مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

“الإهانة غير الضرورية”!

اللجنة الدولية للصليب الاحمر تحذر من كارثة وتصف الوضع بأنه خطير Keystone

في ندوة صحفية بعد عودتهما من الأراضي المحتلة أدان كل من المدير العام للجنة الدولية للصليب الأحمر بول جروسريدر والأمين العام للاتحاد الدولي لجمعيات الهلال والصليب الأحمر السيد ديديي شيربيتل الانتهاكات الخطيرة التي ارتكبت في حق الفلسطينيين. كما أدانا ما أسمياه "بالإهانات غير الضرورية" التي تعرض لها عمال الإغاثة على أيدي القوات الإسرائيلية.

في ندوة صحفية عقداها بمقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر عند ظهر الجمعة في جنيف بعد زيارة لعدة مناطق في الأراضي المحتلة قدم كل من المدير العام للجنة الدولية للصليب الأحمر السيد بول جروسريدر والأمين العام للاتحاد الدولي لجمعيات الهلال والصليب الأحمر السيد ديديي شيربيتل تفاصيل عن طبيعة الانتهاكات التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية أثناء الاجتياح الأخير، كما أدانا عرقلة عمل فرق الإغاثة “بشكل لم يسبق له مثيل من قبل في المنطقة”.

المدير العام للجنة الدولية للصليب الأحمر الذي أوضح من البداية انه لا يحكم على الوضع السياسي بل يقيم مدى احترام القانون الإنساني الدولي في المنطقة، اعتبر “أن العمليات الانتحارية تعد عملا غير مقبول بالمرة، وأنها مخالفة للقانون الإنساني الدولي”، وهذا قبل أن يستطرد “عندما تستهدف المدنيين”. مطالبا الجانب الفلسطيني “باحترام المادة الثالثة من معاهدة جنيف الرابعة”.

وضع إنساني خطير

المدير العام للجنة الدولية الذي قضى ثلاثة أيام بالمنطقة، والذي أوضح بأن فرق الإغاثة لم يسمح لها بعد بالدخول إلى مخيم جنين، وصف أوضاع الفلسطينيين أثناء الاجتياح الإسرائيلي الأخير “بأنها أزمة إنسانية خطيرة ومن غير الضروري تركها تتحول إلى كارثة”. وقد عدد مسئول اللجنة الدولية تعذر قيام فرق الإسعاف بتمكين الناس من العلاج في الحالات العادية أو تقديم العلاج للجرحى في المناطق التي عرفت معارك او نقل الجثث لدفنها على الفور وفقا للشعائر الإسلامية.

كما أشار الأمين العام للاتحاد الدولي لجمعيات الهلال والصليب الأحمر السيد ديديي شيربيتل من جهته إلى تأثير حالات منع التجول على حياة السكان، مشددا على “أن الثلاثة عشر يوما من الحصار لم تسمح لأحد بالخروج باستثناء خلال تسع ساعات”، كما عبر عن التخوف من ظهور أمراض.

من الانتهاكات التي أدانها المدير العام اللجنة الدولية لصليب الأحمر، عمليات اعتقال المواطنين الفلسطينيين “في مخيمات الفرز” مشيرا إلى وجود أعداد جديدة من المعتقلين التي ستضاف إلى حوالي 1200 معتقل، ولكن ما يقلق المدير العام للجنة الدولية للصليب الأحمر هي الظروف التي يتم فيها الإفراج عن هؤلاء المعتقلين، إذ أوضح “بأنه يتم تفضيل الإفراج عن هؤلاء المعتقلين ليلا، ويفضل أن يتم ذلك في منطقة خاضعة لمنع التجول”.

كما لم يتمكن المدير العام للجنة الدولية للصليب الأحمر تأكيد الادعاءات المتعلقة بارتكاب مجازر في مخيم جنين بسبب “عدم السماح لمبعوثي اللجنة الدولية بالدخول للمخيم” ولكن هذا لم يمنع المسئولين عن المنظمتين الانسانيتين من التساؤل “عن عدم وصول جرحى او جثث إلى مستشفى جنين الواقع خارج المخيم بالرغم من القصف المكثف”.

اغلاط فلسطينية أم استفزازات إسرائيلية؟

وعن الاتهامات المتعلقة باستعمال سيارات الإسعاف الفلسطينية لنقل المسلحين أوضح المدير العام للجنة الدولية للصليب الأحمر السيد بول جروسريدر بأن “هناك حالتان : الأولى هي التي يستعمل فيها أشخاص سيارات تحمل شارة الهلال الأحمر بغرض عبور نقاط التفتيش الإسرائيلية وهذا لا علاقة له بجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، وهو ما قدمنا احتجاجات بشأنه ولكن من غير الممكن وضع حد له بالرغم من اصرار رئيس جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني لدى سلطات الحكم الذاتي بتفادي المساس بمهمة الهلال الأحمر”.

أما عن الحالة الثانية أي التي يتم فيها استعمال سيارات اسعاف تابعة للهلال الأحمر الفلسطيني فقد أوضح المدير العام للجنة الدولية “بأن هناك حالة واحدة تحدث عنها الإسرائيليون، وقد عرضوا علي شريط فيديو يوضح اكتشاف متفجرات في السيارة”. لكنه اختتم حديثه عن هذا الموضوع بالقول “إنني لست في وضعية تسمح لي بالقول هل هو خطأ ارتكبه الفلسطينيون أم استفزاز قام به الإسرائيليون؟ ولذلك طلبنا القيام بتحقيق مستقل”.

وحول هذه النقطة الأخيرة أضاف الأمين العام للاتحاد الدولي لجمعيات الهلال والصليب الأحمر السيد ديديي شيربيتل “عندما نعلم أن هذه السيارة تم توقيفها في نقطة التفتيش الرابعة نتساءل لماذا تم اكتشاف المتفجرات في النقطة الرابعة وليس الأولى او الثانية او الثالثة؟”.

إهانات لا ضرورة لها

المدير العام للجنة الدولية للصليب الأحمر الذي شدد على أن من حق السلطات العسكرية الإسرائيلية أن تفتش سيارات الإسعاف وفرق الإغاثة كما هو الحال في الحروب عادة، إلا انه أدان ما أسماه “بالإهانات غير الضرورية” التي يتعرض لها سائقو سيارات إسعاف الهلال الأحمر الفلسطيني او مبعوثو اللجنة الدولية للصليب الأحمر في نقاط التفتيش. ومن هذه التجاوزات عدد السيد بول جروسريدر “إطلاق النار على سيارات الإسعاف، او تحطيمها من طرف الدبابات الإسرائيلية”.

مسئول اللجنة الدولية الذي اعتبر “الإهانات غير مقبولة” استشهد بأقوال أحد مبعوثي اللجنة الدولية الذي يرى”أن طريقة الحوار الوحيدة التي يعرفها الجيش الإسرائيلي هي إطلاق النار”. كما أدان المدير العام للجنة الدولية “استعمال سائقي سيارات الإسعاف الفلسطينيين كدروع بشرية في ثماني حالات في الأيام الأخيرة من قبل الإسرائيليين”، أو “إرغامهم على الانبطاح في برك مائية او تجريد اثنين من عمال الإغاثة يوم الخميس من ملابسهم”.

أما الأمين العام للاتحاد الدولي لجمعيات الهلال والصليب الأحمر السيد ديديي شيربيتل فقد أوضح “بأن 28 من عمال الإغاثة الفلسطينيين تم اعتقالهم من ضمنهم رئيس جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني. وحتى ولو تم الإفراج عن بعضهم فإن ذلك يتم في ظروف غير جيدة وبعد إساءة معاملتهم”. وقد ذكر السيد شيربيتل بمقتل اثنين من عمال الإغاثة بالرغم من حصولهما على ترخيص بالتنقل من الإسرائيليين كما تمت إصابة 17 بجراح.

وقد أوضح المدير العام للجنة الدولية للصليب الأحمر السيد بول جورسريدر بأن رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر السيد جاكوب كيللنبيرغر وجه خطابا يوم الخميس لرئيس الوزراء الإسرائيلي يعبر له فيه عن كل هذه الانشغالات، كما تباحث هو بهذا الخصوص مع المسؤولين الأمريكيين في واشنطن.

محمد شريف – جنيف

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية