روبيو يسعى إلى نشر سريع لقوة الاستقرار الدولية في غزة
أعرب وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الجمعة، عن تفاؤله بشأن استعداد دول عدّة للمشاركة في قوة الاستقرار الدولية في غزة، بموجب اتفاق الهدنة بين حماس وإسرائيل، في وقت دعت فصائل فلسطينية مجتمعة في القاهرة، الى إنشاء قوة دولية، وقرّرت تسليم القطاع إلى لجنة من الفلسطينيين المستقلين التكنوقراط.
وأوردت الفصائل الفلسطينية في بيان، أنها قرّرت “تسليم إدارة قطاع غزة إلى لجنة فلسطينية موقتة من أبناء القطاع تتشكّل من المستقلين التكنوقراط، وتتولّى تسيير شؤون الحياة والخدمات الأساسية بالتعاون مع الأشقاء العرب والمؤسسات الدولية”.
وكانت الفصائل، وبينها حركتا حماس وفتح، بدأت اجتماعات قبل أيام بهدف البحث في آليات تطبيق وقف إطلاق النار في غزة.
ويتطابق إعلانها مع مضمون خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في غزة.
كذلك، أكدت الفصائل “على أهمية استصدار قرار أممي بشأن القوات الأممية الموقتة المزمع تشكيلها لمراقبة وقف إطلاق النار”، بموجب خطة ترامب.
وشدد المتحدث باسم حركة حماس حازم قاسم أن “التوافق الوطني مهم وإجماع الفصائل ينحاز إلى ثوابت الشعب الفلسطيني، حيث توافقنا على ترتيبات المرحلة الثانية لإدارة غزة والاتفاق على أنها ستكون فلسطينية ولا فصل بين القطاع وغزة”.
وأضاف أن “الاجتماعات المقبلة ستتضمن العلاقة مع الاحتلال ومصير سلاح المقاومة والحوار حول وجود قوات أممية، وندعو للإسراع في تشكيل اللجنة التي يتم الاتفاق عليها لتسليم إدارة قطاع غزة للقيام بمهامها من أجل إعادة الإعمار”.
وتنص خطة السلام المكوّنة من 20 بندا التي وافقت عليها إسرائيل وحركة حماس في التاسع من تشرين الأول/أكتوبر، على تشكيل “قوة استقرار دولية موقتة لنشرها فورا” في غزة، على أن “توفر التدريب والدعم لقوات شرطة فلسطينية موافق عليها” في القطاع.
– تفويض أممي –
وفي السياق، أشار وزير الخارجية الأميركي الذي وصل إلى إسرائيل الخميس، إلى أنّ واشنطن قد تسعى للحصول على تفويض من الأمم المتحدة لهذه القوة، بناء على طلب بعض الدول.
وفيما أكد استعداد دول عدّة للانضمام إليها، حذّر من أنّها “يجب أن تتكوّن من الأشخاص أو الدول التي تشعر إسرائيل بالارتياح تجاهها”.
في هذا الصدد، قالت قيادة أركان الجيش الفرنسي “نحن في مرحلة التخطيط فقط. لم تحدد بعد طبيعة المهمة، ولا آليات تنفيذها، ولا الموارد التي تقدمها الدول المساهمة”.
وأشارت إلى أنها نشرت “ثلاثة ضباط اتصال” ضمن مركز التنسيق العسكري المدني “لتنفيذ هذه المرحلة”.
وأوضح روبيو أنّ الدولة العبرية ستحصل على حق النقض (الفيتو) بشأن تشكيل القوة كما يمكنها بشكل خاص معارضة مشاركة تركيا.
واستضافت تركيا خلال عهد الرئيس رجب طيب إردوغان قادة حماس، كما وجّهت انتقادات لاذعة لإسرائيل خلال الحرب.
وقال روبيو إنّه “متفائل” بشأن استمرار وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس الذي دخل حيّز التنفيذ في العاشر من تشرين الأول/أكتوبر، وأنهى حربا مدمّرة استمرّت عامين في قطاع غزة.
وقبل زيارته، أجرى مسؤولون أميركيون سلسلة زيارات إلى الدولة العبرية لضمان تثبيت وقف إطلاق النار، منهم نائب الرئيس جاي دي فانس والمبعوث ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر صهر الرئيس دونالد ترامب.
وشهدت الهدنة الهشة اختبارا صعبا الأحد الماضي، عندما شنّت إسرائيل غارات على غزة بعد مقتل جنديين، ما أسفر عن 45 قتيلا فلسطينيا، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس في غزة.
– تطبيع –
وأثناء زيارته مركز التنسيق المدني العسكري لمراقبة الهدنة الذي تشرف عليه واشنطن في جنوب إسرائيل، أشار روبيو إلى احتمال انضمام مزيد من الدول للاتفاقات الإبراهيمية التي طبّعت بموجبها الإمارات والبحرين والمغرب علاقاتها مع إسرائيل في العام 2020.
وأضاف للصحافيين “أعتقد أن هناك بعض الدول التي يمكن إضافتها الآن إن أردنا ذلك، لكننا نريد أن نقوم بشيء كبير بهذا الشأن، ونحن نعمل على ذلك”.
ولكنه لم يحدد الدول التي كان يتحدث عنها.
وقبل الحرب التي اندلعت في أعقاب هجوم حماس على الدولة العبرية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، كانت السعودية تجري مفاوضات مع إسرائيل بوساطة أميركية بشأن تطبيع علاقاتها مع الدولة العبرية مقابل ضمانات أمنية.
لكن المفاوضات توقفت مع بدء حرب غزة. وتربط الرياض الخطوة بإقامة دولة فلسطينية، ما يجعل احتمال التوصل إلى اتفاق بين البلدين أمرا مستبعدا في السياق الحالي.
علاوة على ذلك، دخلت قضية ضم الضفة الغربية المعركة الدبلوماسية، خصوصا بعد التصويت في الكنيست الأربعاء على مشروعي قانونين يهدفان إلى توسيع السيادة الإسرائيلية على هذه الأراضي الفلسطينية المحتلّة منذ العام 1967.
ومساء الخميس، أكد ترامب من واشنطن أن “إسرائيل ستخسر كل دعمها من الولايات المتحدة في حال حصل ذلك”، الأمر الذي كرره وزير خارجيته الجمعة.
من جانبه، وصف مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو التصويت في الكنيست بأنه “استفزاز متعمد من قبل المعارضة”.
إلى ذلك، عيّنت واشنطن الجمعة دبلوماسيا مسؤولا مدنيا للإشراف على مركز التنسيق العسكري المدني، في ظل سعيها لوضع حدّ نهائي للحرب.
وأعلنت وزارة الخارجية أن الدبلوماسي ستيف فاغين سينضم إلى الجنرال باتريك فرانك، المسؤول العسكري المكلف السهر على تنفيذ وقف إطلاق النار.
وإضافة إلى نشر قوة استقرار دولية في قطاع غزة، تشمل المراحل التالية من خطة ترامب نزع سلاح حماس ومنح العفو لقادتها الذين يسلمون أسلحتهم، ومواصلة الانسحاب الإسرائيلي، وإرساء حكم مدني لغزة بعد الحرب.
وأسفر هجوم حماس على إسرائيل عن مقتل 1221 شخصا، غالبيتهم من المدنيين، وفقا لتعداد أجرته وكالة فرانس برس بالاستناد إلى بيانات رسمية إسرائيلية.
وأدت العمليات العسكرية الإسرائيلية على مدى سنتين في غزة إلى مقتل ما لا يقلّ عن 68280 فلسطينيا، وفق وزارة الصحة التابعة لحماس في القطاع.
شت-امب/ناش-ح س/سام