مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

“هذا الحدث سيكون لبنة هامة في بناء مجتمع المعلومات”

السيد منتصر وايلي، وزير تكنولوجيات الاتصال التونسي swissinfo.ch

أبدى السيد منتصر وايلي، وزير تكنولوجيات الاتصال التونسي، عشية اختتام الاجتماع التحضيري الثاني لمرحلة تونس من قمة مجتمع المعلومات تفاؤلا حول سير الأشغال التحضيرية.

وفي حوار خاص، تطرق الوزير إلى قضايا التمويل وإدارة الإنترنت كما تحدث عن إسهام المجتمع المدني والقطاع الخاص في عملية الإعداد للقمة.

يشرف الاجتماع التحضيري الثاني لمرحلة تونس من قمة مجتمع المعلومات على الانتهاء في جنيف يوم 25 فبراير بعد أسبوع من النقاش الذي دار في معظمه حول كيفية التوصل الى حل لقضية التمويل.

في لقاء خص به سويس إنفو يستعرض السيد منتصر وايلي، وزير تكنولوجيات الاتصال التونسي أهم النتائج التي تمخضت عنه وتحديات المرحلة القادمة إضافة إلى تقييم مشاركة كل من ممثلي المجتمع المدني والقطاع الخاص اللذان اعتبر أن “مشاركتهما الى جانب القطاع الحكومي مهمة لبناء مجتمع معلومات قائم على أسس سليمة”.

سويس إنفو: معالي الوزير قيل أن قمة تونس ستكون “قمة الحلول”، ومن القضايا العالقة منذ مرحلة جنيف مسالة التمويل. ما هي الحلول التي نسير نحوها وما تقييمكم لما يعرض اليوم؟

الوزير منتصر وايلي: لو كان اختيار الصيغة بين يدي شخصيا لكانت الأمور أسهل بكثير. هذا جانب متعدد الأطراف ولكننا نلاحظ أن الطريق نحو الحل أصبحت معبدة وممهدة وبالتالي هناك تفاؤل للوصول إلى حل. المهم اليوم هو أن هناك إرادة للوصول إلى حل وإلى وفاق وهناك لبنات من المقترحات التي ستؤسس لحل تكون فيه ديمومة.

سويس إنفو: أهم اقتراح مطروح يتعلق بصندوق لردم الهوة على أساس طوعي. هل يمثل هذا حلا مقبولا ومنتظرا من قبل دول الجنوب التي كانت تعقد آمالا كبرى على أن مرحلة تونس ستأتي بنتائج عملية؟

الوزير منتصر وايلي: الحل سيكون آلية لتمويل الحد من الفجوة الرقمية. كيف سيكون ذلك، اليوم ليس هناك حل توصلت فيه الدول إلى وفاق. هناك لبنات انطلقت الدول للتشاور فيها والتفاوض.

هناك اليوم أفكار مجددة فالتعلق بالطرق الكلاسيكية قد لا يؤدي إلى وفاق. الأمر هو كيف نستنبط حلا تجد فيه كل الأطراف رضاها ونتوصل إلى الحد من الفجوة الرقمية وليس كلية إلى ردم الهوة الرقمية، هذا تفاؤل مبالغ فيه.

سويس إنفو: صحيح أن هناك إلى جانب صندوق التضامن مقترحات لاقامة مشاريع مشتركة ومشاريع ثنائية. هل يفهم من ذلك أن الفصل في حل مسألة التمويل سيؤجل إلى ما بعد هده الدورة ؟

الوزير منتصر وايلي: الفصل نهائيا ليس بالبعيد الآن. ونحن متعودون في المفاوضات المتعددة الأطراف على اعتبار أن هذا الغليان هو علامة على صحة المسار وعلامة على القدرة للوصول إلى حلول وهذا طبيعي في المفاوضات.

اليوم هناك مبادرات مثل مبادرة الصندوق التي تحدثتم عنها وهي مبادرة طيبة وجدية ولكن هناك أفكارا أخرى طيبة ومجددة. واليوم علينا النظر في كيفية تقريب كافة هذه الأفكار والمقترحات للوصول إلى حل وليس بالبعيد. هذا ما يمكن أن أشير اليه اليوم، يوم السبت (26 فبراير) قد لا تسألوني هذا السؤال.

سويس إنفو: من بين النقاط الأخرى التي كانت تطرح بعض الإشكاليات في تنظيم قمة مجتمع المعلومات مسألة مشاركة ممثلي المجتمع المدني. ظهرت الأزمة في مرحلة جنيف وتضخمت أثناء الإعداد لمرحلة تونس. كيف تنظرون إلى سير هذا الملف اليوم؟

الوزير منتصر وايلي: أظن أن المجتمع المدني يشارك لأول مرة من الداخل في مؤتمر دولي فهي تجربة جديدة. وبالطبع التجربة الجديدة تتطلب التعود ونرى أن هناك تطورا في مشاركة المجتمع المدني بما يبشر بالخير.

إذا كانت المشاركة بناءة ومسؤولة للجميع وتركز على أهداف القمة واهداف الحدث، فإنها ستعمل كسابقة أولى على البناء لغيرها. لذلك نرى أن تطور عمل ومشاركة المجتمع المدني إيجابي رغم احتياجه إلى مزيد من التنسيق والهيكلة للوصول إلى مستوى المشاركة الفاعلة بأتم معنى الكلمة. لكن النجاعة ستزيد بزيادة مستوى التنظيم، لكن بما أنها المبادرة الأولى فهذا أمر طبيعي ونراه إيجابي.

ويكفي أن نذكر بأن هناك أكثر من 1100 مشارك من ممثلي المجتمع المدني، فهذا مؤشر إيجابي للغاية لأن المجتمع المدني سند وامتداد للحكومات في العمل الميداني لتكريس وتنفيذ تلك السياسات والقرارات التي تم اتخاذها على مستوى الحكومات، وسوف يكون له دور كبير في مجتمع المعلومات الذي يتطلب تدخل كل الأطراف لأن التضامن وعدم الإقصاء والاستثناء وتمكين كل إنسان من فرصة الانخراط في هذا المجتمع غير ممكن بدون المجتمع المدني.

لذلك نرى إيجابية كبيرة في هذه المشاركة ودليلا على حسن صحة هذا المسار. وسيتواصل العمل حتى نضفي مزيدا من النجاعة في هذه المشاركة.

سويس إنفو: على مستوى المجتمع المدني التونسي في نظركم ما الذي أتى به التحضير لمرحلة تونس من القمة بشكل إيجابي على مستوى المجتمع المدني التونسي ؟

الوزير منتصر وايلي: أول شيء، المجتمع التونسي يتميز على عديد المجتمعات المدنية على الأقل على المستوى الإقليمي أوالقاري، ناهيك وأن عدد الجمعيات المنخرطة في الأمم المتحدة يفوق نسبيا ما هو مسجل من قبل بلدان تفوق في عدد سكانها ما هو موجود في تونس.

والمجتمع المدني التونسي أصبحت له تقاليد مثل إحياء يوم 23 ابريل كيوم وطني للمجتمع المدني يكرم فيه سيادة الرئيس بنفسه الجمعيات التي تميزت من أجل إعطاء دفع جديد. فوجود ممثلي مجتمع مدني هنا ليس من باب الصدفة بل هو نتيجة سياسة استشرافية انطلقت منذ سنوات وعمل دؤوب وعناية موصولة بهذا المجال.

دور هذا المجتمع المدني التونسي في هذه القمة هو التعريف بالنسبة لممثلي المجتمع المدني خاصة من الدول النامية بالتجارب الناجحة التي مرت بها جمعياتنا بطرق وأساليب المساهمة البناءة بضرورة التوصل إلى الوفاق كلما اقتضى الأمر، لأنه بدون وفاق لا يمكن التوصل إلى الإنجاز وأفضل آداء يأتي في هذا الإطار، فمجتمعنا المدني من هذه الناحية على نضج مقارنة مع عدد من المجتمعات الأخرى.

سويس إنفو: معالي الوزير، أكبر نقطة بقيت معلقة هي قضية إدارة أو التحكم في الإنترنت. كيف تنظرون إلى تسوية هذه العقبة؟

الوزير منتصر وايلي: أنا على ثقة أننا في إطار هذه القمة سنأتي بمساهمة إيجابية لإدارة الإنترنت. التفاوت في الأفكار يأتي في حجم هذه المساهمة لكن التطور الإيجابي في هذا المجال سينطلق من قمة تونس، وأنا على يقين من أننا سنصل إلى حل، وستكون في الحقيقة انطلاقة لمسار تطوير هذا الجانب.

لا يمكن اليوم بعجالة التكهن بما سيكون من انعكاسات لادارة الإنترنت في العالم لأن أية فرضية لن تسمح بالتكهن بكل التأثيرات الاقتصادية خاصة وأن الدول النامية، عدد منها لم ينخرط بالقدر الكافي في هذا المجال.

فإذن القمة ستأتي بمساهمة موزونة ومعقلنة لتطور هذا المجال وسينطلق المسار منذ ذلك الحين، هذا تصوري الخاص.

سويس إنفو: على ذكر الدول النامية يبدو أن إسهام الدول العربية في هذه الدورة التحضيرية لم يكن بالشكل الملفت للنظر بل يبدو وكأنه أضعف مما كان متوقعا؟

الوزير منتصر وايلي: لا أظن أن مساهمة الدول العربية كانت ضعيفة. لنا اجتماعات في العالم العربي على مستوى المجتمع المدني وعلى مستوى الحكومات وهناك تشاور بين الدول العربية بشكل دوري وبانتظام. ولربما لم يقع تركيز على ذلك من قبل وسائل الإعلام.

سويس إنفو: من بين نقاط الضعف في مراحل الإعداد سواء في جنيف أو تونس، ضعف مشاركة ممثلي القطاع الخاص رغم الأهمية التي تكتسيها مشاركة هذا القطاع في إنجاح أية خطوة تخرج عن هذا المؤتمر. ما الذي يتم القيام به لتشجيع هذا القطاع عل المشاركة أكثر؟

الوزير منتصر وايلي: أشاطر الرأي في أن هذا الاجتماع التحضيري لم يشارك فيه القطاع الخاص بالكثافة المرجوة. لكن القطاع الخاص له خاصية وسيأتي إلى القمة وسيشارك في القمة. فهو لا يريد المشاركة في هذه الاجتماعات ولا يريد الاحتكاك بالأطراف الأخرى في هذه المجالات. لكنه سيأتي عندما يكون له من الواضح أن الانعكاسات آنية وحينية.

في قمة تونس، سيكون القطاع الخاص حاضرا وحاضرا بكثافة وسوف تفاجأون مقارنة مع قمة جنيف بنسبة مشاركة القطاع الخاص لأننا نعمل على قدم وساق للترويج لهذا الحدث لدى هذه الأطراف في كافة البلدان والقارات. وسنجعل من حدث تونس كذلك فرصة اقتصادية.

فتونس ستكون فرصة للشركات الدولية في هذا المجال للاحتكاك بأصحاب القرار ودراسة فرص الشراكة مع أطراف أخرى وللاحتكاك في الموائد المستديرة وللتعرف على سياسات وإرادة بعض الدول لتطوير تدخلها في هذه البلدان. كذلك ستكون فرصة للتعريف بنجاحاتها وللتعريف بما توصلت اليها تقنياتها ولاتمام صفقات والتوسع على المستوى الدولي.

فنحن نعمل على قدم وساق لتشريك القطاع الخاص سواء كانت مؤسسات دولية كبرى أو صغرى ومتوسطة. ونؤكد على مشاركة هذه المؤسسات من الدول النامية ونعمل على تحسيس الأطراف الممولة لتشجيع وتحفيز مشاركة هذا القطاع.

سويس إنفو: أخيرا، ما هو مستوى التعاون القائم بين الجانبين السويسري والتونسي لانجاح مرحلة تونس من القمة؟

الوزير منتصر وايلي: على غرار المرحلة الأولى من القمة التي انعقدت في جنيف والتي عرفت حضورنا إلى جانب أصدقائنا السويسريين لإنجاح القمة التي تبقى قمة واحدة على مرحلتين والمرحلتان تبقيان متكاملتين.

فنحن على اتصال دائم وباستمرار في هذه المرحلة للبحث على سبل إنجاح هذا الحدث وبالأمس (23 فبراير) اجتمعت بكاتب الدولة السويسري في جلسة للنظر في كيفية التوصل إلى إنجاح هذا الحدث. وكلما اقترب الموعد كلما عرف هذا التنسيق تصعيدا وتعزيزا.

ونحن متفائلون وعلى يقين من أن هذا الحدث سيكون لبنة هامة في بناء مجتمع المعلومات على المستوى الدولي. ونوجه الدعوة لكافة الأطراف للحضور في تونس للمساهمة في هذا الحدث الذي سيبقى تاريخيا. فتونس عاقدة العزم على إنجاحه، وستتحول من 16 إلى 18 نوفمبر إلى عاصمة العالم في مجال تكنولوجيا المعلومات.

محمد شريف – سويس إنفو – جنيف

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية