مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

“المنتدى الإنساني الدولي”.. فكرة تشق طريقها بدعم سويسري

رئيسة الكنفدرالية ميشلين كالمي - ري الى جانب كوفي انان رئيس مجلس إدارة المنتدى الإنساني العالمي أثناء ندوة صحفية عقدت يوم 17 سبتمبر 2007 في جنيف Keystone

كشف كوفي أنان، الأمين العام السابق للأمم المتحدة في جنيف، النقاب عن أهداف المنتدى الإنساني العالمي الذي سيرأسه ابتداء من السابع عشر من أكتوبر القادم.

من جهتها، أكدت الرئيسة السويسرية ميشلين كالمي – ري وقوف الكنفدرالية، ماليا ومعنويا، وراء فكرة المنتدى الإنساني العالمي الذي سيكون بمثابة “جسر إنساني بين مختلف القطاعات من بيئة واقتصاد وسياسة”.

في خطوة لم يفهم مغزاها من قبل العديد، نظم الأمين العام الأممي السابق كوفي أنان، والرئيسة السويسرية ميشلين كالمي ري ندوة صحفية عقب الزيارة التي قامت بها هذه الأخيرة للمقر الذي سيتخذه المنتدى الانساني العالمي في قلب مدينة جنيف وفي الحي المخصص للمنظمات الدولية وغير بعيد عن قصر الأمم المتحدة.

هذا المنتدى الذي عهد برئاسة مجلس إدارته للأمين العام السابق للأمم المتحدة كوفي أنان، تم تأسيسه رسميا في 25 يونيو الماضي ومن المفترض أن يباشر اشغاله رسميا يوم 17 أكتوبر القادم. ونظرا لقرب هذا الموعد، تساءل العديد عن ضرورة عقد هذه الندوة في هذا الوقت بالذات؟.

منصة نقاش بين كل الشركاء

رئيسة الكنفدرالية ميشلين كالمي ري – التي أوضحت بأن زيارتها لمقر المنتدى كانت لتقديم الدعم للسيد كوفي أنان ولموظفيه في هذه المرحلة من الإعداد لانطلاق أشغاله – ذكّرت أمام الصحافة بأن “الكنفدرالية السويسرية كانت هي المؤسسة لهذا المنتدى”.

وأشارت السيدة ميشلين كالمي ري إلى أن “هذا المنتدى مدعو لكي يكون بمثابة منصة نقاش بين كل الشركاء الإنسانيين الحريصين على مواجهة التحديات التي تعترض العمل الإنساني”، مضيفة بأنها “منصة فريدة من نوعها”.

وترى الرئيسة السويسرية أنه “ليس من محض الصدفة أن أقيم هذا المنتدى الإنساني في جنيف نظرا لما لها من تقاليد في ميدان العمل الإنساني ومقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومهد معاهدات جنيف ومقر العديد من المنظمات الدولية سيولي المنتدى أهمية للتعاون معها”.

كما اعتبرت أنه “ليس من محض الصدفة أن قبل الأمين العام السابق لمنظمة الأمم المتحدة رئاسة مجلس إدارة هذا المنتدى العالمي الإنساني الذي يرغب في معالجة الأوضاع من منظورها الشامل، لأنه من خريجي معهد الدراسات الدولية العليا في جنيف ذي التكوين الشامل والمتعدد التخصصات، ولأنه هو الذي أصدر في مارس 2005 لما كان على راس الأمم المتحدة تقريرا تحت عنوان (في حرية أكبر: تنمية وأمن وحقوق إنسان للجميع)، وهو التقرير الذي يضع الأصبع على ضرورة الربط بين المساعدات الإنسانية والتنمية والإقتصاد”.

وتقول الرئيسة السويسرية إن هذه الأهداف “هي التي ستشكل لب نشاط المنتدى العالمي الإنساني”.

دروس من القطاع الخاص

بعد الشكر للسلطات السويسرية ولسلطات دويلة جنيف على الدعم المقدم للمنتدى، خص السيد كوفي أنان بالشكر “التجند الخاص الذي ابدته السيدة ميشلين كالمي ري في مراحل تأسيس المنتدى”.

وعند حديثه عن أهداف المنتدى، شدد أنان على أنه يعتبر وسيلة “لإشراك مختلف المكونات من ممثلي الحكومات والقطاع الخاص وممثلي المجتمع المدني والعسكريين والأكاديميين وغيرهم في العمل الإنساني”، كما عبر عن الرغبة في تحريض “مؤسسات حكومية وغير حكومية لم تكن مهتمة من قبل لكي تهتم أكثر بالعمل الإنساني”.

ومن القطاعات التي سيركز عليها المنتدى الإنساني “محاولة التقريب بين القطاع الخاص وقطاع العمل الإنساني”، على حد تعبير السيد كوفي أنان. ومن بين الأمثلة التي قدمها الأمين العام السابق في هذا الإطار ما جاء على لسانه من أن “قارورة كوكاكولا معروفة حتى في أبعد القرى في العالم، ونحن يتعذر علينا إيصال مصل التلقيح لإنقاذ العديد من الأطفال في هذه القرى”.

وتساءل أنان: “ما الذي يمكن أن نتعلمه من القطاع الخاص وما الذي يمكن أن يلقنوه لنا؟”، كما أشار الى دور العسكريين في الكوارث الطبيعية الكبرى وكيف أنه لا يمكن لنا مواجهة ذلك بدون التدخل اللوجيستي للقوات المسلحة.

اولوية لتأثيرات التغيرات المناخية

ومع أن كلا من السيد كوفي أنان والسيدة ميشلين كالمي ري قد ركزا على تعددية الاهتمامات التي سيمنحها “المنتدى الإنساني العالمي” الأولوية، فقد أشار أنان الى مقترح يدعو إلى منح أولوية خاصة وعلى وجه السرعة “للتأثيرات الإنسانية للتغيرات المناخية” . وقال إنه سيقترح على مجلس إدارة المنتدى في السابع عشر من أكتوبر المقبل “إعطاء الأولوية لتأثيرات التغيرات المناخية على السكان الأكثر فقرا والأكثر عرضة للخطر”.

في هذا السياق، استشهد رئيس مجلس إدارة “المنتدى الإنساني الدولي” بإحصائيات وردت في دراسة أعدتها جامعة الأمم المتحدة أفادت بأن “عدد المرحلين بسبب التغيرات المناخية أكبر بكثير من ضحايا الحروب والصراعات المسلحة في العالم”، لذلك عبر عن الأمل في أن “يعمل المنتدى الإنساني الدولي على تعزيز الوعي بهذه المخاطر وبإجراءات الوقاية منها أو التقليل من تأثيراتها”.

ومن خلال التساؤلات العديدة التي طرحها الصحفيين حول الجدوى من إضافة منظمة إنسانية أخرى وما إذا كانت لتقوم بنشاطات يقوم بها غيرها، يتضح بان ما ورد في التصريحات الرسمية لم يكن كافيا للإقناع بالجدوى من تأسيس هذا المنتدى. لذلك يجب انتظار الشروع الفعلي في نشاط المنتدى في 17 أكتوبر القادم للحكم عليه.

سويس انفو – محمد شريف – جنيف

يسعى مؤسسوه إلى أن يكون منتدى دوليا على غرار المنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس لمناقشة القضايا الإنسانية بإشراك كل الأطراف المعنية من ممثلي الحكومات والمنظمات الدولية والإنسانية وممثلي المجتمع المدني وممثلي القطاع الخاص والأكاديميين والعسكريين.

تأسس في 25 مارس 2007 بمبادرة من الكنفدرالية السويسرية التي استثمرت فيه 1،3 مليون فرنك وينتظر أن تواصل تقديم الدعم المالي له.

عهد إلى الأمين العام السابق لمنظمة الأمم المتحدة كوفي أنان برئاسته.

ساهم كانتون جنيف في المشروع من خلال وضع “فيلا ريغو” الواقعة في مكان غير بعيد عن المقر الأوروبي للأمم المتحدة تحت تصرف المنتدى الجديد كمقر لسكرتاريته.

يشرع المنتدى الإنساني العالمي رسميا في نشاطاته يوم 17 اكتوبر 2007.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية