
مقتل عشرة أشخاص في هجوم روسي ضخم على كييف ومحيطها

قُتل ما لا يقل عن عشرة أشخاص في “عمليات قصف روسية ضخمة” استهدفت كييف والمنطقة المحيطة بها ليل الأحد الإثنين، حسبما أعلنت السلطات الأوكرانية، في وقت تتعثر الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب بين البلدين.
إلى ذلك، وصل الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي ندد بـ”هجوم مشين للغاية”، الاثنين إلى المملكة المتحدة والتقى الملك تشارلز الثالث قبل أن يعقد اجتماعا مع رئيس الوزراء كير ستارمر يهدف إلى “تعميق التعاون الدفاعي”، وفق ما صرح الناطق باسمه.
كما من المقرر أن يحضر زيلينسكي قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) التي تبدأ اعمالها الثلاثاء في لاهاي، وينتظر أن يشارك فيها الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي يسعى لإنهاء الحرب بين موسكو وكييف التي اندلعت عام 2022.
ويتوجه زيلينسكي الأربعاء إلى ستراسبورغ لإلقاء كلمة أمام مجلس أوروبا، في زيارة يهيمن عليها مشروع إنشاء محكمة خاصة للنظر في “جريمة العدوان” على بلاده.
وبدأت الضربات الروسية التي استهدفت بشكل خاص كييف ومحيطها، قبل منتصف الليل واستمرت لأكثر من أربع ساعات.
وسمع مراسلو وكالة فرانس برس أزيز مسيّرات في الأجواء وانفجارات في العاصمة حيث توجّهت عائلات إلى ملاجئ ومحطات المترو أو ممرات تحت الأرض.
وفي كييف، استهدفت الضربات عددا من الأحياء ودمّرت جزءا من مبنى سكني، حسبما أفاد صحافيو فرانس برس.
وقالت نتاليا ماشيفسكا التي كانت في منزلها عندما قُصف المبنى لفرانس برس، إنّها سمعت طائرة تحلّق فوق المبنى، ثم “انفجارا” دفعها نحو أحد الأبواب.
وأضافت “كان الأمر مروّعا” (…) النوافذ تحطّمت، والغرفة غطاها دخان أسود”.
وأفادت النيابة العامة في كييف بأنّ الهجوم أسفر عن مقتل تسعة أشخاص على الأقل، بينهم فتاة تبلغ 11 عاما، مشيرة إلى أن البحث لا يزال جاريا بين الانقاض. وتحدثت خدمة الطوارئ عن إصابة حوالى 30 آخرين بجروح.
وجنوب العاصمة، قُتل شخص وأُصيب ثمانية آخرون، بينهم عنصرا إنقاذ، في بلدة بيلا تسيركفا.
– “تحالف القتلة” –
من جانبها، أكدت روسيا أنّها استهدفت مواقع عسكرية.
وقالت وزارة الدفاع في بيان “هذه الليلة، نفذت القوات المسلّحة لروسيا الاتحادية ضربة مشتركة… ضدّ مؤسسات المجمع الصناعي العسكري الأوكراني في منطقة كييف”.
وقال زيلينسكي في منشور على شبكات التواصل الاجتماعي “في المجموع، أُطلقت 352 مسيّرة، من بينها 159 مسيّرة (إيرانية الصنع) من طراز شاهد خلال الليل فقط، إضافة إلى 16 صاروخا. وتشير التقارير الأولية إلى استخدام أسلحة بالستية من كوريا الشمالية أيضا”.
وأوضح أنّ “قوات الدفاع الجوي لدينا أسقطت عددا كبيرا من المسيّرات والصواريخ”، واصفا موسكو وطهران وبيونغ يانغ بـ”تحالف القتلة”.
وشنت روسيا الاثنين ضربات جديدة استهدفت منطقة أوديسا (جنوب) مما اسفر عن مقتل شخصين وإصابة 12 آخرين على الأقل، بحسب السلطات المحلية.
كما تضررت مدرسة، بحسب الرئيس الأوكراني الذي قال “للأسف، من المرجح أن بعض الأشخاص ما زالوا عالقين تحت الأنقاض”.
وتتعرّض المدن الأوكرانية لضربات روسية كل ليلة، في وقت وصلت المحادثات لوقف إطلاق النار إلى طريق مسدود.
وقُتل 28 شخصا على الأقل وأُصيب أكثر من 130 آخرين في كييف ليل 16-17 حزيران/يونيو، في هجوم روسي بأكثر من 440 مسيّرة و32 صاروخا، وفقا للسلطات الأوكرانية.
– لن نبقى “في موقف دفاعي” –
كذلك، يهاجم الجيش الأوكراني الأراضي الروسية بانتظام.
وفي منطقة روستوف في جنوب روسيا، تسبّب هجوم بمسيّرات أوكرانية الإثنين في “اندلاع حريق في شركة صناعية في منطقة كامينسكي”، حسبما أفاد حاكم المنطقة يوري سليوسار عبر تلغرام.
والسبت، قال رئيس أركان الجيش الأوكراني أولكسندر سيرسكي، إنّ أوكرانيا ستكثّف ضرباتها على أهداف عسكرية في العمق الروسي، وذلك بعد ثلاثة أسابيع من هجوم ضخم نفذته على قواعد جوية روسية.
وأوضح سيرسكي “لن نكتفي بالبقاء في موقف دفاعي، لأنّ هذا لن يحقّق لنا شيئا، بل سيقودنا في النهاية إلى التراجع وخسارة جنود وأراضٍ”.
من جانبه، أعلن الجيش الروسي مواصلة هجومه على منطقة سومي الأوكرانية المجاورة (شمال شرق) التي لم يستبعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الجمعة السيطرة عليها.
وتؤكد كييف منذ أسبوع أنّها أوقف تقدّم القوات الروسية في هذه المنطقة.
وتحتل موسكو حاليا نحو خمس مساحة أوكرانيا بعدما أعلنت ضمّ أربع مناطق أوكرانية، بالإضافة إلى شبه جزيرة القرم التي غزتها عام 2014.
بور-لغو/ناش-ريم/كام