The Swiss voice in the world since 1935
أهم الأخبار
الديمقراطية السويسرية
النشرة الإخبارية
أهم الأخبار
نقاشات
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية

روبيو يزور موقعا أثريا في القدس دعما لمطالبات إسرائيل

reuters_tickers

من سايمون لويس

القدس (رويترز) – زار وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو يوم الاثنين موقعا أثريا محل نزاع في القدس، ليقدم دعما أمريكيا لمشروع يقوده مستوطنون يهود يقول معارضون إنه يقوض احتمالات قيام دولة فلسطينية.

وتمثل الزيارة، التي مُنعت وسائل الإعلام الدولية والمحلية من حضورها، أحدث تأييد من إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمبادرات يقول معارضوها إنها تهدف إلى ترسيخ مطالب إسرائيل بالسيادة الكاملة على القدس الشرقية التي يعتبرها الفلسطينيون عاصمة دولتهم المستقبلية.

ويوجد الموقع الأثري الذي يطلق عليه اليهود اسم (مدينة داوود) قرب الحرم القدسي الذي يقع في قلب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.

وعارضت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) الأعمال في الموقع الكائن في حي سلوان الفلسطيني بالقرب من حدود إسرائيل التي يعترف بها معظم دول العالم.

* نزاع حول أعمال الحفر

رفض روبيو قبل الزيارة ربط الموقع بالأمور السياسية، ونشر على منصة إكس بعد ذلك صورا تظهره وهو يفتتح ما أسماه “طريق الزوار”.

وكتب على إكس “إنه تذكير قوي بالقيم اليهودية والمسيحية التي ألهمت الآباء المؤسسين لأمريكا”، في إشارة إلى اعتقاد اليهود بأن زوار “الهيكل الثاني” لليهود كانوا يسلكون هذا الطريق قبل نحو ألفي عام خلال زمن السيد المسيح.

ومثل اعتراف إدارة ترامب خلال ولايته الأولى في 2017 بالقدس عاصمة لإسرائيل وما تلاه من نقل السفارة الأمريكية للمدينة من تل أبيب انحرافا عن السياسة الأمريكية المتبعة منذ عقود بضرورة تحديد وضع القدس خلال مفاوضات إسرائيلية فلسطينية.

وتأتي زيارة روبيو قبل اجتماع لزعماء العالم في الأمم المتحدة بنيويورك هذا الشهر، حيث من المتوقع أن تعترف بريطانيا وفرنسا وكندا وأستراليا وبلجيكا رسميا بدولة فلسطينية، وهو ما ترفضه إسرائيل.

وقال روبيو إن هذه الخطوة لن تؤدي إلا إلى تشجيع إسرائيل على اتخاذ إجراءاتها الخاصة لمنع قيام دولة فلسطينية.

ويقول سكان وجماعات ضغط إسرائيلية إن أعمال الحفر في حي سلوان أجريت تحت منازل فلسطينية دون استشارة السكان ولا تفي بالمعايير المهنية في علم الآثار.

ولم يرد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على طلب للحصول على تعليق.

وقال زئيف أورينشتاين مدير الشؤون الدولية في الموقع الأثري “تجري سلطة الآثار الإسرائيلية جميع أعمال الحفر الأثرية وفقا لأعلى المعايير” ورفض الإجابة على المزيد من الأسئلة.

وقال فخري أبو دياب وهو ناشط في سلوان إن عمليات الحفر أجريت دون شفافية وتتعارض مع القانون الدولي بشأن الأراضي المحتلة.

وأضاف أن زيارة روبيو ستشجع إسرائيل وحركة الاستيطان وأضاف “هذا العمل من الولايات المتحدة يعطي الضوء الأخضر لمزيد من الاستيطان والهدم والتطهير العرقي وكل ما تقوم به إسرائيل”.

* مجموعة استيطانية

تعكس المعركة بشأن المواقع الأثرية والدينية في القدس الصراع على السيادة منذ قيام دولة إسرائيل عام 1948، وخضع شرق المدينة والبلدة القديمة بأحيائها اليهودية والمسيحية والإسلامية والأرمنية للوصاية الأردنية بعد حرب 1948، مع منع اليهود من دخول الأماكن المقدسة حتى عام 1967.

ومنذ استيلائها على المنطقة، انتهجت إسرائيل سياسات تهدف إلى الحفاظ على أغلبية يهودية في القدس في حين يواجه الفلسطينيون هدم المنازل وفرض قيود على تصاريح البناء وما تصفه جماعات معنية بالدفاع عن الحقوق بأنه تمييز ممنهج.

وتدير مجموعة إلعاد الموقع الأثري منذ أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. وإلعاد هي مجموعة استيطانية يهودية ذكر تقرير صدر في يوليو تموز عن لجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة أنها استولت على أراض وعلى منازل فلسطينية وضغطت باتجاه طرد العائلات الفلسطينية من سلوان.

وأضافت اللجنة في التقرير “رغم تاريخه الغني والمتنوع، يقتصر السرد المقدم في الموقع الأثري على التاريخ اليهودي فقط للموقع (خاصة فترة مملكة يهودا في القرن العاشر قبل الميلاد وفترة الهيكل الثاني) متجاهلا جميع الفترات والثقافات الأخرى”.

وتصر إسرائيل تحت قيادة نتنياهو على أن القدس ستبقى دائما تحت السيادة الإسرائيلية، لكن مع السماح لأتباع الديانات الإبراهيمية الثلاث بزيارة الأماكن المقدسة.

وقال عالم الآثار الإسرائيلي ألون أراد، من منظمة (عِمق شبيه) التي وثقت مخاوف بشأن الممارسات الأثرية في الموقع، لرويترز إن تأييد إدارة ترامب للمشروع يعكس العلاقات العميقة بين اليمين الديني الأمريكي والمستوطنين اليهود.

وأشار إلى أن سفير ترامب -في فترة رئاسته الأولى- لدى إسرائيل، ديفيد فريدمان، حضر مراسم افتتاح الموقع نفسه في عام 2019 مما يؤكد الأهمية السياسية للموقع بالنسبة لإسرائيل.

وبدأت زيارة روبيو إلى القدس يوم الأحد عندما اصطحبه نتنياهو والسفير الأمريكي مايك هاكابي في جولة عند الحائط الغربي، أقدس مكان للصلاة في اليهودية. كما زاروا أنفاقا قريبة تمثل أعمال حفر إسرائيلية أخرى انتقدتها الأمم المتحدة.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية إن زيارة يوم الأحد أكدت “اعتراف أمريكا بالقدس عاصمة أبدية لإسرائيل”.

(شارك في التغطية علي صوافطة من رام الله – إعداد أميرة زهران للنشرة العربية – تحرير سها جادو)

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية