The Swiss voice in the world since 1935

لي جاي-ميونغ المتحدر من طبقة عمالية يطمح لتولي رئاسة كوريا الجنوبية

المرشح الرئاسي الكوري الجنوبي لي جاي-كيونغ (وسط) مع مناصريه خلال تجمع انتخابي في سيجونغ في 12 شباط/فبراير 2022. afp_tickers

يشكل مسلسل “سكويد غايمز” أو فيلم “بارازيت” مصدر إلهام على الشاشة يعكس التفاوت الاجتماعي في كوريا الجنوبية لكن خصوصا مشكلة كبرى على الصعيد الوطني يأمل لي جاي-ميونغ وهو إبن عامل سابق نشأ في الفقر أن يحلها إذا انتخب رئيسا.

ترك لي، المرشح للانتخابات الرئاسية المقررة في 9 آذار/مارس عن الحزب الديموقراطي، التنظيم اليساري الحاكم في كوريا الجنوبية، المدرسة في سن 11 ليعمل في مصنع وأصيب باعاقة بسبب حادث عمل وهو في سن 13 عاما، قبل أن يرتقي السلم الاجتماعي بسرعة.

هذا أمر نادر في بلد يشكل فيه الأصل الاجتماعي هاجسا على المستوى الوطني. يروي لي قصته عن طفل من الطبقة العاملة تحول إلى زعيم سياسي لإقناع الكوريين الجنوبيين بأنه سيحل مشاكلهم، من ارتفاع أسعار السكن الى بطء النمو وصولا الى معدل البطالة العالي في صفوف الشباب.

من الدخل الأساسي إلى دعم علاجات تساقط الشعر، فإن برنامج لي جاي ميونغ مليء إلى حد ما بإجراءات خارجة عن النمطية، أفكار يقدمها المرشح على أنها ثمرة الفقر الذي عاشه في شبابه.

وقال لي في مقابلة مع وكالة فرانس برس “يمكنك أن تشعر بالأسف على الأشخاص الذين يرتجفون في الخارج من البرد فيما تجلس في منزلك الدافىء، لكن لن تكون قادرا أبدا على فهم معاناتهم”.

تصف المعارضة اقتراحاته بانها شعبوية. تتهمه ب”شراء أصوات” والسعي الى “إغراق الجيل القادم في الديون”.

لكن الفضائح هي التي تهيمن على الحملة حتى الآن. واجه لي انتقادات بسبب صفقة عقارات مشبوهة كما تسري شائعات عن روابطه بالمافيا فيما اتهمت زوجته باستخدام المال العام بشكل غير قانوني.

– طفل ثري، طفل فقير-

السنة الماضية، نشر فريق حملته صورتين، إحداهما تظهره وهو شاب شعره أشعث بملابس بالية، والأخرى تظهر يون سوك يول مرشح حزب سلطة الشعب (يميني) مرتديا ربطة عنق في سن المراهقة.

هذا التناقض بين يون الطفل الغني ولي الذي كان يعتاش والداه من تنظيف المنازل، يبدو أنه أعجب بعض ناخبي اليسار. وكتب على لافتة خلال تجمع انتخابي في تشونغجو (وسط)، “وحدهم الذين عرفوا الجوع يفهمون دموع الناس العاديين”.

هل سيكون ذلك كافيا لإيصال لي الى الرئاسة؟ في الوقت الراهن يتعادل المرشحان في استطلاعات الرأي تقريبا. فقد اظهر استطلاع في 16 شباط/فبراير أن يون يتقدم بفارق نصف نقطة على منافسه. المناظرات الثلاث التي ستجري بينهما قبل الانتخابات قد تكون حاسمة.

رغم أن بعض القادة مثل الرئيس السابق روه مو-هيون يتحدرون من عائلات متواضعة، إلا أن الطبقة السياسية الكورية الجنوبية تهيمن عليها بشكل كبير البرجوازية الناجحة وشبكات النفوذ التابعة لها. لم يسبق في كوريا الجنوبية أن وصل طفل من طبقة عمالية الى مستويات عالية اجتماعيا مثل لي جاي-ميونغ كما يقول لي سانغ دون وهو نائب سابق قام بتدريس القانون للمرشح المستقبلي في الثمانينيات.

– هزم العماليين-

بدأ لي جاي-ميونغ (57 عاما) حياته المهنية في سن الحادية عشرة في مصنع للقفازات. يتذكر قائلا، “لقد كانت فترة قمعية. كان أرباب العمل يرتدون الزي العسكري ويضربون العمال الشباب”. يضيف “أدركت أنني لن أفلت من الضرب إلا إذا أصبحت مديرا، ولذلك يجب ان يكون لدي شهادة جامعية”.

في سن 13 عاما، علقت ذراعه في آلة وبقي معوقا مدى الحياة. بعدما فكر في الانتحار، بدأ بتلقي دروس مسائية ثم التحق بكلية الحقوق. أصبح محاميا ومتخصصا في حقوق الإنسان ودخل معترك السياسة عام 2010. وفي عام 2018، تم انتخابه حاكما لمقاطعة جيونغجي الأكثر اكتظاظا بالسكان في البلاد والتي تشمل ضواحي سيول بأكملها.

في 2019، عندما أصبحت قضية التفاوت الاجتماعي موضوع قلق كبير في المجتمع الكوري الجنوبي، برز من خلال توزيع علاوة على الشباب في مقاطعته. كما فرض تقديم الملابس المدرسية مجانا والرعاية للحوامل. في 2020، عند بدء الوباء، أنشأ صندوق مساعدات ووزع مباشرة الأموال على سكان مقاطعته.

وعد لي بتوسيع نطاق الدخل الأساسي العام الذي اعتمده في مقاطعته ليصل الى كل الدولة، وتخصيص مليون وون (735 يورو) سنويا لكل مواطن كوري جنوبي بالغ.

وقال “اضطررت للعمل في المصنع لانني لم أكن قادرا على دفع تكاليف المدرسة” مضيفا “لقد خرجت من الفقر، لكن كثيرين حولي لا يزالون غارقين فيه. أريد تغيير النظام”.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية