The Swiss voice in the world since 1935
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية
أهم الأخبار
نقاشات
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية

مسيحيون في جنوب لبنان يأملون أن تمنحهم زيارة البابا ليو السلام وقوة الصمود‭ ‬

reuters_tickers

من مايا الجبيلي وإميلي ماضي

رميش (لبنان)(رويترز) – بعد عقود من الصراع، يأمل سكان بلدة رميش المسيحية في جنوب لبنان الذي عصفت به الحرب أن تجلب زيارة البابا ليو بابا الفاتيكان المرتقبة إلى بلدهم السلام وكذلك القوة للصمود مع تضاؤل عدد السكان المسيحيين في المنطقة.

تقع رميش على الحدود الجنوبية للبنان مع إسرائيل، وهي موطن للكاثوليك منذ أكثر من 300 عام. واليوم، تُحيط بها من الجنوب مواقع عسكرية إسرائيلية ومن الشمال قرى ذات أغلبية مسلمة قصفتها الغارات الجوية الإسرائيلية خلال حرب العام الماضي الدامية.

في صباح أحد الأيام الماضية، أنشد نحو 30 مسيحيا ترانيم تردد صداها بين الجدران الحجرية لكنيسة مار جرجس، وهي رعية مارونية كاثوليكية تأسست عام 1740 ولا تزال تخدم سكان رميش البالغ عددهم ستة آلاف نسمة.

وقال القس نجيب العميل إن زيارة البابا ليو إلى البلد الذي يضم أكبر نسبة من المسيحيين في المنطقة يمكن أن تشجع الكاثوليك في الشرق الأوسط على التمسك بجذورهم والبقاء.

وأضاف العميل لرويترز “أول زيارة قررها خلال أسقفيته أنه ييجي على لبنان، هذا دليل على أنه هو مهتم جدا بلبنان وخاصة بالمسيحيين اللي بلبنان، لأنه إذا مسيحيين لبنان راحوا ما بيبقى فيه مسيحيين بالشرق”.

ويتناقص عدد المسيحيين في الشرق الأوسط، مهد المسيحية، إذ كانوا يشكلون نحو 20 بالمئة من سكان المنطقة قبل قرن، أما الآن فنسبتهم تبلغ خمسة بالمئة فقط، وهي في انخفاض.

ومع ذلك، يُعتقد أن المسيحيين يمثلون نحو ثلث سكان لبنان البالغ عددهم خمسة ملايين نسمة. ولم يجر لبنان إحصاء رسميا للسكان منذ ما يقرب من قرن بسبب الحساسيات الدينية والسياسية.

* “على خطى المسيح”

نجت رميش من الحرب التي اندلعت في لبنان عندما أطلقت جماعة حزب الله صواريخ على القوات الإسرائيلية بعد يوم واحد من اندلاع الحرب في غزة عقب هجوم شنته حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023.

وتسببت صواريخ حزب الله في دمار واسع في بلدات شمال إسرائيل، وحول القصف الإسرائيلي العنيف على جنوب لبنان معظم البلدات الشيعية هناك إلى أنقاض ودفع السكان إلى النزوح.

وقال العميل إن سكان رميش طلبوا من مقاتلي حزب الله عدم إطلاق صواريخ من البلدة حتى لا تستهدفها إسرائيل. وفي حين فر كثيرون من رميش إلى العاصمة بيروت، بقي المئات خوفا من سيطرة مسلحين على البلدة إذا غادروا.

لن تشمل زيارة ليو، التي تستغرق ثلاثة أيام، جنوب لبنان. ولا يزال الجيش الإسرائيلي يحتل مواقع على قمم التلال هناك، ويقصف مواقع يقول إنها مستودعات أسلحة لجماعة حزب الله.

ويوم الأحد، قُتل أكبر مسؤول عسكري في الجماعة في غارة جوية على مشارف بيروت. ولم يصدر أي تعليق من الفاتيكان بشأن ما إذا كانت تلك الغارة ستؤدي إلى تعديلات على زيارة البابا. وأفادت الرئاسة اللبنانية لرويترز بأنه لا توجد أي تعديلات حتى يوم الاثنين.

وقال حنا العميل رئيس بلدية رميش “بنتأمل إنه تكون زيارة البابا هي رسالة لوضع حد لهاي الحروب”.

وأضاف أن نحو 200 من سكان رميش سيحضرون قداس البابا الرئيسي في بيروت.

وتابع قائلا “نحنا أكيد كنا بنحب، وبنتمنى إنه هو يجي لعنا الجنوب، وخاصة إنه هاي الأرض هادي مرق فيها السيد المسيح يعني هيدي كمان يكون البابا إجى على خطى المسيح”.

ووفقا لإنجيل يوحنا، يعتقد أن المعجزة الأولى المسيح، وهي تحويل الماء إلى خمر في عرس قانا الجليل، حدثت فيما يطلق عليها اليوم بلدة قانا بجنوب لبنان حيث قتلت الغارات الإسرائيلية في عامي 1996 و2006 العشرات.

* “بعد الصبر، بيجي الفرج”

وسط الصراع، تكافح رميش لاستعادة ملامح الحياة الطبيعية.

وبحسب رئيس البلدية، كانت مدارس رميش ذات يوم تعج بمئات الطلاب من القرى الشيعية المجاورة. لكن مع الدمار الذي لحق بتلك القرى، لم تعد سوى عائلات قليلة لمنازلها وانخفضت الإيرادات من الرسوم الدراسية في مدارس البلدة.

ويحظر الجيش الإسرائيلي دخول مساحات واسعة من الأراضي التي يملكها سكان رميش، حيث تنتشر بساتين الزيتون وحقول التبغ، وهو ما يعني أن على المزارعين الحصول على تصاريح من الجيش اللبناني وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة للذهاب إلى هناك.

مرت ثلاث سنوات دون حصاد معظم المحاصيل هناك.

ونحو الشمال، في بلدة دردغيا الواقعة على بعد 22 كيلومترا من الحدود، كسا الحزن وجه القس إيليا كامل وهو يتفقد آثار الدمار التي لحقت بكنيسة مار جاورجيوس للروم الملكيين الكاثوليك.

ففي يوم التاسع من أكتوبر تشرين الأول 2024، قصفت طائرة حربية إسرائيلية قاعة الرعية المجاورة لتحطم أعمدتها الخرسانية سقف الكنيسة، وينهار جدار بكامله وتتناثر الحجارة الكبيرة عبر الممرات وحتى المذبح.

وبعد مرور أكثر من عام، لم تُرمَّم الكنيسة بعد. وليس بمقدور أحد من الرعية – التي كان عددها سابقا 1200 شخص ولا تتجاوز الآن المئة – تحمل تكلفة ترميمها.

وقال كامل “من وقت اللي انضربت بتشرين الأول عام 2024 ما عادش يتقدس فيها ولا قداس”.

وأضاف أن زيارة البابا ليو قد تساعد في تعزيز الروح المعنوية، وقال “نحنا متأملين بهذه الزيارة للبابا إنه هالروحانية تعم بكنائس لبنان وبكنائس الشرق أكثر من هيك، ما بدنا نحنا بس (الجانب) المادي… أكيد ما في لا مادي ولا عملي ولا سياسة، لأنه لا يتعاطى لا بالمال ولا بالسياسة”.

وأضاف “هذه حياتنا وهيك، وهيك المسيح بيقول لنا بدكم تصبروا ودايم، بعد الصبر، بيجي الفرج، بس إمتى؟”.

(إعداد رحاب علاء للنشرة العربية – تحرير دعاء محمد وسها جادو)

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية