهمية هذا التقييم تتضح جليا من خلال مراجعة تصريحات رئيس الوفد الفلسطيني السيد زكريا الآغا لسويس إنفو الذي لم يُتردد في الحديث عن “المخاوف التي كانت سائدة في أن يكون هذا الاجتماع مصيدة إما لإنهاء عمل الوكالة او لخلق مهمة جديدة لها او لإيجاد شكل بديل عنها”.

لذلك يرى السيد الآغا أن “تأكيد المؤتمر على استمرار وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين هو تأكيد على ضرورة إيجاد حل عادل لقضية اللاجئين لأن إنشاء الوكالة كان جزءا من القرار الأممي 194”.

أخيرا، تجدر الإشارة إلى أن المناقشات التي شهدتها ورش العمل العديدة التي نظمت في سياق المؤتمر تركزت على الأوضاع المأساوية للاجئين الفلسطينيين في البلدان المستقبلة مثل الأردن وسوريا ولبنان.

وكانت هذه المناقشات فرصة لتذكير بعض الوفود (على غرار ما قام به الوفد اللبناني) بأنه لا يمكن تحميل البلدان المستقبلة للاجئين الفلسطينيين نفس المسؤوليات التي تقع على عاتق إسرائيل باعتبارها دولة محتلة.

محمد شريف – سويس إنفو – جنيف

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية