مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

“الجهاد الإلكتروني”، حرب جديدة بين العرب و الإسرائيليين على شبكة الإنترنيت

ألجهاد الإلكتروني ، مواجهة من نوع جديد في الشرق الأوسط swissinfo.ch

منذ أن بدأت الإنتفاضة الفلسطينية في الأراضي المحتلة انطلقت بالتوازي مواجهات صامتة بين فلسطينيين و عرب و مسلمين من جنسيات متعددة من جهة وإسرائيليين من جهة اخرى أطلق عليها البعض اسم الإنتفاضة الإلكترونية أو الجهاد الإلكتروني

أثلجت أرقام عن الصراع الالكتروني العربي الاسرائيلي صدور الذين حضروا ندوة عن(الحرب النفسية و الالكترونية في الصراع العربي الاسرائيلي) انعقدت مؤخرا في الدوحة.. و خصوصا عندما اعلن المحاضر, مهندس الكمبيوتر، أشرف عبد العزيز عن ان نتيجة الحرب الى حدود 15 يناير الجاري، كانت لصالح العرب الذين تمكنوا من تدمير 246 موقعا اسرائيليا على شبكة انترنت, مقابل تدمير الاسرائيليين ل 34 موقعا عربيا فقط. كما اشتملت الندوة ايضا على تحذير من خطورة السياسات التي تتبعها اسرائيل للهيمنة ولكسر الحواجز النفسية بين العرب والاسرائيليين,,وجهه استشاري الطب النفسي طاهر شلتوت.
وطالبت الندوة باتباع خطوات من شأنها الحفاظ علي الهوية الثقافية للأجيال الجديدة وضرورة اليقظة تجاه الاساليب الاسرائيلية والغربية في الاغراق الفكري والثقافي الذي يريدونه للشعوب العربية.
و من جهته حذر اختصاصي الكمبيوتر من الفجوة الالكترونية بين العرب واسرائيل تجاه استخدام شبكة المعلومات انترنت، والتي أصبحت وسيلة فعالة في عرض القضية الفلسطينية على العالم. كما استخدمت بصورة مفيدة في متابعة أحداث الانتفاضة الفلسطينية، واستخدمت كحرب بين الطرفين للتدمير المتبادل للمواقع على الانترنت ونشر الفيروسات وتعطيل البريد الالكتروني لجهات حساسة وشخصيات على مستوى القيادات السياسية مثل تعطيل البريد الالكتروني لرئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك و تدمير موقع منظمة (ايباك) اليهودية في الولايات المتحدة الامريكية.. بالاضافة الى مواقع للجيش الاسرائيلي على الانترنت.
وكشف اخصائي تقنية المعلومات والانترنت، المهندس اشرف عبدالعزيز عن قيام الجيش الاسرائيلي بانشاء معهد متخصص في البرمجيات مهمته شن هجمات الكترونية ضمن أي حرب تنشأ والاعداد لمواجهة اي اخطار الكترونية يتعرض لها أمن اسرائيل وتطوير فيروسات لتدمير معلومات الحاسبات وبرمجيات للتجسس على شبكات الجهات الأمنية العربية، كما استضافت اسرائيل اكبر حشد عالمي( للهاكرز) مخربي أنظمة الكمبيوتر بعد ان رفضت دول العالم اجمع استضافة مؤتمرهم في شهر مارس من سنة 2000.
و امام شاشة الكترونية، شاهد الحاضرون نماذج حية من الحرب .. و عاينوا قيام مخربين من اسرائيل بتعطيل العديد من المواقع العربية والاسلامية مؤخرا ومنها موقع الشبكة الاسلامية (اسلام ويب) وموقع خدمات (اسلام أون لاين). كما اعتدوا على موقع لحزب الله قبل ايام وقاموا بتغيير صفحاته بعد أسر الجنود الاسرائيليين الثلاثة، وذلك باتباع اساليب لتغيير المعلومات على المواقع الاسلامية والعربية وهو ما يواجه بخطوات مماثلة من جانب بعض الشباب العرب والمسلمين الذين اتبعوا أساليب متطورة ولكنها فردية، للتصدي لهذه الحرب الالكترونية الجديدة و هو ما اصطلح على تسميته ب( الجهاد الالكتروني)
ومنذ فترة قصيرة نسبيا، لاحظ المراقبون في منطقة الخليج على وجه الخصوص اهتماما رسميا و شعبيا بالمسائل الالكترونية.. حيث نبهت السلطات الامنية الاماراتية الى محاولات اسرائيلية لاختراق مواقع تابعة لبنوك محلية..فضلا عن عمليات غسل اموال تتم بنفس الطريقة.. كما راجت انباء عن ان المملكة العربية السعودية وجهت رعاياها نحو عدم الاحتكاك الالكتروني بالاسرائيليين توقيا من عواقب غير معلومة.
و يطرح المراقبون في هذا الباب اتساع الفجوة بين العرب و اسرائيل الكترونيا.. و هو ما دلل عليه احد المتدخلين في ندوة الدوحة من ان اكبر دولة عربية وهي مصر, لا تملك اكثر من الف موقع تعريفي على الشبكة العنكبوتية، في حين ان اسرائيل تملك اكثر من الفي موقع، كما ان ما بين 70% و 80% من مواقع التعريف بالصراع العربي الاسرائيلي هي من انتاج الجيش الاسرائيلي او بعض الجنرالات المتقاعدين الذين شاركوا في حروب ضد العرب.. وهي معطيات افسدت على حضور الندوة نشوة الانتصار التي تذوقوها مع المهندس المحاضر!
لكن ما يدفع اكثر للتفاؤل، عدا النتيجة لصالح العرب و التي رصدتها شركة(أي ديفنس) الامريكية.. تواتر المعلومات عن تحالف عربي اسلامي، هندي باكستاني على مستوى الجهاد الالكتروني، ادى الى تدمير 80 موقعا اسرائيليا في يوم واحد و خروج جميعها من الخدمة.
و باعتراف جامعة بن غوريون بالهزيمة الاكترونية في ندوة عقدتها مؤخرا للغرض، تتزايد اهمية المعركة التي قد تاخذ ابعادا اخطر من مجرد تدمير المواقع الشخصية او التعريفية على الانترنت.. لتمس مجالات اكثر حساسية مثل المعلومات السرية العسكرية و الاقتصادية و المالية.. وهو الامر الذي اصبح يقض مضاجع المسؤولين العرب و خصوصا في الخليج الذي يشهد طفرة الكترونية.. ما زال يجهل عواقبها.


فيصل البعطوط. الدوحة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية