مصادر: ولي العهد السعودي يعتزم الضغط على ترامب للتدخل لإنهاء حرب السودان
من ألكسندر كورنويل وتيمور أزهري
تل أبيب/الرياض (رويترز) – قالت خمسة مصادر مطلعة يوم الثلاثاء إن من المتوقع أن يضغط ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للتدخل شخصيا لإنهاء الحرب في السودان خلال محادثات في واشنطن.
وأضافت المصادر، وهم دبلوماسيون منهم اثنان عربيان وثلاثة غربيون، أن ولي العهد يرى أن الضغط المباشر من ترامب ضروري لكسر الجمود في المفاوضات المستمرة منذ أكثر من عامين ونصف العام، مشيرة إلى جهوده في سبيل التوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة الشهر الماضي.
اندلع النزاع في 2023 وسط صراع على السلطة بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع شبه العسكرية قبل الانتقال المزمع إلى الحكم المدني. واستتبع القتال عمليات قتل بدوافع عرقية ودمارا واسع النطاق ونزوحا جماعيا، مما تسبب في تدخل قوى خارجية وهدد بتقسيم السودان.
وفي الأشهر القليلة الماضية، تزايد اعتماد الجيش السوداني وقوات الدعم السريع على هجمات باستخدام طائرات مسيرة، مما تسبب في خسائر فادحة في صفوف المدنيين.
وذكرت المصادر أن السعودية تسعى من خلال طرح القضية أمام ترامب إلى استمالة الرئيس الأمريكي الذي يقدم نفسه كصانع سلام، إذ كرر مرارا رغبته في الفوز بجائزة نوبل للسلام لدوره في حل النزاعات العالمية.
ولم يرد المكتب الإعلامي للحكومة السعودية على طلب للتعليق. وكشف موقع ميدل إيست آي عن الخطة السعودية لمناقشة الملف السوداني مع ترامب في وقت سابق.
وتشارك الولايات المتحدة والإمارات والسعودية ومصر في مجموعة غير رسمية تعرف بالمجموعة الرباعية لحل النزاع، لكن جهودها لم تحقق تقدما ملموسا حتى الآن.
وبالنسبة للسعودية، يرتبط إنهاء الحرب بأمنها القومي، إذ إن مئات الكيلومترات من الساحل السوداني على الجهة المقابلة من الساحل السعودي على البحر الأحمر.
ويلعب التنافس الإقليمي بين دول الخليج دورا إضافيا في المشهد.
* روبيو: نحتاج إلى نتائج ملموسة
تواجه الإمارات الكثير من الاتهامات بدعم قوات الدعم السريع التي تُتهم بارتكاب إبادة جماعية كان آخرها خلال سيطرتها على مدينة الفاشر في دارفور. وتنفي الإمارات تقديم أي دعم لهذه القوات، غير أن خبراء في الأمم المتحدة وبعض المشرعين الأمريكيين خلصوا إلى وجود مصداقية لهذه الاتهامات، مستندين إلى أدلة في تقارير صادرة عن منظمات حقوقية تحدثت عن إمدادات أسلحة.
وينظر إلى السعودية ومصر على أنهما أكثر ارتباطا بالجيش السوداني.
وعندما سُئل وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو الأسبوع الماضي عن دور الإمارات في الصراع، عبر عن إحباطه من سير عمل المجموعة الرباعية، لكنه لم يحمل أي طرف المسؤولية.
وقال “يجب أن يتوقف هذا… لن نسمح بأن تتحول الرباعية التي شكلناها إلى درع يجري الاختباء خلفه بالقول: نحن جزء من العملية ونحاول حل الأمر. نحتاج إلى نتائج ملموسة وسريعة”.
كانت قوات الدعم السريع قد وافقت في وقت سابق من الشهر الجاري على مقترح هدنة إنسانية مدعوم من الولايات المتحدة، بعد موجة استنكار دولية على خلفية تقارير أفادت بأنها قتلت مجموعات كبيرة من المدنيين خلال اقتحامها الفاشر.
أما الجيش السوداني فلم يوافق على الهدنة التي قد تفتح نافذة لإيصال المزيد من المساعدات الإنسانية التي تمس الحاجة إليها.
(إعداد بدور السعودي ومحمد عطية للنشرة العربية – تحرير محمود سلامة)