مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

“حزب الله” يستبعد الحرب .. الآن

يتفق المحللون على إستبعاد الحرب الأقليمية الشاملة في الوقت الراهن Keystone

في تصريحات خاصة لمراسل سويس انفو في لبنان حذر حزب الله إسرائيل من "مغبة فتح معركة على نطاق واسع" ، مشددا على أن سياسيات رئيس الوزراء الاسرائيلي أرييل شارون في فلسطين ولبنان وسوريا، "لن تحقق لا الامن ولا الاستقرار ولا الهدوء ".

وقال موفق الجّمال ، مسؤول الاعلام المركزي في ” حزب الله ” ل “سويس إنفو ،: ” نحن نستبعد حاليا احتمال حدوث تفجير اقليمي في المنطقة. لكن سياسات شاورن الحمقاء قد تؤدي الى اندلاع معارك على نطاق واسع “. تحذيرات ” حزب الله ” جاءت بعد 24 ساعة من الغارة الجوية الاسرائيلية على محطة الرادار السورية في منطقة سرعين قرب قاعدة رياق الجوية في البقاع اللبناني، والتي أدت إلى إصابة 3 جنود سوريين بجروح .

وهذه كانت ثاني غارة يشنها الطيران الحربي الاسرائيلي على القوات السورية العاملة في لبنان منذ 16 نيسان \ ابريل الماضي. وهي أتت ردا على عملية شنتها المقاومة اللبنانية في مزارع شبعا المحتلة . ومعروف أن لبنان يعتبر هذه المزارع جزءا من أراضيه، فيما تقول اسرائيل ( ومعها الامم المتحدة ) أنها اراض سورية. وبالتالي فهي تخضع للقرار الدولي الرقم 242 وليس للقرار 424 الخاص بجنوب لبنان .

وأوضح الجّمال أن عمليات ” حزب الله ” في مزارع شبعا ” تأتي في سياقها الطبيعي، في إطار مشروع المقاومة الاسلامية لتحرير ما تبقى من الاراضي اللبنانية المحتلة ولاطلاق سراح المعتقلين اللبنانيين في السجون الاسرائيلية “.

وأضاف أن المقاومة لم ترد على القصف الاسرائيلي لموقع الرادار السوري لان الاسرائيليين اعتدوا على حلفائها ، بل لأنها ( أي اسرائيل ) خرقت السيادة اللبنانية . وأشار إلى أن شارون ” لا يزال يحاول تغيير قواعد اللعبة ، عبر الهرب من الرد على المقاومة اللبنانية بالهجوم على القوات السورية ، وذلك بهدف حمل دمشق على لجم المقاومة . لكن هذا لن يحدث ” .

تحليلات ووقائع

” حزب الله ” ، اذا ، وبرغم تحذيره من تصعيد اسرائيلي مفاجئ ، لا يزال يستبعد ( حتى الان على الاقل ) حريقا اقليميا واسعا . وهذا تحليل يوافق عليه المحللون وتؤكده الوقائع الدبلوماسية والسياسية على الأرض .

فعلى سبيل المثال، قال صقر أبو فخر ، المحلل الاستراتيجي في مركز الدراسات الفلسطينية في بيروت ل “سويس انفو ” ، إنه ” يستبعد تماما في هذه المرحلة نشوب حرب اقليمية. كل ما يمكن توقعه هو بروز حالة من التوتر التي ترتفع وتنخفض في المنطقة ، تبعا للظروف المحلية والدولية المرافقة لها ” .
لماذا ؟.

لان الحرب الاقليمية ، برأي ابو فخر، ” لن تسفر عن تحقيق أي هدف سياسي او غير سياسي لإسرائيل. هذا إضافة الى أن أجهزة التحليل في مركز البحوث الإسرائيلية، حثت الحكومة الإسرائيلية مؤخرا على عدم تكرار المغامرات العسكرية السابقة في لبنان” .
أما بالنسبة للوقائع الدبلوماسية والميدانية ، فهي تمثلت بالتحرك الكثيف الذي قام به القائم بالاعمال الاميركي في بيروت ديفيد هيل .

وقد علمت ” سويس أنفو ” أن هيل نقل رسالة الى الرئيس اللبناني أميل لحود ورئيس الوزراء رفيق الحريري مفادها أن اسرائيل ابلغت الولايات المتحدة بانها “غير معنية بتطوير عملياتها العسكرية، وانها ستتوقف عند هذا الحد ” .
وبالفعل ، لاحظ المراقبون ان التصعيد على الحدود اللبنانية – السورية تراجع بشكل ملحوظ أمس ، بعد ان بدا لوهلة ان الامور تخرج عن السيطرة .

الكل رابحون ..

من الذي خرج رابحا من هذه الجولة الجديدة من الحرب ” منخفضة الونيرة ” في الجنوب اللبناني ؟.
الكل ! .
فاسرائيل اكدت بغارتها الجديدة اصرارها على تغيير قواعد اللعبة، عبر ضرب السوريين بدل خوض المجابهات مع ” حزب الله ” .
وسوريا وجهّت من خلال عمليات المزارع رسائل في كل الاتجاهات بانه ليس بالمستطاع تجاهل دورها الاقليمي ، خاصة بعد ان حذفها وزير الخارجية الاميركي كولن باول من جولته الشرق أوسطية الاخيرة .
اما ” حزب الله ” فهو قد يكون الرابح الأكبر. إذ انه يعزز بالتدريج دوره كطرف في لعبة توازن الرعب الاستراتيجي مع اسرائيل ، سواء عبر العمليات العسكرية الهجومية التي يقوم بها ، او لامتلاكه صواريخ متطورة قادرة على الوصول الى كل سواحل مدينة حيفا، حيث تتركز كل الصناعات الكيماوية الاسرائيلية .

وبرغم أن المسؤول الإعلامي المركزي في ” حزب الله ” موفق الجمال ، لم يتحدث صراحة عن هذه النقطة الأخيرة، أي عن مسألة توازن الرعب ، الا انه اشار اليها ضمنا حين شدد على أن “من حق حزب الله الرد على اسرائيل ، حتى وهي تقصف السوريين، دفاعا عن السيادة اللبنانية ” .

سعد محيو – بيروت

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية