مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

وفد مصري أمني في إسرائيل للبحث في الهدنة في غزة

وصل وفد مصري الجمعة إلى إسرائيل بحسب قناة “القاهرة” الإخباريّة القريبة من الاستخبارات المصريّة، في محاولة لإحياء المفاوضات بشأن هدنة في قطاع غزّة مرتبطة بالإفراج عن رهائن، في حين يُعدّ الجيش الإسرائيلي لهجوم على رفح.

ونقلت القناة المصريّة عن مصدر “رفيع” قوله إنّ الوفد “يضمّ مجموعة من المختصّين بالملفّ الفلسطيني، لمناقشة إطار شامل لوقف إطلاق النار في قطاع غزّة”.

وقُتل ما لا يقلّ عن 51 شخصًا في 24 ساعة في قطاع غزّة حتى صباح الجمعة، حسب وزارة الصحّة التابعة لحماس. 

وقال مراسل لوكالة فرانس برس إنّه شهد الجمعة إطلاق صواريخ على منزل في مدينة غزّة، أدّى إلى سقوط ثلاثة قتلى.

وتترافق الحرب مع تصعيد كبير عند حدود إسرائيل الشماليّة مع لبنان، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي الجمعة مقتل مدني.

توازيًا، يستعدّ الجيش الإسرائيلي لشنّ هجوم برّي على رفح في أقصى جنوب قطاع غزّة والتي يعتبرها رئيس الوزراء الإسرائيلي آخر معقل كبير لحماس.

ويُعرب عدد كبير من العواصم الأجنبيّة والمنظّمات الإنسانيّة عن الخشية من سقوط أرواح بشريّة كثيرة في حال نفّذت إسرائيل هجومها على المدينة الواقعة في جنوب القطاع الفلسطيني المحاصر والتي تكتظّ بأكثر من 1,5 مليون شخص، غالبيّتهم نازحون.

وعلى صعيد زيارة الوفد الآتي من مصر، كان مسؤول إسرائيلي لم يكشف اسمه قال إنّ “مواضيع أمنيّة” ستُناقش معه، من دون كشف تفاصيل إضافية.

– قصف عند الحدود اللبنانية –

عند الحدود اللبنانيّة الإسرائيليّة، أصبحت وتيرة تبادل القصف يوميّة بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله، حليف حماس والمدعوم من إيران، ما دفع عشرات آلاف السكّان إلى الفرار من بلدات تقع على جانبي الحدود بين البلدين.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أنّ “صاروخَين مضادَّين للدبّابات” أُطلِقا على شمال إسرائيل من لبنان ليل الخميس الجمعة، قائلًا إنّه استهدف “مصادر هذه الضربات” بنيران المدفعيّة.

وأفاد الجيش الجمعة بمقتل مدني جرّاء القصف الصاروخي قرب الحدود اللبنانيّة، فيما ذكرت وسائل إعلام إسرائيليّة أنّ القتيل سائق شاحنة من عرب إسرائيل.

في المقابل، أكّد الجيش تدمير بنى تحتيّة لحزب الله، بعدما أفاد في بيان سابق بأنّ طائرات عسكريّة قصفت “بنية تحتيّة” للحزب في منطقة كفرشوبا.

من جهته، أعلن حزب الله في بيان مسؤوليّته عن عمليّات إطلاق نار “أصابت” القوّات الإسرائيليّة عند الحدود. وأكّد الجمعة تدمير آليّات إسرائيليّة، الأمر الذي امتنع الجيش عن التعليق عليه.

وكان الجيش الإسرائيلي أعلن الأربعاء أنّه يُنّفذ “عمليّات هجوميّة” على جنوب لبنان، من حيث يشنّ حزب الله هجمات ضدّ الجيش الإسرائيلي.

إلى ذلك، نعت الجماعة الاسلامية في لبنان، القريبة من حماس، اثنين من قياديّيها في بيان الجمعة، قَضَيا بضربة إسرائيليّة في شرق البلاد. 

وقالت الجماعة الإسلاميّة في بيانها إنّ كلًّا من مصعب سعيد خلف وبلال محمد خلف قُتلا “خلال تأديتهما واجبهما الجهادي… بغارة صهيونيّة غادرة استهدفتهما في البقاع الغربي”. 

وأعلن الجيش الإسرائيلي من جهته في بيان أنّ “طائرةً تابعة له قصفت وقضت على مصعب خلف في منطقة ميدون في لبنان”، واصفًا إيّاه بأنّه “إرهابي بارز في منظمة الجماعة الإسلاميّة، نفّذ عددًا كبيرًا من الهجمات الإرهاربيّة ضدّ إسرائيل”.

بُعيد ذلك، تبنّى حزب الله قصف موقعين عسكريّين إسرائيليّين في شمال إسرائيل “بعشرات صواريخ الكاتيوشا”، “ردًّا على اعتداءات العدوّ… وخصوصا الاغتيال الجبان”. 

– “صاروخ أوّل” ثم آخَر –

اندلعت الحرب في السابع من تشرين الأوّل/أكتوبر بعد هجوم غير مسبوق لحماس ضدّ إسرائيل أدّى إلى مقتل 1170 شخصًا، معظمهم مدنيّون، حسب تعداد لوكالة فرانس برس يستند إلى بيانات رسميّة إسرائيليّة.

وخلال هجوم حماس، خُطف أكثر من 250 شخصًا ما زال 129 منهم محتجزين في قطاع غزة، بينهم 34 توفّوا على الأرجح، وفق مسؤولين إسرائيليّين.

ردًّا على ذلك، تعهّدت إسرائيل تدمير حماس التي تتولّى السلطة في غزّة منذ 2007 وتُصنّفها إسرائيل والولايات المتحدة والاتّحاد الأوروبي “منظّمة إرهابيّة”.

وأسفرت حربها الواسعة في قطاع غزّة عن مقتل 34356 شخصا، معظمهم مدنيّون، حسب حصيلة وزارة الصحّة التابعة لحماس.

وظهر الجمعة، رأى مراسل لوكالة فرانس برس طائرات تطلق صواريخ باتّجاه منزل في حيّ الرمال في مدينة غزّة في شمال القطاع، وقد انتشلت من الأنقاض جثث رجل وامرأة وطفل.

وروى شاهد عيان لم يكشف اسمه لفرانس برس “كنت جالسا أبيع السجائر وفجأة سقط أوّل صاروخ وهزّ المنطقة وأتى الصاروخ الثاني. ركضنا لنرى ما حصل، فرأينا شهيدا وشهيدة وبنتا صغيرة قد استشهدوا”.

وشهد مراسل وكالة فرانس برس بعد ذلك ضربتين جوّيتَين متتاليتَين في حيّ الزيتون جنوب شرق مدينة غزة. وقد ارتفعت سحب دخان كثيف من الحيّ.

– “الديموقراطية” –

وبينما يواجه سكّان غزة البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة وضعًا إنسانيًّا مأسويًّا، أعلنت الولايات المتحدة الخميس أنها بدأت بناء ميناء موقّت ورصيف بحري قبالة ساحل قطاع غزّة يسمح للسفن الحربيّة والمدنيّة بتفريغ حمولتها من المساعدات.

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن أعلن مطلع آذار/مارس عمليّة البناء هذه، إزاء صعوبة وصول المساعدات برًّا من مصر بسبب عمليّات التدقيق والتفتيش الصارمة التي تفرضها إسرائيل.

وسط هذه التطوّرات، لا يزال التوتّر سائدًا في الجامعات الأميركيّة التي تشهد تظاهرات متزايدة ضدّ الحرب في قطاع غزّة، وحيث أوقِف مئات الأشخاص في وقت تواجه شرطة مكافحة الشغب طلّابًا غاضبين.

ومن لوس أنجلس إلى نيويورك، مرورًا بأوستن وبوسطن وشيكاغو وأتلانتا، تتّسع حركة الطلاب الأميركيّين المؤيّدين للفلسطينيّين، حيث نُظّمت احتجاجات في عدد من الجامعات المرموقة عالميًّا مثل هارفرد ويال وكولومبيا وبرينستن.

في السياق، أرجأت جامعة كولومبيا التي انطلقت منها الحركة الاحتجاجيّة، الموعد النهائي المحدّد يوم الجمعة للطلاب لفضّ الاعتصام في الحرم الجامعي.

ورأى وزير الخارجيّة الأميركي أنتوني بلينكن الذي يزور الصين، أنّ تظاهرات الطلاب المؤيّدة للفلسطينيّين في الولايات المتحدة تندرج في إطار “الديموقراطيّة”.

بور-غل/غ ر-جص

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية