وزير أيرلندي يدافع عن القيود التجارية “المحدودة” المفروضة على المستوطنات الإسرائيلية
من جون أودونيل
دبلن 12 ديسمبر كانون الأول (رويترز) – قال وزير لرويترز إن القيود التي تعتزم أيرلندا فرضها على التجارة مع المستوطنات الإسرائيلية ستقتصر فقط على البضائع، مقدما بذلك أول إشارة واضحة على نطاق التشريع المثير للجدل ورافضا الاتهامات بأن بلاده معادية للسامية.
وتعد أيرلندا قانونا للحد من التجارة مع المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة، وتواجه ضغوطا في الداخل لتوسيع نطاق الحظر من السلع ليشمل أيضا الخدمات، بينما تريد إسرائيل والولايات المتحدة إلغاء مشروع القانون.
وأيرلندا من بين أكثر الدول الأوروبية انتقادا للهجوم الإسرائيلي على قطاع غزة، حيث تقول السلطات الفلسطينية إنه أسفر عن مقتل أكثر من 70 ألف شخص.
الوزير: “الإجراء محدود للغاية”.
لكن توماس بيرن وزير الدولة الأيرلندي للشؤون الأوروبية والدفاع، قال لرويترز إن مشروع القانون يقتصر على استيراد البضائع وإنه لن يصبح قانونا هذا العام.
وأضاف في مقابلة “إنه إجراء محدود للغاية، سيحظر استيراد البضائع من الأراضي المحتلة بشكل غير قانوني. وتم بالفعل تطبيق إجراءات مماثلة في عدد من الدول الأوروبية”.
وتُلقي تصريحات بيرن الضوء على طريقة تفكير أيرلندا في ظل سعيها لتخفيف الضغوط عليها، بما في ذلك ضغوط الشركات الأمريكية في البلاد، لتخفف حدة انتقاداتها لإسرائيل. ومن المتوقع أن يسهم مشروع القانون الأيرلندي في تحديد كيفية فرض الدول الأوروبية الأخرى قيودا مماثلة على التجارة مع المستوطنات الإسرائيلية.
وأشارت الحكومة الأيرلندية إلى أن مشروع القانون وشيك، لكنها لم تكشف بعد عن نطاقه علنا.
وأحجم بيرن عن تحديد موعد إرسال مشروع القانون إلى البرلمان، في الوقت الذي تقيّم فيه الحكومة تداعياته. وقال “من المؤكد أنه لن يطبق هذا العام”.
وفي وقت سابق من العام الجاري، قالت مصادر لرويترز إن الحكومة تعتزم تخفيف القانون، بحصر نطاقه على تجارة محدودة لسلع، مثل الفواكه المجففة، دون الخدمات.
وكان من شأن الإقدام على هذا التحرك على النحو الأكثر طموحا أن يؤثر على شركات التكنولوجيا وغيرها من الشركات التي تتخذ من أيرلندا مقرا وتمارس أعمالا في إسرائيل. وسعت جماعات الضغط في قطاع الأعمال إلى القضاء على الفكرة كليا.
ومع اقتصار مشروع القانون على السلع فقط، لن يطال سوى القليل من المنتجات المستوردة من الأراضي التي تحتلها إسرائيل مثل الفاكهة والتي تبلغ قيمتها 200 ألف يورو (234660 دولارا) سنويا.
* نائبة لا تزال تريد حظر الخدمات
تعتبر معظم دول العالم المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية غير قانونية بموجب القانون الدولي.
وتُعارض إسرائيل هذا الرأي، مستندة إلى روابط تاريخية ودينية بالمنطقة، وتؤكد أن المستوطنات توفر عمقا استراتيجيا وأمنا.
وفيما يتعلق بغزة، تقول إسرائيل إن أفعالها دفاع عن النفس عقب الهجوم الذي قادته حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023، والذي أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 251 رهينة، وفقا للإحصاءات الإسرائيلية. وتؤكد إسرائيل التزامها بالقانون الدولي وسعيها للحد من الأذى الذي يلحق بالسكان المدنيين في غزة.
وقالت فرنسيس بلاك، النائبة التي اقترحت مشروع القانون الأيرلندي، لرويترز إنها ستسعى ليتضمن حظرا على الخدمات أيضا. وأضافت “سيتطلب الأمر الكثير من العمل في العام الجديد لإدراج الخدمات، ولكن هذا بالضبط ما أنا مستعدة لفعله”.
ودافع بيرن أيضا عن حكومة أيرلندا، بعد أن نشر وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر مؤخرا مقطعا مصورا على الإنترنت اتهمها فيه بأنها “معادية للسامية”.
وقال ساعر إن رد الحكومة الأيرلندية كان بطيئا على اقتراح محلي بإعادة تسمية حديقة تحمل اسم حاييم هرتسوج، وهو رئيس أسبق لإسرائيل نشأ في دبلن.
وانتقد وزراء أيرلنديون الفكرة بشدة، ومنذ ذلك الحين أرجأ مجلس مدينة دبلن اتخاذ القرار بشأن تغيير الاسم.
كما وصف السناتور الأمريكي لينزي جراهام أيرلندا بأنها “بالوعة لمعاداة السامية”.
* مشرع بالبرلمان الأوروبي يرفض تهمة معاداة السامية ويصفها بأنها “هراء”
قال بيرن “أرفض رفضا قاطعا أن تكون البلاد معادية للسامية بأي شكل من الأشكال. نحن ندرك تماما المساهمة التي قدمها اليهود في أيرلندا”.
ظلت علاقات أيرلندا مع إسرائيل مفعمة بالتوتر. ففي ديسمبر كانون الأول الماضي ، أغلقت إسرائيل سفارتها في دبلن وسط خلاف حول انتقاد أيرلندا لحربها في غزة، بما في ذلك اعتراف أيرلندا بدولة فلسطينية العام الماضي.
وحث باري أندروز، العضو الإيرلندي في البرلمان الأوروبي، دبلن على المضي قدما في مشروع قانون الأراضي المحتلة. وقال “الادعاءات بأن أيرلندا معادية للسامية هراء. ليس لدى أيرلندا ما تخشاه. لم نعد الوحيدين الذين يقومون بذلك”.
ويوم الأربعاء، أُجبر محافظ البنك المركزي الأيرلندي جابرييل مخلوف على التخلي عن إلقاء كلمة علنية في دبلن من قبل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين اعتراضا على دور البنك المركزي في وقت سابق في بيع سندات إسرائيلية.
(شارك في التغطية كونور هامفريز – إعداد دعاء محمد للنشرة العربية – تحرير مروة سلام)