The Swiss voice in the world since 1935
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية
أهم الأخبار
نقاشات
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية

كندا تعتزم الاعتراف بدولة فلسطينية في سبتمبر

reuters_tickers

من معيان لوبيل ونضال المغربي

القدس/القاهرة (رويترز) – قال رئيس الوزراء الكندي مارك كارني يوم الأربعاء إن كندا تعتزم الاعتراف بدولة فلسطينية في اجتماع للأمم المتحدة في سبتمبر أيلول، مما يزيد الضغط على حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في ظل تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة.

وجاء هذا الإعلان بعد أن ذكرت فرنسا الأسبوع الماضي أنها ستعترف بدولة فلسطينية. وأعلنت بريطانيا لاحقا أنها ستعترف بدولة فلسطينية في الأمم المتحدة ما لم يتوقف القتال في غزة بحلول ذلك الوقت.

وقال كارني “نعمل مع آخرين للإبقاء على فرص حل الدولتين، ومنع تطور الوقائع على الأرض، والقتلى على الأرض، والمستوطنات على الأرض، ومصادرة الأراضي على الأرض، إلى حد يجعل هذا الأمر مستحيلا”.

وأضاف للصحفيين أن خطوة بلاده مشروطة بالتزام السلطة الفلسطينية بإصلاحات من بينها التزامات بإصلاح الحوكمة وإجراء انتخابات عامة في عام 2026 “لا يمكن أن يكون لحماس أي دور فيها”.

وتعكس الإعلانات الصادرة عن بعض أقرب حلفاء إسرائيل الغضب الدولي المتزايد إزاء الأزمة الإنسانية المزرية في غزة. وحذر مرصد عالمي لمراقبة الجوع من أن السيناريو الأسوأ وهو حدوث مجاعة يتكشف فعليا في القطاع.

وذكرت وزارة الصحة في غزة أنه جرى تسجيل سبع وفيات أخرى مرتبطة بالجوع يوم الأربعاء، من بينها طفلة تبلغ من العمر عامين تعاني من حالة صحية حرجة. وقال المكتب الإعلامي الحكومي التابع لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في غزة إن الجيش الإسرائيلي قتل 50 شخصا على الأقل خلال ثلاث ساعات يوم الأربعاء أثناء محاولتهم الحصول على طعام من شاحنات مساعدات الأمم المتحدة القادمة إلى شمال قطاع غزة.

وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية في بيان “إسرائيل ترفض تصريح رئيس وزراء كندا”.

وأضافت أن “تغيير موقف الحكومة الكندية في هذا التوقيت هو مكافأة لحماس، ويضر بالجهود المبذولة للتوصل لوقف لإطلاق النار في غزة ولوضع إطار عمل لتحرير الرهائن”.

وقال مسؤول في البيت الأبيض طلب عدم الكشف عن هويته “كما يقول الرئيس، فإنه سيكافئ حماس إذا اعترف بدولة فلسطينية، وهو لا يعتقد أنها تستحق المكافأة. لذا، فإنه لن يفعل ذلك. ينصب تركيز الرئيس ترامب على توفير الغذاء للناس (في غزة)”.

ولم يرد المسؤول على سؤال حول ما إذا كان جرى إبلاغ الولايات المتحدة مسبقا بإعلان كارني.

وقال مسؤول أمريكي يوم الأربعاء إن المبعوث الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف سيتوجه إلى إسرائيل يوم الخميس لمناقشة الخطوات التالية لمعالجة الوضع في غزة.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد صرح في وقت سابق من هذا الأسبوع بأنه يتوقع إنشاء مراكز لإطعام المزيد من سكان القطاع.

* إنذار نهائي محتمل لحماس

قال الوزير الإسرائيلي زئيف إلكين، عضو مجلس الوزراء الأمني، يوم الأربعاء إن إسرائيل ربما تهدد بضم أجزاء من قطاع غزة لزيادة الضغط على حماس، وهي فكرة من شأنها توجيه ضربة لآمال الفلسطينيين في إقامة دولة على أراض تحتلها إسرائيل حاليا.

واتهم إلكين حركة حماس بالمماطلة في محادثات وقف إطلاق النار للحصول على تنازلات إسرائيلية، وقال لهيئة البث العام الإسرائيلية (راديو كان) إن إسرائيل ربما توجه للحركة إنذارا نهائيا للتوصل إلى اتفاق قبل توسيع نطاق عملياتها العسكرية.

وقال الوزير الإسرائيلي “أكثر ما يؤلم عدونا هو فقدان الأرض…إذا أوضحنا لحماس أنه في اللحظة التي يتلاعبون فيها معنا سيخسرون أراضي لن يستعيدوها أبدا فإن هذه ستكون أداة ضغط كبيرة”.

وتوقفت جهود الوساطة الرامية إلى التوصل إلى اتفاق يضمن وقف إطلاق النار لمدة 60 يوما والإفراج عن الرهائن المتبقين لدى حماس الأسبوع الماضي، وتبادل الطرفان الاتهامات بالمسؤولية عن الجمود.

* “وحشي”

وعلى الرغم من أنه ينظر إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية على أنه خطوة رمزية إلى حد بعيد، فإن سعيد الأخرس، وهو من سكان غزة، عبر عن أمله في أن يمثل “هذا الاعتراف تحولا حقيقيا تجاه نظرة الدول الغربية للقضية الفلسطينية”.

وقال الأخرس “كفى أن الفلسطيني يعيش منذ أكثر من 70 عاما بالقتل والدمار والاحتلال، والعالم يقف متفرجا”.

وناشدت عائلات الرهائن الإسرائيليين الذين لا يزالون محتجزين في غزة بعدم الاعتراف بالدولة الفلسطينية قبل عودة الرهائن.

وقال منتدى عائلات الرهائن “مثل هذا الاعتراف ليس خطوة نحو السلام، بل هو انتهاك واضح للقانون الدولي وفشل أخلاقي وسياسي خطير يضفي الشرعية على جرائم الحرب المروعة”.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الثلاثاء إن قرار بريطانيا “يكافئ إرهاب حماس الوحشي”. وأدلت إسرائيل بتعليقات مماثلة الأسبوع الماضي بعد إعلان فرنسا.

ولم يرد قياديان بحماس بعد على طلبات للتعليق على مطالبة الحركة بتسليم سلاحها إلى السلطة الفلسطينية التي تسيطر الآن بشكل محدود على أجزاء من الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل.

ورفضت حماس في السابق دعوات لنزع سلاحها، بينما استبعدت إسرائيل السماح للسلطة الفلسطينية بإدارة غزة.

وقال نتنياهو هذا الشهر إنه يريد السلام مع الفلسطينيين لكنه وصف أي دولة مستقلة في المستقبل بأنها منصة محتملة لتدمير إسرائيل، مشيرا إلى أنه يجب أن تبقى السيطرة الأمنية بيد إسرائيل.

وتضم حكومته شخصيات يمينية متطرفة تطالب علنا بضم جميع الأراضي الفلسطينية. وقال وزير المالية بتسلئيل سموتريتش يوم الثلاثاء إن إعادة إقامة مستوطنات يهودية في غزة “أقرب من أي وقت مضى”، واصفا غزة بأنها “جزء لا يتجزأ من أرض إسرائيل”.

* المساعدات ليست كافية

في تصريح لرويترز، قال والد الطفلة البالغة من العمر عامين وكانت تعالج من تراكم السوائل في المخ إن ابنته توفيت بسبب الجوع.

وقال صلاح الغرابلي في اتصال هاتفي من دير البلح يوم الأربعاء “بنتي الصغيرة مكة ماتت بسبب سوء التغذية وكمان من نقص العلاج… الأطباء قالوا هي لازم تاخد نوع معين من الحليب لكن ما فيش حليب… هي ماتت من الجوع وإحنا حواليها مش قادرين نعمل شي”.

ووصل عدد الوفيات الناجمة عن الجوع وسوء التغذية إلى 154 حالة وفاة، بما في ذلك 89 طفلا على الأقل، منذ بداية الحرب، معظمهم في الأسابيع القليلة الماضية.

وأعلن الجيش الإسرائيلي يوم الأحد عن خطوات لتسهيل وصول إمدادات الغذاء إلى غزة، بما في ذلك وقف العمليات العسكرية في مناطق محددة وفتح ممرات مخصصة لعبور المساعدات.

وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية إن الأمم المتحدة وشركاءها تمكنوا من إدخال المزيد من المواد الغذائية إلى غزة في أول يومين من الهدن، لكن الحجم “لا يزال بعيدا عن أن يكون كافيا”.

وأضاف المكتب “لا تزال معظم المساعدات يتم تفريغها من قبل الحشود قبل وصولها إلى حيث يفترض أن تصل. لكن مراقبة السوق تظهر أن أسعار السلع الأساسية بدأت في الانخفاض – مما قد يشير إلى تحسن ظروف التشغيل إذا زادت تدفقات المساعدات بشكل أكبر”.

اندلعت الحرب في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023، عندما قادت حماس هجوما على تجمعات سكانية في جنوب إسرائيل، وهو الهجوم الذي تشير الإحصاءات الإسرائيلية إلى أنه تسبب في مقتل نحو 1200 شخص واحتجاز 251 رهينة.

وتشير بيانات وزارة الصحة في غزة إلى أن الحملة العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة أدت منذ ذلك الحين عن مقتل أكثر من 60 ألف شخص وتدمير أغلب مناطق القطاع.

(شاركت في التغطية أوليفيا لو بويدفين وميشيل نيكولز في نيويورك – إعداد حاتم علي ومعاذ عبدالعزيز ومروة غريب للنشرة العربية)

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية