The Swiss voice in the world since 1935
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية
أهم الأخبار
نقاشات
أهم الأخبار
النشرة الإخبارية

نتانياهو يدفع سكان مدينة غزة الى مغادرتها “الآن”

afp_tickers

قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الاثنين إن على سكان مدينة غزة مغادرتها فورا، في وقت يكثف الجيش عملياته وضرباته داخل وفي محيط كبرى مدن القطاع وأكثرها اكتظاظا.

وتكثّف إسرائيل قصفها للمدينة الواقعة في شمال القطاع، تمهيدا لعملية ترمي للسيطرة عليها بالكامل، على الرغم من مناشدات متكررة بعدم المضي في ذلك سواء من جانب الأمم المتحدة أو منظمات إغاثية.

في الأثناء أعلن الدفاع المدني أن 39 شخصا على الأقل قتلوا الإثنين بضربات إسرائيلية، بينهم 25 في مدينة غزة.

وجاء تحذير نتانياهو بعد ساعات على مقتل ستة أشخاص في القدس الشرقية بعدما أطلق مهاجمان فلسطينيان النار على محطة حافلات عند مدخل حي راموت، وفق وزير الخارجية جدعون ساعر. 

وأتى الهجوم في وقت تكثّف إسرائيل عملياتها في شمال القطاع، خصوصا لجهة تدمير مبانٍ متعددة الطبقات.

وقال نتانياهو في كلمة مصوّرة “خلال يومين دمّرنا 50 برجا إرهابيا، وهذه مجرد البداية للعملية البرية المكثفة في مدينة غزة. أقول للسكان: لقد تمّ تحذيركم، غادروا الآن”.

أضاف “كل هذا مجرد مقدمة، بداية، للعملية الأساسية المكثفة، المناورة البرية لقواتنا التي تقوم الآن بتنظيم صفوفها والتجمع لدخول مدينة غزة”.

وكان وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس هدّد بتدمير غزّة والقضاء على حماس ما لم تستسلم، وذلك بعد وقت قصير على إصدار الرئيس الأميركي دونالد ترامب تحذيرا مماثلا للحركة.

وكتب على إكس “هذا التحذير الأخير لقتلة ومغتصبي حماس… أطلقوا سراح الرهائن وألقوا أسلحتكم، وإلا فسيتم تدمير غزة وسيتم القضاء عليكم”.

– “لا نسمع سوى القصف” –

والإثنين، قصفت القوات الإسرائيلية برجا سكنيا في مدينة غزة هو الرابع خلال أربعة أيام.

وبدأ الجيش الأسبوع الماضي توجيه إنذارات بإخلاء مبانٍ عالية في مدينة غزة، متهما حماس باستخدامها لأغراض عسكرية، وهو ما تنفيه الحركة.

وقالت ليلى صقر (40 عاما) وهي من سكان المدينة لفرانس برس عبر الهاتف “لا نسمع سوى القصف وسيارات الإسعاف لدى نقلها الشهداء”.

وأضافت انها كانت ترتاد مرّتين في الأسبوع صالة رياضية في البرج الذي دمّر الإثنين والذي “لم يتبقّ منه شيء”. وتابعت “تدمّر إسرائيل كل شيء حتى الذكريات. لو استطاعوا لسحبوا الأكسيجين من الهواء”.

وأظهرت صور لفرانس برس من مستشفى الشفاء في مدينة غزة فلسطينيين يبكون أقارب لهم قتلوا في غارات استهدفت خياما للنازحين، بينهم نساء يبكين قرب جثتي طفلتين تبلغان عامين وخمسة أعوام. على مسافة قريبة، كان رجل يلمس وجه طفله البالغ عاما واحدا وقد لُفّ بكفن أبيض.

وقال جدّ الطفل حازم عيسى “أطفال يموتون، ما ذنبهم؟ طفل عمره سنة، ما ذنبه؟”. 

وكان الجيش الإسرائيلي دعا سكان مدينة غزة إلى إخلائها والتوجه إلى منطقة المواصي (جنوب) التي أعلنها “منطقة إنسانية”، غير أنّها تتعرّض لقصف مدفعي كثيف بشكل متكرّر. كما أن فلسطينيين يقولون إن لا مكان فيها لخيم إضافية.

واضطرت الغالبية العظمى من سكان القطاع الذين يزيد تعدادهم على مليوني نسمة، للنزوح مرة واحدة على الأقل خلال الحرب.

– هجوم في القدس الشرقية –

وكانت القدس الشرقية التي تحتلها إسرائيل، شهدت صباح الاثنين هجوما مسلحا هو الأعنف في المدينة منذ اندلاع الحرب في غزة قبل 23 شهرا.

وقال نتانياهو لصحافيين أثناء تفقده موقع الهجوم “ليكن الأمر واضحا، هذه الجرائم تعزّز تصميمنا على مكافحة الإرهاب”.

وأكدت الشرطة الإسرائيلية أن عنصر أمن ومدنيا مسلّحا قتلا المهاجمَين.

ودانت كل من ألمانيا وفرنسا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة الهجوم.

واتهم وزير المالية اليميني المتطرف بتسلئيل سموطريتش السلطة الفلسطينية بالهجوم “المروّع”. ودعا الى أن “تواجه القرى التي جاء منها المهاجمون المصير ذاته مثل رفح وبيت حانون”، وذلك في إشارة إلى مدن غزة التي دمّرتها الغارات الإسرائيلية.

في جنيف، أعرب المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة فولكر تورك عن قلقه إزاء ما وصفه بـ”خطاب الإبادة” الصريح الصادر عن مسؤولين إسرائيليين بشأن غزة، محذرا من أن القطاع تحوّل فعلا الى “مقبرة”، ودعا إلى تحرك دولي حاسم “لإنهاء المذبحة”.

في إسبانيا، أعلن رئيس الوزراء بيدرو سانشيز سلسلة إجراءات “لوضع حد للإبادة الجماعية في غزة” تشمل فرض حظر على مبيعات الأسلحة إلى إسرائيل ومنع السفن التي تحمل الوقود للجيش الإسرائيلي من استخدام موانئ البلاد.

وردّت إسرائيل على لسان ساعر باتهام مدريد بمعاداة السامية، الأمر الذي رفضته الأخيرة، مشيرة إلى أنّها “لن تُذعن للترهيب في دفاعها عن السلام والقانون الدولي وحقوق الإنسان”.

وفي وقت لاحق، أعلنت إسبانيا استدعاء سفيرتها في إسرائيل للتشاور.

– أفكار أميركية وحماس جاهزة للتفاوض –

وكان ترامب كتب الأحد عبر منصة تروث سوشال “قَبِل الإسرائيليون شروطي. حان الوقت لكي تقبل حماس كذلك. لقد حذّرتُ حماس من عواقب عدم القبول”، وتابع “هذا هو إنذاري الأخير”.

وبعد ساعات، أشارت الحركة الفلسطينية في بيان إلى “تسلمّها عبر الوسطاء بعض الأفكار من الطرف الأميركي للوصول إلى اتفاق لوقف إطلاق النار”. 

وأكدت أنها “جاهزة فورا للجلوس إلى طاولة المفاوضات لبحث إطلاق سراح جميع الأسرى في مقابل إعلان واضح بإنهاء الحرب والانسحاب (الإسرائيلي) الكامل من القطاع وتشكيل لجنة لإدارة قطاع غزة من المستقلين الفلسطينيين تتسلّم عملها فورا”.

أفاد موقع أكسيوس الإخباري الأميركي بأن مبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف قدّم لحماس في الأسبوع الماضي مقترحا جديدا لاتفاق يشمل الإفراج عن رهائن ووقف إطلاق النار.

لم يكشف البيت الأبيض أي تفاصيل على صلة بالمقترح، لكن ترامب قال “ستسمعون عنه قريبا جدا”.

وافقت حماس في الشهر الماضي على مقترح ينص على هدنة لستين يوما والإفراج تدريجيا عن الرهائن، لكن إسرائيل أصرت على إفراج حماس عن كل الرهائن دفعة واحدة، ونزع سلاحها وتخليها عن السيطرة على غزة إضافة إلى شروط أخرى.

وبحسب الجيش الإسرائيلي، ما زال هناك 47 محتجزا في غزة، 25 منهم لقوا حتفهم، من بين 251 شخصا خُطفوا في هجوم حماس على إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.

وأسفر هجوم حركة حماس على الدولة العبرية عن مقتل 1219 شخصا معظمهم مدنيون، بحسب حصيلة لوكالة فرانس برس تستند الى أرقام رسمية إسرائيلية.

وردّت إسرائيل بإعلان الحرب، وأوقعت العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة 64522 قتيلا، معظمهم مدنيون، بحسب أرقام لوزارة الصحة في غزة تعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.

بور/ناش-ود/كام

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية