مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

“اليوم السابع لحرب ‏حزيران‏”‏ ‏

صورة وزعها الجيش الإسرائيلي تظهر وزير الدفاع عمير بيريتس وهو يتابع رفقة كبار قادة الجيش مناورات عسكرية واسعة أجريت يوم 6 يونيو 2007 في صحراء النقب Keystone

دانييل بن سيمون، هو أحد أبرز الكتاب الصحفيين في صحيفة هارتس اليومية ومقدم برنامج حواري في محطة التلفزيون البرلمانية التابعة للكنيست الإسرائيلي.

مراسل سويس إنفو أجرى معه حديثا حول رؤيته لمخلفات حرب يونيو 1967 وتأثيراتها على المجتمع الإسرائيلي.

يعتبر دانييل بن سيمون، وهو صحفي من أصول مغربية، ولد في المغرب وهاجر في صغره في عام 1969 إلى إسرائيل، أحد أبرز الكتاب الصحفيين في صحيفة هارتس اليومية كما أنه مقدم برنامج حواري في محطة التلفزيون البرلمانية التابعة للكنيست الإسرائيلي.

عند وصوله إلى الدولة العبرية، التحق بمدرسة زراعية دينية، ثم تابع دراسته الجامعية ليتحصل على شهادة بكالوريوس في العلوم الاجتماعية من جامعة حيفا وشهادة ماجستير في الصحافة من جامعة بوسطون في الولايات المتحدة.

بالنسبة للكثير في إسرائيل، هو صحفي علماني يحمل مواقف سياسية تعرف في إسرائيل باليسارية، أي بالمناهضة للاحتلال والمطالبة بالانعتاق من احتلال الأراضي الفلسطينية، وبالنسبة للبعض، هو أشبه بمنظر أو عالِـم اجتماع، يتمتع بمجسات من نوع خاص قادرة على إعطاء قراءة فريدة وحادة ومميزة للتطورات المتواصلة التي تعيشها إسرائيل كمجتمع وككيان سياسي.

بن سيمون كان قد كتب قبل عامين في خِـضم النقاش على خطة الانسحاب من غزة مقالا في صحيفةهارتس حول توجهات المتدينين في إسرائيل، قال فيه:

“في الماضي، كان المتدينون الوطنيون تائهين بين ولائهم إلى التوراة وبين ولائهم إلى دولة إسرائيل أو بين توراة إسرائيل ودولة إسرائيل. وفي السنوات الأخيرة، وجدوا الجواب. أما المستوطنون فقد بدّلوا ولاءهم إلى الدولة بولاء مطلق للتوراة. اليوم، يمكن الجزم أنه لا يوجد أي سجال مبني على عوامل عقلانية بين المتدينين والجمهور العلماني في إسرائيل، هذا الجمهور يحاول بكل قوة وبدون أية فائدة، إقناع المستوطنين من ضياع الأغلبية الديموغرافية لليهود في إسرائيل، وبالخطر المحدِق بالديمقراطية الإسرائيلية نتيجة ذالك، لكن بالنسبة للمستوطنين، فهذه المبررات مثيرة للسخرية. فالحديث عن الديموغرافيا والديمقراطية وحقوق الإنسان، هي أحاديث لا تحتوي على أية معان لمن اقسموا الولاء للتوراة”.

وأضاف بن سيمون في نفس المقال “هذه الحرب عمّـقت أيضا الصراع داخل العلمانيين أنفسهم المقسومين بين اليمين واليسار. في العالم، التوزيعة على أساس يمين أو يسار سياسي، تقوم في الأساس على المواقف الاقتصادية والاجتماعية بين يمين داعم لاقتصاد السوق ورافض لأي تدخل للدولة في نشاطه وبين يسار يحمل قيما اشتراكية، ويرى في الدولة مسؤولا عن دعم الطبقات الفقيرة. أما في إسرائيل، فالتقسيمة السياسية مبنية على أساس يمين مؤمن بمقولة أرض إسرائيل الكاملة، والرافض تاريخيا لإعادة الأراضي العربية المحتلة في حرب 1967 وبين يسار مطالب بإنهاء الاحتلال والتوصل إلى تسوية سياسية مع الفلسطينيين والعرب، قائمة على أساس الأرض مقابل السلام.

واعتبر بن سيمون أن “الفجوة بين اليمين العلماني والمستوطنين، بدأت بالتوسع أيضا. فاليمين العلماني، الطامح إلى دولة يهودية ديمقراطية في إسرائيل، بات يرى هو الآخر الأخطار الديمغرافية المحدقة بالأغلبية اليهودية في إسرائيل وبالديمقراطية الإسرائيلية، وبات مستعدا للحديث عن تنازلات جغرافية كاولمرت وشارون في حينه، أما بالنسبة للمستوطنين، فهذا الحديث غير وارد بالمرة”.

مراسل سويس إنفو في القدس اغتنم حلول الذكرى الأربعين لحرب يونيو – حزيران 1967 الخاطفة وطرح بعض الأسئلة على دانييل بن سيمون.

سويس انفو: إلى أي مدى يمكن ربط الأحداث السياسية والتطورات الاجتماعية والاقتصادية في إسرائيل بحرب حزيران صحيح، على الرغم من كل الأحداث والحروب والتطورات التي أتت بعدها؟

دانييل بن سيمون: اعتقد أن حرب حزيران لم تنته بعد، لا زلنا في إسرائيل حتى اللحظة نعيش اليوم السابع لهذه الحرب، خصوصا فيما يتعلق بالموضوع أو بالشق الفلسطيني، هذه الحرب أعطت دافعا قويا للفلسطينيين للانطلاق في قضيتهم وشكّـلت محركا قويا لهم.

بالنسبة لإسرائيل، هذه الحرب خلقت إسرائيل أخرى مختلفة كليا ولا تشبه ما كانت عليه إسرائيل قبلها، وبالأساس الحرب خلقت إسرائيل الحائرة، الدولة أو المجتمع المتخبط وغير المستقر.

إسرائيل باتت كمَـن تناول وجبة كبيرة علقت في حلقه، وعلى الرغم من مرور أربعين عاما على تلك الحرب، إسرائيل حتى اللحظة لا زالت لا تعرف، أتريد هضم الوجبة أو تقيئها، وربما على الأدق إسرائيل إلى حد الآن، غير قادرة على هضم الوجبة أو على تقيئها.

سويس انفو: إذن، ما هي أبرز الأمور التي تغيرت في إسرائيل في أعقاب الحرب خلال الأربعين عاما الماضية؟

دانييل بن سيمون: الشروخ داخل المجتمع الإسرائيلي، كانت موجودة قبل الحرب، لكن هذه الحرب عمقت الخلافات وجعلتها أكثر بروزا وحدة، وجعلت من الخلافات داخل المجتمع الإسرائيلي صراعات بارزة.

المتدينون نظروا إلى نتائج الحرب كنصر إلاهي وكرسالة من الله موجّـهة إليهم، ورأوا أنفسهم في حرب، ذات أبعاد دينية توراتية. نتائج الحرب كانت بالنسبة لهم، تأكيدا مجددا من الله على إعطائهم هذه البلاد.

سويس انفو: تبدو سوداويا في قراءة الخارطة الاجتماعية السياسية لإسرائيل..

دانييل بن سيمون: الموضوع ليس موضوع تفاؤل أو تشاؤم، ولكن كل هذه المواضيع ومواضيع أخرى كثيرة ولدت هناك في رحم حرب عام سبعة وستين، إذا لم تستطع إسرائيل التغلب على هذه المشاكل وعلى حلها، فأنها تخطر وحدتها أو لحمتها الداخلية اللازمة لاستمراريتها ولوجودها.

المجتمع الإسرائيلي غير قادر على الاستمرار في تحمل هذه الاختلافات والصراعات جميعها لوقت إضافي قد يطول، إسرائيل مجبرة على حل هذه الخلافات، إذا أرادت لمجتمعها بالاستمرار والبقاء.

(بن سيمون اضطر إلى إنهاء لقائه معنا سريعا، فالالتزامات بدت كثيرة في ذكرى الحرب التي انتصرت فيها إسرائيل قبل أربعين عاما على العرب مجتمعين، وبقيت منذ ذلك الانتصار تخسر بشكل متواصل منذ أربعين عاما، منذ وقف أصوات مدافع اليوم السادس للحرب، التي “لم ينته يومها السابع”، على حد تعبير بن سيمون “حتى اليوم”…)

قاسم الخطيب – القدس

القدس (رويترز) – ذكرت صحيفة إسرائيلية يوم الجمعة 8 يونيو، أن إسرائيل أبلغت سوريا أنها مستعدة للانسحاب من هضبة الجولان مقابل سلام دائم، في إشارة جديدة إلى تطلع الدولة اليهودية إلى استئناف مفاوضات السلام.

وقالت صحيفة يديعوت احرونوت الواسعة الانتشار، إن ايهود اولمرت، رئيس الوزراء الإسرائيلي بعث برسائل من خلال مبعوثين أجانب الى الرئيس السوري بشار الأسد، قال فيها إن اسرائيل مستعدة “للوفاء بالجزء الخاص بها” في اتفاق السلام، حتى إذا كان ذلك يعني التخلي عن هضبة الجولان الإستراتيجية، التي احتلتها الدولة اليهودية في حرب يونيو عام 1967.

ورفض متحدثان باسم اولمرت ووزارة الخارجية الإسرائيلية التعليق على التقرير، وإن أشار متحدث باسم الخارجية الإسرائيلية إلى أن إسرائيل كانت مستعدة منذ زمن لإعطاء سوريا منطقة الجولان، التي تهيمن على الطرق المتجهة إلى العاصمة دمشق مقابل السلام.

ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي رفيع لم تكشف عن هويته، قالت إنه شارك في الاتصالات مع سوريا، قوله أن اولمرت اتصل بالأسد من خلال زعماء ألمان وأتراك، لكنه لم يسمع من الأسد بعد.

ومن المرجح أن يكون ثمن إعادة إسرائيل الجولان لسوريا باهظا. وقالت يديعوت احرونوت، إن الرسالة الإسرائيلية لدمشق، مفادها أن تتخلى سوريا عن تحالفها مع إيران وحزب الله في لبنان والنشطين الفلسطينيين.

وذكرت الصحيفة في تقريرها، أنه خلال محادثة مع الرئيس الأمريكي جورج بوش استمرت ساعة كاملة في ابريل الماضي، أعطى البيت الأبيض إسرائيل الضوء الأخضر لبدء مفاوضات مع سوريا في محاولة لإبعادها عن إيران.

وفي وقت سابق من الأسبوع، سعى اولمرت إلى تهدئة تكهنات في إسرائيل بأن الحرب مع سوريا وشيكة. وقال اولمرت يوم الأربعاء 6 يونيو “إسرائيل لا تريد حربا مع سوريا، وعلينا أن نتوخى الحذر لتفادي سيناريو حسابات خاطئة يمكن أن تجعل الموقف الأمني يسوء”.

وأبدى الأسد اهتماما باستئناف المحادثات مع إسرائيل، التي تعثرت قبل سبع سنوات حول حجم الانسحاب الإسرائيلي من الجولان، لكنه لمح أيضا إلى أن دمشق قد تلجأ إلى القوة، إذا رأت أن طريق الدبلوماسية مسدود.

ويطالب اولمرت سوريا بوقف دعمها لحزب الله اللبناني والنشطين الفلسطينيين كشرط لاستئناف محادثات السلام.

وصرح مسؤولون إسرائيليون الشهر الماضي، بأن هناك توافقا متناميا في الآراء داخل الحكومة الإسرائيلية على أن سوريا جادة بشأن استئناف المفاوضات مع الدولة اليهودية.

وتقول مصادر سياسية إن بعض مسؤولي المخابرات الإسرائيلية لا زالوا رغم ذلك قلقين من ألا تكون الاستعدادات العسكرية السورية مجرد استعدادات دفاعية، وحذروا الزعماء السياسيين في إسرائيل من أن دمشق قد ترى ميزة في الهجوم.

وأظهر استطلاع للرأي، نشر يوم الجمعة في صحيفة معاريف، أن نصف الإسرائيليين يؤيدون انسحابا جزئيا على الأقل من هضبة الجولان وأن عشر الإسرائيليين مستعدون لإعادة الجولان كاملة لسوريا.

(المصدر: وكالة رويترز بتاريخ 8 يونيو 2007)

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية