مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

 سويسرا تفتقر الى الجرأة…!

وزير الاقتصاد السويسري كوشبان في كران مونتانا الى جانب وكيل وزارة التجارة السعودي فواز العلمي Keystone

لم تتطور المبادلات التجارية بين سويسرا والعالم العربي بالمستوى المرغوب فيه من الطرفين. هذا ما تمخضت عنه مناقشات عربية سويسرية في كران مونتانا صباح يوم السبت بمشاركة شخصيات عربية وسويسرية.

تعتبر مبادلات سويسرا مع العالم العربي اكثر اهمية من مبادلاتها مع بلدان المجموعة الآسيوية، وأن معظم واردات سويسرا من البترول هي من المنطقة العربية، وبالاخص من ليبيا والجزائر.

وبالرغم من تحقيق الواردات السويسرية من العالم العربي نموا بنسبة عشرة بالمائة خلال ألاعوام الخمسة الماضية، إلا أن تقييم الاطراف المختلفة لنوعية هذه المبادلات تبقى دون الطموحات. هذا ما تمخض عن الندوة التي انعقدت في منتدى كران مونتانا بمشاركة وزير الاقتصاد السويسري باسكال كوشبان وشخصيات عربية من السعودية والبحرين والامارات والمغرب…

 فرص كبيرة لسويسرا

ذكّر نائب وزير التجارة السعودي فواز العلمي، الحضور بأن المملكة العربية السعودية التي تقرع باب الانضمام الى منظمة التجارة العالمية، تعتبر اكبر اقتصاد يوجد حاليا خارج منظمة التجارة العالمية، وأن علاقات السعودية مع أوربا تعتبر اكبر من علاقات اوربا مع الصين. ولكنه ذكَر في نفس الوقت بالعراقيل التي تواجهها السعودية لإنجاز الانضمام، “إذ وجهت لها الدول الأعضاء 1700 سؤال، وهو ما يمثل 22% أكثر من الاسئلة التي طرحتها المنظمة على الصين”. وقال المسؤول السعودي لوزير الاقتصاد السويسري “بأن العراقيل توضع من قبل البلدان الاعضاء وليس من قبل البلدان الراغبة في الانضمام”.

الشيخ طارق بن فيصل القاسمي، رئيس دائرة التنمية الاقتصادية بإمارة الشارقة بالامارات العربية المتحدة، استعرض جهود الإمارات لتنويع مصادرها، بحيث تمكنت من تخفيض ارتباطها بعائدات النفط والغاز من 80% عند تأسيسها عام 1971 الى 25% اليوم، وأن الخمسة وسبعين بالمائة المتبقية هي عائدات قطاع الخدمات والتجارة والصناعة.

ولذلك، يرى الشيخ طارق أن سويسرا لها دور في هذه القطاعات بحيث بلغ حجم واردات الإمارات من سويسرا في العام الماضي 455 مليون دولار بزيادة 29%. ومن أهم القطاعات، المجوهرات والساعات والآلات والأدوية والكيماويات ووالآلات الدقيقة والمواد الغذائية، وأن صادرات الإمارات لسويسرا بلغت 75 مليون دولار. وبالرغم من الاختلال في ميزان المبادلات التجارية، يرى الشيخ طارق أن هناك أملا لتعديل الكفة بحيث أن نمو الصادرات الاماراتية نحو سويسرا حقق في العام الماضي زيادة بنسبة 40%.

واعتبر سفير البحرين في جنيف، سعيد محمد الفاهمي، ان العلاقات التجارية مع سويسرا تعود الى الستينات من القرن الماضي ولكنه عبر عن أمله في أن تستفيد سويسرا من الاصلاحات التي ادخلت على مملكة البحرين خلال السنوات الثلاث الأخيرة سواء في الميدان الاقتصادي او السياسي.

 سويسرا لا تحتل المكانة التي تليق بها

وقد ورد الانتقاد الأكثر جرأة على لسان رئيس قسم الخوصصة بوزارة الاقتصاد المغربية نجيب حجوي، الذي اعتبر “أن سويسرا لا تحتل المكانة التي تليق بها في قطاع التخصيص بالمغرب”، وأنها “لا تتحلى بالجرأة الضرورية وتكتفي بالاهتمام بعلاقاتها مع الشمال”، وبعد أن نوّه بتقاليد المغرب التجارية كسوق ليبيرالية، وكونه انفتح على أوربا عبر اتفاق شراكة، وبعد أن ذكّر بمختلف الإصلاحات التي أدخلت على النظام الإداري وقوانين الاستثمار، استعرض ما يقدمه المغرب في مجال تخصيص بعض القطاعات. وتساءل عن “أسباب تباطؤ سويسرا في احتلال المكانة التي تليق بها”، مطالبا الطرفين المغربي والسويسري بمراجعة المواقف والقيام بخطوات تجاه الآخر.

وحتى وإن اعترف رئيس قسم التخصيص بوزارة الاقتصاد المغربية، بمساهمة مؤسسات مالية مثل مصرف بيكتي وهولدربانك واتحاد البنوك الخاصة السويسري في تخصيص قطاعات بالمغرب مثل الإسمنت، إلا أنه يرى “ان هذه المساهمة لا زالت محتشمة مقارنة مع شركاء آخرين مثل الإيطاليين والفرنسيين والبريطانيين والأمريكيين والبرتغاليين والإسبان”.

وفي رده على هذه الانتقادات، أوضح وزير الاقتصاد السويسري باسكال كوشبان لسويس انفو “أن عبارة الجرأة مبالغ فيها ولكن بالفعل سويسرا تنقصها بعض الديناميكية في تعاملها مع بعض الأسواق العربية”. إذ يرى كوشبان أن التواجد السويسري قوي في الامارات العربية المتحدة وتحاول تعزيزه في المملكة العربية السعودية. لكن علاقات سويسرا مع بلدان المغرب العربي تعرف بعض التردد لاسيما فيما يتعلق بالجزائر بسبب الظروف الخاصة لهذا البلد.

واشار السيد كوشبان الى ان تونس ستبرم قريبا اتفاق شراكة مع دول رابطة التبادل التجاري الحر، EFTA، ولا يرى الوزير السويسري عراقيل محددة في هذا الإطار بل “مجرد أولويات، بحيث اهتمت المؤسسات السويسرية بترتيب علاقاتها مع الاتحاد الأوربي وبعدها ستوجه أنظارها الى ما هو أبعد”.

محمد شريف – كران مونتانا

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية