The Swiss voice in the world since 1935
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية
أهم الأخبار
نقاشات
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية

عودة توني بلير إلى دبلوماسية الشرق الأوسط تنكأ جروحا قديمة وتثير شكوكا جديدة

reuters_tickers

من نضال المغربي وآندرو ماكاسكيل وكيت هولتون

القاهرة/لندن (رويترز) – عندما كُلف توني بلير لأول مرة بمهمة التوصل إلى سلام دائم بين إسرائيل والفلسطينيين في 2007، نبه البيت الأبيض إلى أن رئيس الوزراء البريطاني الأسبق ليس “بطلا خارقا” ولا “يملك عصا سحرية”.

وبعد إخفاقه في تحقيق إنجاز يذكر في ذلك الدور، يستعد بلير مرة أخرى لمعالجة أحد أكثر الصراعات المستعصية في العالم بعد موافقته على العمل في لجنة يقودها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإدارة شؤون قطاع غزة.

وأثار إدراج بلير في “مجلس السلام” المزمع عدم تصديق الساسة والمحللين الفلسطينيين، إلى جانب عدد من الحاضرين في المؤتمر السنوي لحزب العمال البريطاني الذي ينتمي إليه- فقد تلطخت سمعته إلى الأبد بسبب قراره دعم غزو جورج بوش الابن للعراق في 2003.

إلا أن تعيينه المحتمل- إذا مضت الخطة قدما- لاقى ترحيبا من بعض الدبلوماسيين والزملاء السابقين الذين قالوا إن بلير كان موضع ثقة الولايات المتحدة والإسرائيليين والعديد من دول الخليج، وإنه من الصعب العثور على شخص يمكنه توحيد جميع الأطراف.

وأشار بعض الذين يؤيدونه لهذا الدور إلى أنه عندما كان رئيسا لوزراء بريطانيا لعب أيضا دورا رئيسيا في إحلال السلام في أيرلندا الشمالية، بعد عنف طائفي هناك على مدى 30 عاما.

* حماس لا تريد أي دور لبلير

رفض طاهر النونو القيادي في حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) أي دور لبلير، قائلا “لا نقبل أن يتم فرض وصاية أجنبية على شعبنا”.

وأضاف “شعبنا أقدر على إدارة شؤونه بنفسه”.

وتشمل خطة ترامب للسلام في غزة المكونة من 20 نقطة لإنهاء الحرب بين إسرائيل ومسلحي حماس “مجلس سلام” من المشرفين الدوليين الذين سيضطلعون بدور في هذا الصدد، بقيادة ترامب، وتم إدراج بلير في دور لم يُكشف عنه بعد.

وقال ترامب إن بلير طلب الانضمام إلى المجلس ووصفه بأنه “رجل جيد جدا”.

وأحجم مكتب بلير عن الإدلاء بتعليقات أخرى عن دوره، لكنه أصدر بيانا قال فيه إن الاقتراح “خطة جريئة وذكية” توفر أفضل فرصة لإنهاء الحرب.

أمضى بلير البالغ من العمر 72 عاما 10 سنوات رئيسا لوزراء بريطانيا، وبعد ساعات من استقالته في 2007، عُين مبعوثا للشرق الأوسط لتمثيل الولايات المتحدة وروسيا والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، ومكلفا ببناء المؤسسات الفلسطينية وتعزيز التنمية الاقتصادية.

لكن هدفه المعلن المتمثل في التوصل إلى حل الدولتين عن طريق التفاوض لم يحرز أي تقدم وانهارت محادثات السلام المتعثرة في 2014. ولا يزال الكثير من الفلسطينيين ينظرون إليه بعين الريبة بسبب دور الوساطة الذي رأوا فيه محاباة لإسرائيل.

وبعد تنحيه عن منصبه في 2015، أطلق معهد توني بلير الذي يقدم المشورة للحكومات وكان لاري إليسون مؤسس شركة أوراكل أحد الداعمين الماليين له. ويعمل بلير أيضا مستشارا لدى بنك (جيه.بي مورجان) منذ2008، وهو عضو في المجلس الدولي لأكبر بنك أمريكي يقدم المشورة في المجال الجيوسياسي.

* انتقادات لبلير بسبب العراق وقربه الشديد من إسرائيل

قال هاني المصري، وهو معلق مختص بالشؤون السياسية الفلسطينية في رام الله، إن سجل بلير السابق ربما يثير غضب الفلسطينيين الذين يعتبرونه منحازا للولايات المتحدة وإسرائيل، ويرون مثل كثير من العرب أن غزو العراق جريمة حرب.

وأضاف “توني بلير من الأشياء التي تثير السخرية، فهو سجله مع الفلسطينيين أسود جدا”.

وقال دبلوماسي من إحدى دول الشرق الأوسط يحضر مؤتمر حزب العمال وهو يضحك بصوت عال عند سؤاله عن دور بلير‭‭ ‬‬”سام للغاية”

‭‭ ‬‬لكن أحد السفراء البريطانيين السابقين الذين عملوا في عهد بلير في المنطقة قال إن من الخطأ النظر إلى بلير على أنه منحاز لإسرائيل، بل كان يدرك فقط أن الحلول ينبغي أن تكون مقبولة لدى القادة المنتخبين في إسرائيل.

وأضاف “هو يدرك أن إسرائيل، رغم كل عيوبها، دولة ديمقراطية. عليك أن تعمل مع إسرائيل، خيرا كان ذلك أم شرا — وفي السنوات القليلة الماضية الأمر يسير للأسوأ — لكنه مستعد للقيام بذلك”.

* “قدرة بلير على مد الجسور”

قال توم كيلي، المتحدث باسم بلير عندما كان رئيسا للوزراء، إن من يبحث عن شخصية تحظى بشعبية عالمية في الشرق الأوسط سيظل “يبحث لوقت طويل.. طويل جدا”، وأشار إلى أن بلير لديه القدرة على فهم جميع وجهات النظر ورسم صورة لمستقبل أفضل.

وقال ميران حسن، مدير مجلس حزب العمال للشرق الأوسط والذي جاء إلى بريطانيا لاجئا من العراق عام 1999، لرويترز إن رأيه ربما لن يحظى بقبول كبير، لكنه يعتقد أن بلير قد يكون خيارا جيدا.

وأضاف “لديه قدرة على مد الجسور في العلاقات الدبلوماسية على مستويات عالية للغاية حيث يمكن اتخاذ القرارات… أعتقد أن ذلك سيكون مفيدا”.

إلا أن عددا من المشرعين والمؤيدين داخل حزب العمال المنتمي ليسار الوسط والذي كان يقوده بلير في السابق لا يستطيعون تجاوز دور بلير في العراق.

وقالت كيم جونسون، عضو البرلمان عن حزب العمال، لرويترز إنها تعتقد أن مشاركته “فاضحة ومقززة. إنه الشخص الخطأ تماما لدور يتمحور حول محاولة تحقيق السلام”.

(شاركت في التغطية أماندا فيرجسون من بلفاست وعلي صوافطة من رام الله- إعداد علي خفاجي ومحمود رضا مراد للنشرة العربية- تحرير حسن عمار)

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية