مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

غياب عراقي وعدم تحمس أمريكي

وزيرة الخارجية السويسرية السيدة ميشلين كالمي - راي تتحدث في الندوة الصحفية التي عقدتها يوم الجمعة 7 فبراير في العاصمة الفدرالية برن Keystone

ستعقد الندوة الدولية حول التأثيرات الإنسانية لحرب محتملة ضد العراق يومي 15 و 16 فبراير في جنيف بدون مشاركة الحكومة العراقية.

في المقابل، لم تبد الولايات المتحدة الأمريكية تحمسا للمشاركة في الندوة حسبما أفادت به وزيرة الخارجية السويسرية يوم الجمعة.

بعد إعلان إدارة التنمية والتعاون السويسرية مساء الخميس عن قائمة الدول والمنظمات الدولية التي وُجهت لها الدعوة لحضور المؤتمر الإنساني الذي دعت له سويسرا في 15 و16فبراير الجاري لمناقشة التأثيرات الإنسانية لحرب محتملة ضد العراق، فوجئ الجميع بأن الدعوة لم تُـوجه إلى العراق البلد المعني بالدرجة الأولى .

التعليل الرسمي لعدم دعوة العراق لحضور الاجتماع، والاكتفاء بحضور ممثلي جمعية الهلال الأحمر العراقي ضمن وفد الاتحاد الدولي لجمعيات الهلال والصليب الأحمر، جاء في بيان لإدارة التعاون والتنمية السويسرية المشرفة على تنظيم الاجتماع الذي نص على أنه يرمي “لتفادي تسييس الندوة”.

وفي تعليق وزيرة الخارجية السويسرية أمام الصحافة بعد ظهر الجمعة على هذا التراجع قالت السيدة ميشلين كالمي راي، “إن الأمر يتعلق باجتماع تقني، وأنه يجب تفادي الانزلاق نحو نقاش سياسي”.

أما سفير العراق لدى المقر الأوربي لمنظمة الأمم المتحدة في جنيف السيد سمير خيري النعمة، فقد صرح لسويس إنفو “أن الأمر يدعو للاستغراب، لأن العراق هو الطرف المعني بموضوع المؤتمر. فكيف لا توجه له الدعوة لحضور مؤتمر يحاول بحث الآثار الإنسانية المحتملة لعدوان يشن ضده؟”

وقد أُشعر السفير العراقي برغبة المنظمين في عدم دعوة الحكومة العراقية للمشاركة هاتفيا من قبل السفير السويسري المعتمد لدى المقر الأوربي لمنظمة الأمم المتحدة. أما وزيرة الخارجية فأعلنت أن العراق سيطلع رسميا على النتائج بعد نهاية الاجتماع.

موقف أمريكي سلبي

على صعيد آخر، أكدت وزيرة الخارجية السويسرية الجديدة، التي تعرضت لعدة انتقادات من قبل بعض وسائل الإعلام التي تتهمها “بالارتجال في مجال السياسة الخارجية”، في نفس الندوة بأن الدعوة لعقد الندوة الإنسانية حول العراق تمت بعد “دراسة وتحضير”.

ومن بين الأسباب التي أدت إلى انتقاد وسائل الإعلام للوزيرة تضارب التصريحات الصادرة عن معاونيها والتي أشارت في البداية إلى دعوة العراق ضمن الأطراف المشاركة ثم اكتشاف أنه أقصي من المشاركة عند صدور البيان الرسمي. وليست تصريحات الوزيرة بخصوص ” الموقف الأمريكي السلبي لحد الآن من عقد الندوة” بالأمر الذي قد يخفف من هذا الانتقاد، على الرغم من تأكيد السلطات على أن القائمة النهائية للمشاركين ستتضح يوم الثلاثاء القادم.

وفي تحليله لأسباب رفض مشاركة العراق، قال السفير العراقي لدى الأمم المتحدة في جنيف إنه “يأمل في ألا يكون ذلك بسبب ضغوط سياسية”. وعند محاولة الاستفسار عما يقصد بالضغوط السياسية، أوضح الدكتور سمير خيري النعمة “أن التقارير الإعلامية التي رافقت إطلاق الدعوة في 27 يناير، كانت تشير إلى دعوة العراق لحضور الندوة، وحينما يستثنى من الحضور فهذا مؤشر على وجود شيء ما، وهذا الشيء ما، تعرفه السلطات السويسرية، فمن الممكن توجيه السؤال إليها”.

المهم إنقاذ الوضع الإنساني

وقد اعترفت وزيرة الخارجية السويسرية بصعوبة تنظيم ندوة من هذا النوع في هذا الحيز الزمني الضيق، ولكنها شددت على “ضرورة اتخاذ كل ما هو ممكن من إجراءات في الميدان الإنساني”، موضحة بأن سويسرا تعمل جاهدة داخل الأمم المتحدة من أجل الإشارة في أي قرار أممي جديد “لاحترام صارم للقانون الإنساني الدولي”.

أما سفير العراق، فقد أعاد تأكيد ما صرح به في وقت سابق لسويس إنفو من ترحيب بمبادرة وزيرة الخارجية السويسرية لعقد ندوة دولية حول التأثيرات الإنسانية لحرب محتملة ضد العراق معتبرا “أنها تنطوي على عنصر إيجابي وهو التنبيه للمخاطر الإنسانية المحتملة لعدوان يقع على العراق”، مشيرا إلى أنه في انتظار الرد الرسمي من بغداد على هذه التطورات.

محمد شريف – سويس إنفو – جنيف

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية