The Swiss voice in the world since 1935

هجوم إسرائيلي على مطار صنعاء الدولي “يدمّر بشكل كامل” آخر طائرة عاملة فيه

afp_tickers

قصفت إسرائيل مجددا الأربعاء مطار صنعاء الدولي، متسببة ب”تدمير كامل” لآخر طائرة كانت تعمل فيه بحسب مصادر يمنية وإسرائيلية، وذلك ردّا على هجمات المتمردين الحوثيين المتواصلة على الدولة العبرية.

وأعلنت قناة “المسيرة” التابعة للحوثيين أن قصفا إسرائيليا طال مطار العاصمة اليمنية الأربعاء.

وبعد بضع ساعات، نشر المدير العام لمطار صنعاء خالد الشايف مقطع فيديو على حسابه على “إكس” يُظهر طائرة تابعة للخطوط الجوية اليمنية تحترق ويتصاعد منها دخان أسود كثيف.

وكتب الشايف في منشور آخر “العدو الصهيوني يستهدف آخر طائرة من طائرات الخطوط الجوية اليمنية العاملة في مطار صنعاء الدولي ويدمرها بشكل كامل”.

ونشرت الخطوط الجوية اليمنية بيانا على “إكس” تنديدا بالهجوم، لافتة الى  إنه نُفّذ “قبل لحظات فقط” من بدء صعود الحجّاج على متنها، “ضمن رحلة تفويج مجدولة، حاصلة على كافة التصاريح اللازمة من جميع الجهات المعنية”.

وقبيل الهجوم، أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس في بيان أن طائرات سلاح الجو قصفت “أهدافا إرهابية تابعة لتنظيم الحوثيين الإرهابي في مطار صنعاء، ودمرت الطائرة الأخيرة التي كانت لا تزال قيد الاستخدام من قبل الحوثيين”.

وأضاف أن “الموانئ في اليمن ستستمر في التعرض لأضرار جسيمة، ومطار صنعاء سيتم تدميره مرارا وتكرارا، وكذلك البنى التحتية الاستراتيجية الأخرى في المنطقة التي يستخدمها تنظيم الحوثيين الإرهابي وداعموه. تنظيم الحوثيين الإرهابي سيكون تحت حصار بحري وجوي كما وعدنا وحذرنا”.

وأتى استهداف مطار صنعاء غداة إعلان الجيش الإسرائيلي اعتراض صاروخ ومقذوف أطلقا من اليمن، إضافة إلى إسقاطه صاروخا أطلق الأحد وصاروخين آخرين أطلقهما الحوثيون الخميس.

وأعلن المتمردون الحوثيون المدعومون من إيران مسؤوليتهم عن هجمات في الأيام الأخيرة استهدفت مطار بن غوريون في تلّ أبيب.

وندّد مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى اليمن هانس غروندبرغ في بيان الأربعاء بـ”المواجهة العسكرية الجارية بين أنصار الله وإسرائيل”، مضيفا أنها “تُفاقم هشاشة الأوضاع في اليمن والمنطقة”.

وأصدر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بيانا قال فيه “نعمل وفقا لمبدأ بسيط: من يُلحق بنا ضررا، سنُلحق به ضررا. ومن لا يُدرك هذا من خلال القوة، سيُدركه من خلال قوة أكبر. ولكن كما قلت مرارا، الحوثيون ليسوا سوى عارض. القوة الرئيسية التي تقف وراءهم هي إيران، وهي المسؤولة عن العدوان القادم من اليمن”.

وتنفي إيران باستمرار إمداد الحوثيين بالأسلحة.

– “حظر بحري” –

نشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي بالعربية أفيخاي أدرعي عبر حسابه على إكس بيانا قال فيه إن الضربات الأربعاء استهدفت “قطعا جوية تابعة لنظام الحوثي الإرهابي” كانت تستخدم “لنقل إرهابيين ليدفعوا باعتداءات إرهابية ضد دولة إسرائيل”.

وأضاف “بشكل مماثل لميناء الحديدة والصليف اللذين تمت مهاجمتهما الأسبوع الماضي، يتم استعمال مطار صنعاء بشكل متواصل من قبل النظام الإرهابي الحوثي لأغراض إرهابية”.

وقال غروندبرغ إن الغارة التي طالت مطار صنعاء الأربعاء “تحرم العديد من اليمنيين من وسيلة أساسية للسفر لأغراض علاجية أو تعليمية أو عائلية أو دينية، خصوصا في وقت يستعد الآلاف لأداء مناسك الحج”.

ودعا المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك الأربعاء، كافة الأطراف، بمن فيهم الحوثيون، إلى “خفض التصعيد وضبط النفس والوفاء بالتزاماتهم بموجب القانون الدولي وحماية البنية التحتية المدنية”.

بين السادس والسابع من أيار/مايو، شنت إسرائيل غارات مكثفة على المطار حيث تقوم الخطوط الجوية اليمنية بتسيير رحلات محدودة وجهتها الرئيسية عمّان بالإضافة إلى استقبال الرحلات الإنسانية التي تديرها الأمم المتحدة.

وأعلن المتمردون حينها أنّ المطار “دُمّر بالكامل” وقدروا حجم الخسائر التي لحقت به بنحو 500 مليون دولار.

وقبل عشرة أيام، أعلنت الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد في صنعاء في بيان بثته وكالة “سبأ” التابعة للحوثيين “استئناف الرحلات الجوية المجدولة من وإلى مطار صنعاء الدولي، عقب استكمال أعمال إعادة الجاهزية الفنية والتشغيلية للمطار”.

ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة إثر هجوم غير مسبوق شنّته الحركة على الدولة العبرية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، نفذ المتمرّدون الحوثيون في اليمن عشرات الهجمات الصاروخية ضدّ الدولة العبرية وضدّ سفن في البحر الأحمر يؤكدون ارتباطها بها، في خطوة أدرجوها في إطار إسنادهم للحركة الفلسطينية.

وهدّدت إسرائيل قبل نحو أسبوعين باستهداف قادة الحوثيين بعد أن قصفت ميناءين تابعين لهم.

لكن الحوثيين صعّدوا من تهديداتهم وأعلنوا “بدء العمل على فرض حظر بحري” على ميناء حيفا الإسرائيلي، محذّرين السفن المتّجهة إلى هذا المرفق من أنه بات “ضمن بنك الأهداف”.

وقال المتحدث العسكري باسم الحوثيين يحيى سريع إنّ المتمردين قرّروا “تنفيذ توجيهات القيادة ببدء العمل على فرض حظر بحريّ على ميناء حيفا”،

وأشار إلى أن هذه الخطوة تأتي “ردا على تصعيد العدوّ الإسرائيليّ عدوانه الوحشيّ على إخواننا وأهلنا في غزة”.

بور-ع ش-م ل/ب ق

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية