
روسيا تشنّ أوسع هجوم بالمسيرات والصواريخ منذ غزو أوكرانيا

أكد سلاح الجو الأوكراني الأربعاء أن روسيا شنت خلال الليل أوسع هجوم بالصواريخ والمسيّرات منذ بدء الغزو الروسي في شباط/فبراير 2022، في حين قالت موسكو إنها استهدفت مطارا عسكريا في منطقة محاذية لبولندا.
ويأتي هذا الهجوم بعدما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب مطلع هذا الأسبوع إرسال “مزيد من الأسلحة” إلى كييف واتهم فلاديمير بوتين “بالتفوه بترهات”.
وأوضح سلاح الجو الأوكراني أن روسيا هاجمت الأراضي الأوكرانية مستخدمة 728 مسيّرة و13 صاروخا مضيفا أن أنظمة الدفاع الجوي اعترضت 711 مسيرة ودمرت سبعة صواريخ.
في كييف، سمع مراسلو فرانس برس دوي عدة انفجارات وهدير مسيرات في حين سمعت طلقات الدفاعات الجوية طوال الليل.
وبحسب السلطات المحلية، فقد أسفرت الهجمات الروسية عن مقتل شخص في منطقة خميلنيتسكي (غرب) وإصابة ثمانية أشخاص في كييف وسومي (شمال شرق) وزابوريجيا (جنوب) وخيرسون (جنوب).
وفي الجانب الروسي، قُتل أربعة أشخاص بينهم طفل في الخامسة، في هجوم بطائرة مسيّرة أوكرانية استهدف مدينة كورسك (جنوب) الحدودية مع أوكرانيا، حسبما أفادت السلطات الروسية الأربعاء.
والأسبوع الماضي، أطلقت روسيا في هجوم واحد على أوكرانيا عددا قياسيا من المسيّرات بلغ 539 مسيّرة وفقا لكييف، وهو رقم تمّ تجاوزه في الهجوم الأخير.
وندد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي التقى الأربعاء في روما نظيره الايطالي سيرجو ماتاريلا والبابا لاوون الرابع عشر والموفد الأميركي كيث كيلوغ بما اعتبره “هجوما يكشف نوايا” روسيا الحقيقية ورفضها التوصل إلى وقف لإطلاق النار.
– توقيف صينيَين –
وبعد لقائه مع كيلوغ في المساء، أشار زيلينسكي إلى أنّه ناقش “مسألة الحصول على الأسلحة وتعزيز الدفاعات الجوية الأوكرانية”.
وقال عبر تطبيق تلغرام “ناقشنا أيضا شراء أسلحة أميركية، والإنتاج المشترك للمعدات الدفاعية، والجهود المبذولة لإنتاجها في أوكرانيا”.
وجدد دعوته إلى “فرض عقوبات صارمة” على موسكو وعلى اقتصادها لا سيما على قطاع النفط “الذي يغذي آلة الحرب الروسية منذ أكثر من ثلاث سنوات”. وقال “يجب على كل من يريد السلام أن يتحرك”.
وتتهم كييف بكين منذ أشهر بتزويد موسكو بقطع أساسية لبرنامج الصواريخ والطائرات المسيرة الروسي، وترغب في فرض عقوبات غربية على الصين.
وأعلن جهاز الأمن الأوكراني الأربعاء اعتقال صينيين، هما أب وابنه، للاشتباه بتورطهما في أنشطة تجسس تتعلق بتصنيع صواريخ نبتون الأوكرانية العابرة للقارات المضادة للسفن.
في الجانب الروسي، أعلنت وزارة الدفاع الأربعاء أنها “قصفت” ليلا مطارا عسكريا في أوكرانيا مؤكدة أن الهجمات دمرت كل أهدافها. كما أكدت إسقاط 86 طائرة مسيرة أوكرانية على أراضيها.
وبموازاة ذلك، أسفرت هجمات روسية عن مقتل ثمانية مدنيين صباح الأربعاء في منطقة دونيتسك في شرق أوكرانيا، وفقا لمكتب المدعي العام الإقليمي.
– “هدوء” –
الثلاثاء، أبدى الكرملين استياءه من الإعلان الأميركي عن تزويد كييف بالأسلحة، مؤكدا أن ذلك يشجع على “إطالة أمد الحرب”.
من جانبه، اتهم الرئيس الأميركي دونالد ترامب نظيره الروسي فلاديمير بوتين بالتفوّه بـ”الكثير من الترهات” بشأن أوكرانيا.
وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف ردا على سؤال حول تشديد دونالد ترامب لهجته ضد بوتين، “نتعامل مع الأمر بهدوء ونعتزم مواصلة حوارنا مع واشنطن”.
وتطالب أوكرانيا منذ أشهر حلفاءها الغربيين بتزويدها أنظمة دفاع جوي إضافية لمواجهة الضربات الروسية على مدنها وقراها في حرب أوقعت آلاف القتلى المدنيين والعسكريين من الجانبين.
ورغم الضغوط التي يمارسها الرئيس الأميركي دونالد ترامب فإن موسكو وكييف تتمسكان بمواقفهما وهما بعيدتان كل البعد من التوصل إلى اتفاق، سواء هدنة أو تسوية طويلة الأمد.
ولم يتم الإعلان حتى الآن عن جولة ثالثة من المحادثات بين الروس والأوكرانيين، بعد اجتماعين في تركيا في منتصف أيار/مايو ومطلع حزيران/يونيو لم يسفرا عن نتائج.
في ظل الوضع الدبلوماسي الراهن، يتهم القادة الأوكرانيون موسكو بالعمل على “كسب الوقت” بينما يحرز الجيش الروسي المتفوق عددا وعدة تقدما في شرق أوكرانيا.
واعلنت القوات الروسية التي تحتل نحو 20% من الأراضي الاوكرانية، مطلع الأسبوع السيطرة على أول بلدة في منطقة دنيبروبيتروفسك (وسط شرق).
بور/ليل-ناش/ب ق