مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

“حماية الكرامة الإنسانية”

حرم العاهل الأردني الملكة رانيا العبد الله أثناء افتتاح معرض حول النساء والحرب ينظم حاليا في جنيف على هامش مؤتمر حركة الهلال والصليب الأحمر swissinfo.ch

تعقد حركة الهلال والصليب الأحمر مؤتمرها الثامن والعشرين وسط تحديات جديدة تستهدف أمن وسلامة العاملين في الميدان الإنساني.

وفي محاولة للرد على التحديات الجديدة ينوقع أن يتبنى الاجتماع الذي تشارك فيه الحكومات وجمعيات الهلال والصليب الأحمر، وثيقتين في شكل إعلان ختامي وبرنامج عمل.

تعقد حركة الهلال والصليب الأحمر، التي تضم ممثلي الجمعيات الوطنية للهلال والصليب الأحمر الـ 181 في العالم، وممثلي الدول الـ 191 الأعضاء في معاهدات جنيف، إضافة إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر والاتحاد الدولي لجمعيات الهلال والصليب الأحمر، المؤتمر الثامن والعشرين للحركة، وهو المؤتمر الذي ينظم كل أربعة أعوام.

وقد اختار مؤتمر هذا العام الذي يشارك فيه أكثر من 2000 ممثل، شعار”حماية الكرامة الإنسانية”، في محاولة للرد على تراجع مستوى احترام القانون الإنساني الدولي، والبحث عن أنجع السبل لضمان أمن وسلامة العاملين في الميدان الإنساني، خصوصا بعد استهداف ممثلي اللجنة الدولية والأمم المتحدة مباشرة في شتى الصراعات المسلحة وبالأخص في العراق.

تحديات كثيرة

من النقاط المعروضة على النقاش سواء في الجلسة العلنية او في ورش العمل لمؤتمر حركة الهلال والصليب الأحمر، إتساع رقعة انتهاك مبادئ القانون الإنساني الدولي وعدم احترام الكرامة الإنسانية، خصوصا فيما يتعلق بلجوء بعض الجماعات إلى ارتكاب أعمال عنف بغرض زرع الفوضى والاضطراب، او لجوء بعض الدول إلى استعمال أساليب في محاربة الإرهاب تعمل على تعقيد مهمة المنظمات الإنسانية.

وإذا كانت النقطة الآنفة الذكر تشكل تحديا جديدا على ضوء التطورات الأخيرة في العراق وفي صراعات أخرى فإن مؤتمر حركة الهلال والصليب الأحمر سيهتم أيضا ببعض القضايا التقليدية، كتعزيز نشر القانون الإنساني الدولي، ومحاولة معالجة بعض الأسباب الرئيسية للعنف مثل تفشي الفقر، وتعاظم الأمراض وبالأخص مرض نقص المناعة المكتسب إيدز أو سيدا، او تعدد الكوارث الطبيعية ومحاولة تحسين الوقاية منها.

كما سيولي اجتماع جنيف لحركة الهلال والصليب الأحمر عناية خاصة لموضوع المفقودين أثناء الصراعات المسلحة، ومحاولة تحديد معايير للبحث عن المفقودين وللتأكد من بقايا الأموات منهم ومساعدة ودعم العائلات في محنتها.

أولويات سويسرا

سويسرا التي جعلت من دعم القانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان بعدا من أبعاد سياستها الخارجية، أعربت أمام المؤتمر على لسان وزيرة الخارجية ميشلين كالمي راي، عن أن من القطاعات التي تحظى بالأولوية لديها، موضوع تقنين متابعة واقتفاء أثر الأسلحة الخفيفة التي تحدث أكبر قدر من الأضرار، ومحاربة استعمال الألغام المضادة للأفراد، والوقاية من الكوارث الطبيعية، إضافة إلى الإسهام في نشر القانون الإنساني الدولي.

وفيما ينتظر صدور إعلان ختامي وبرنامج عمل في موفى الأسبوع عن مؤتمر حركة الهلال والصليب الأحمر، ترى وزيرة الخارجية السويسرية أن الرد على هذه التحديات لا يتطلب معايير جديدة بل بالدرجة الأولى تطبيق المعايير الموجودة حاليا في القانون الإنساني الدولي. ودعت كالمي – راي في مداخلتها الدول الأعضاء في هذا المؤتمر إلى “تأكيد التزاماتها باحترام وفرض احترام الغير لمبادئ هذا القانون الإنساني الدولي، بوصفها موقعة على معاهدات جنيف”.

وبحكم تغير طبيعة النزاعات المسلحة، وتنامي الصراعات الأهلية، لا تستبعد وزيرة الخارجية السويسرية إمكانية البحث عن طرق جديدة لفرض احترام القانون الإنساني الدولي وبالأخص بالنسبة للأطراف غير الحكومية المتورطة فيها.

يُشار إلى أن سويسرا تشارك بشكل مكثف في مجموعة “الأمن الإنساني” وهي المجموعة المهتمة بمناقشة مواضيع مثل محاربة الألغام المضادة للأشخاص، وتأثيرات الأسلحة الخفيفة، وتجنيد الأطفال في الصراعات المسلحة.

سجالات “تقليدية”

وقد جرت العادة أن يتحول مؤتمر حركة الهلال والصليب الأحمر إلى حلبة صراع يتعرض فيها الفرقاء إلى قضايا الشرق الأوسط المختلفة سواء فيما يتعلق بالجدل حول التمثيل الفلسطيني، أو بخصوص النقاش الدائر داخل الحركة بخصوص قبول نجمة داود او شعار ثالث إلى جانب الهلال والصليب الأحمر.

وفيما يتعلق باعتماد شارة نجمة داود او شعار ثالث تم تحويل هذا الموضوع إلى مؤتمر دبلوماسي لا ترى سويسرا في الوقت الحالي أن “ظروف الشرق الأوسط تسمح بعقده” حسبما ورد على لسان متحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر.

أما فيما يتعلق بإشارة الوثائق الختامية بشكل عام إلى الأراضي المحتلة دون تحديد جغرافي لها، في محاولة لتجنب التركيز على الأوضاع السائدة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فهو “محط معارضة بعض البلدان” على حد قول عضو الوفد السويسري السفير بيتر ماورر.

أخيرا، تشارك كل من الملكة رانيا العبد الله من الأردن، والأميرة مارجاريت من هولندا،كضيفتا شرف على أشغال الدورة الثامنة والعشرين لحركة الهلال والصليب الأحمر.

محمد شريف – سويس إنفو – جنيف

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية