وفد افغاني في باكستان لاجراء محادثات مع طالبان
وصل وفد من الحكومة الافغانية الثلاثاء الى اسلام اباد لاجراء “محادثات سلام” مع متمردي طالبان تجري للمرة الاولى في باكستان التي تعد لاعبا اساسيا في النزاع بين كابول والمتمردين الاسلاميين منذ سقوط نظامهم في 2001.
وتعذر الاتصال على الفور بالمتحدث باسم طالبان الافغانية لتأكيد او نفي هذه المعلومة. لكن مصدرا من طالبان في باكستان اكد لوكالة فرانس برس انعقاد هذه المحادثات فعلا.
وهي المرة الاولى التي تقر فيها الحكومة الافغانية مسبقا باجراء مثل هذه المحادثات مع المتمردين الاسلاميين.
ويأتي هذا الاعلان في اليوم الذي واصل فيه المتمردون هجومهم الصيفي الدامي باعتداءين جديدين على قوات حلف شمال الاطلسي واجهزة الاستخبارات الافغانية ما اسفر عن سقوط قتيل على الاقل وخمسة جرحى في العاصمة كابول.
ويعود اللقاء الاخير، غير الرسمي، بين طالبان الافغانية وممثلين للمجتمع المدني الافغاني الى منتصف حزيران/يونيو في اوسلو وتناول ظروف النساء الافغانيات.
وقال سيد ظفار هاشمي احد المتحدثين باسم الرئيس الافغاني اشرف غني لوكالة فرانس برس ان حكمت خليل كرزاي نائب وزير الخارجية “وصل الى اسلام اباد مع وفد من المجلس الاعلى للسلام”، الهيئة المكلفة ضم طالبان الى المفاوضات. واكد الاخير هذه المعلومة على موقع تويتر.
لكن هاشمي لم يعط توضيحات عن فحوى المحادثات ولا عن اسماء المشاركين من جانب طالبان.
وقد عقدت في السابق لقاءات عدة خصوصا في قطر والصين والنروج، لكن هذه المحادثات الجديدة تتميز باختيار المكان الذي ستجري فيه.
وفي الواقع يراهن غني كثيرا على اقامة علاقات اكثر ودية مع جاره الباكستاني القريب جدا تاريخيا من حركة طالبان، لارساء السلام في بلاد مزقتها الحرب طيلة اكثر من 35 عاما.
وفي الماضي غالبا ما اتهمت كابول في ظل حكم حميد كرزاي سلف غني، اسلام اباد بدعم التمرد الاسلامي للدفاع عن مصالحها في افغانستان.
ويرى العديد من المراقبين ان النزاع الافغاني لا يمكن تسويته بدون مشاركة باكستان في ارساء السلام، وخصوصا ان المنطقة الحدودية المضطربة مع افغانستان تضم عددا من الجماعات والفصائل الاسلامية.
اما طالبان فيطرحون من جهتهم شروطا مسبقة عدة لبدء محادثات سلام، تبدأ برحيل جميع الجنود الاجانب الذين لا يزالون منتشرين في افغانستان، اي قوة قوامها نحو 12500 جندي تابعين للحلف الاطلسي ومكلفين تدريب وتقديم الدعم للقوات الافغانية التي تقاتل المتمردين.
وقد شن المتمردون هجوما واسع النطاق في نيسان/ابريل الماضي. وفي اطار هذا “الهجوم الصيفي” وقعت هجماتهم في معقلهم بجنوب افغانستان وكذلك في المنطقة الاستراتيجية بشمال البلاد وفي كابول، في قلب الحكم الافغاني.
والثلاثاء، شنوا اولا هجوما انتحاريا على آلية للقوات الاجنبية اوقع ثلاثة جرحى “بينهم اجنبي” بحسب عبدالله كريمي المتحدث باسم شرطة كابول .
وبعد ساعة، قام انتحاري على متن دراجة نارية “بتفجير عبوته الناسفة” امام مقر تابع لاجهزة الاستخبارات الافغانية في مكان لا يبعد كثيرا عن موقع الهجوم الاول كما قال عبد الرحمن رحيمي قائد الشرطة في العاصمة الافغانية.
واوضح “ان حارسا قتل واصيب اثنان اخران بجروح”، مضيفا ان مهاجمين حاولا بعد ذلك اقتحام المبنى “لكنهما قتلا على يد الحراس”.
وتقضي مهمة الاستخبارات الافغانية بمطاردة المتمردين الاسلاميين.