لا أمل في الأفـــق!

يؤكد مدير وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أونروا، أن الأوضاع الاقتصادية الفلسطينية على حافة الانهيار.
وينتقد السيد بيتر هانسن معظم الإجراءات التي تتخذها السلطات الإسرائيلية في تعاملها مع الفلسطينيين، ويقول إنها لا تخدم حتى أمن الاسرائيليين.
جاء بيتر هانسن إلى جنيف في طريقه إلى برن للمشاركة في احتفال إصدار أول نداء انساني عن الأمم المتحدة انطلاقا من العاصمة الفدرالية السويسرية.
وفي لقاء مع وسائل الإعلام المعتمدة لدى الأمم المتحدة، قال السيد هانسن في تعقيب علىالأوضاع الاقتصادية في الأراضي المحتلة بعد 26 شهرا من انطلاق الانتفاضة “أشك أن يكون في تاريخ الإنسانية مجتمع فقد نصف عائداته الاقتصادية في غضون عامين مثلما وقع في غزة وفي الضفة الغربية”.
اقتصاد على حافة الانهيار
ومن مضاعفات تردي الأوضاع الاقتصادية، أن 70% من الفلسطينيين يعيشون في مستوى الفقر أو دونه، أي أنهم يعيشون على أقل من دولارين في اليوم الواحد. ونجح عن ذلك تقديم الأونروا مساعدات غذائية لأكثر من 222 ألف عائلة فلسطينية، أو ما يناهز 1،3 مليون شخص، في حين لم تكن المنظمة ترعى قبل بداية الانتفاضة أكثر من 11 الف عائلة.
ويشير مدير وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، إلى أن مستوى سوء التغذية لدى الفلسطينيين يقارن بمستوى ما هو سائد في زمبابوي والكونغو على سبيل المثال. كما أن غالبية الأطفال الفلسطينيين والنساء الحوامل يعانون من فقر الدم.
ومن المفارقات أن المحلات التجارية مليئة بالمواد الغذائية، لكن السكان لم تعد لهم قدرة شرائية تسمح لهم باقتناء المواد الغذائية الضرورية وحفاظا على كرامة السكان، يقول المفوض السامي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “إننا نفضل مساعدة الفلسطينيين على إيجاد موطن شغل بدل تقديم المواد الغذائية”.
ويرى المفوض السامي أن الدول المانحة، وعلى الرغم من إدراكها للوضع، لم تستجب بما فيه الكفاية للنداءات التي صدرت بشأن المساعدات خلال عام 2003، بحيث لن تغطي التعهدات المالية التي توصلت بها الأمم المتحدة حتى الآن سوى 60% من مجموع 172 مليون دولار الضرورية.
“هل الإجراءات المتخذة تخدم الأمن؟”
وفي الوقت الذي يُقر مدير الأونروا بأن “المجتمع الإسرائيلي مجتمع ديموقراطي، ومن حقه مطالبة سلطاته باتخاذ إجراءات مشددة لحماية أمنه”، فإن بيتر هانسن يتساءل عن مبررات “المبالغة المفرطة في الإجراءات المعتمدة وما إذا كانت هذه الإجراءات تفرق بين المدني والقاتل”.
ولئن ذكر بيتر هانسن أن “ليس من صلاحياته تقديم النصح للحكومة الإسرائيلية في القضايا الأمنية”، فإنه يتساءل مجددا “هل أن بعض الإجراءات المتخذة، تخدم أمن الإسرائيليين كتوقيف النساء الحوامل عند نقاط التفتيش، مما أدى إلى ارتفاع حالات الإجهاض، او تعطيل قوافل الإغاثة الأممية وعرقلة دخولها إلى المدن الفلسطينية على الرغم من الحصول على ترخيص من السلطات السياسية.
ويشكك السيد هانسن في جدوى توقيف مئات الآلاف من الطلبة الفلسطينيين عن مواصلة تعليمهم، أو الحد من تقديم رخص العمل لموظفي الوكالة من الفلسطينيين على الرغم من عدم تورط أي منهم في أعمال عنف.
إشادة بالدعم العربي
يؤكد مدير وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أن الدول العربية تحولت إلى “أهم مجموعة ساهمت ماليا في المساعدات الطارئة للشعب الفلسطيني، وذلك بفضل مساهمة دولة الإمارات العربية المتحدة بحوالي سبعة وعشرين مليون دولار”، قسم منها لإعادة إعمار مدينة جنين.
ويعتقد هانسن “أنه لو تحذو باقي الدول حذو الإمارات العربية المتحدة، سوف لن تعاني الأونورا من أية مشاكل مالية لا فيما يتعلق بميزانيتها العادية او لمواجهة الحالات الطارئة”.
وفي رد على الانتقادات الموجهة للعالم العربي بشأن ضعف الدعم الذي يقدمه للشعب الفلسطيني، يقول هانسن “إنه استنادا لمعايير الأمم المتحدة التي تأخذ بعين الاعتبار نسبة الدعم مقارنة مع مستوى الدخل القومي، فإن دول الخليج تقدم اكثر مما هو مطلوب منها رسميا.
محمد شريف – سويس إنفو – جنيف

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة
المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"
يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!
إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.