مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

 الاشتراكيون يصطادون في الماء العكر؟

Keystone

في أوائل الأسبوع، فاجأت صحيفة "بليك" Blick وهي أكثر الصحف شعبية وانتشارا في سويسرا، الرأي العام بنشر بعض التفاصيل عن وثيقة داخلية للحزب الاشتراكي الديمقراطي تقيم الدليل القاطع على إنزلاقة حادة لهذا الحزب اليساري نحو اليمين.

تطالب هذه الوثيقة بالترويج لتخطيط رسمي أفضل للفصول أو الصفوف المدرسية حيث تزيد نسبة التلامذة الأجانب على خمسين في المائة من مجموع التلاميذ، كتخطيط وقائي ضد تصاعد النعرة العنصرية والكراهية للأجانب في سويسرا.

وتلاحظ قيادات الحزب الديمقراطي الاشتراكي أن نسب التلامذة الأجانب في العديد من الصفوف المدرسية تزيد أحيانا على الستين أو السبعين، لا بل وعلى التسعين في المائة من مجموع التلاميذ في بعض الحالات.

وتقول بليك، إن هذا الوضع يثير الكثير من القلق بين أباء وأولياء أمر التلاميذ السويسريين بسبب المخاوف من انخفاض مستوى المناهج التعليمية على ضوء الفوارق بين المناهج السويسرية والأجنبية، وفي مدى استيعاب الأجانب للغة التدريس.

 النوايا سليمة، لكن السبيل وعرة!

يؤكد الحزب الديمقراطي الاشتراكي أنه يرحب كل ترحيب بالتبادل الثقافي في المدارس السويسرية، لكن الأمور تصبح محرجة للغاية إذا زادت نسب الأجانب على خمسين في المائة. وكعلاج لهذا الوضع، يقترح الحزب توزيعا أفضل للسويسريين والأجانب في كل صف من الصفوف المدرسية بشكل يراعي مصالح الطرفين ولا يغذي العنصرية والكراهية للأجانب في هذا البلد.

ومن بين ردود الفعل على هذه المقترحات الاشتراكية للحد من نسب الأجانب في الصفوف المدرسية السويسرية، تنقل صحيفة “بليك” عن مصادر تربوية ومدرسية في تلك الأنحاء التي تعرف نسبا عالية من التلاميذ الأجانب القول، إنها مقترحات في الاتجاه الخاطئ أو أنها ساذجة وعديمة الجدوى أو أنها مقترحات يصعب التسليم بها لأسباب اجتماعية وسياسية داخلية.

فالمزعج في هذه المقترحات هو أنها ترمي “لخلطة أفضل” أو للفصل بين التلاميذ السويسريين والأجانب، لا بل لنقل بعضهم إلى صفوف مدرسية في أنحاء أو دوائر سكنية أخرى تكون على مسافة من مكان إقامة التلاميذ، ومكلفة للنُظم التعليمية التي ستكون ملزمة حينذاك بتولي تكاليف مواصلات التلاميذ بين المنزل والمدرسة.

 التعارف هو السبيل للاندماج والتفاهم

ويقول فالتر شميت نائب رئيس اللجنة الفدرالية السويسرية لشؤون الأجانب، إنها مقترحات تحمل في ثناياها المجازفة بالنسبة للمجهودات المبذولة على مختلف المستويات لدمج الأجانب في المجتمع السويسري.

وعلى هذا الصعيد بالذات، يفاجئ الحزب الاشتراكي الرأي العام أو قطاعا هاما منه، بندائه للحد من نسب التلاميذ الأجانب في الصفوف المدرسية السويسرية، وهو الحزب الذي كان يدافع حتى الآن عن سياسات الاندماج الأفضل للأجانب في المجتمع المحلي!

لذا فان السؤال الذي يتبادر الى اذهان المراقبين في هذه الحالة هو، ما إذا كان الحزب الاشتراكي يسعى فعلا لتهيئة أفضل الظروف في المدارس كطريقة لمواجهة العنصرية والكراهية للأجانب، أو أنه يطمع في صيد أصوات الناخبين الذين قلبوا له ظهر المجن والمندفعين مع التيار اليميني المتصاعد في سويسرا؟

سويس إنفو

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية