مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

 الموساد يحذر الحلف الاطلسي…!

اسرائيل لا تتابع فقط سباق التسلح في العالم العربي بل تعتبر وجود المسلمين في الدول الاوروبية خطر عليها. swissinfo.ch

حذر رئيس جهاز الموساد الاسرائيلي الحلف الاطلسي من الخطر الناجم عن برامج التسلح غير التقليدية في ايران والعراق وسوريا وليبيا. كما اعتبر افرايم هاليفي ان "النمو السريع في العدد والتاثير للجاليات المسلمة، يمثل تهديدا كبيرا للدول الاعضاء في الحلف الاطلسي".

جاء ذلك خلال لقاء عقده هاليفي الاسبوع الماضي في بروكسل مع المسؤولين في حلف شمال الاطلسي في اطار المشاورات التي يجريها الحلف مع الدول التي تربطه بها علاقات شراكة، ويحيط الحلف الأطلسي مشاوراته مع بلدان جنوب شرق حوض البحر الأبيض المتوسط حول الأوضاع العسكرية والأمنية بالسرية المطلقة. وتردّ المصادر الرسمية للحلف على التساؤلات حول طبيعة المشاورات الجارية، خاصة منذ تفجيرات 11 سبتمبر الماضي، بأنها مشاورات روتينية تتعلق بالأوضاع في المنطقة.

ويدفع تكتم الحلف إلي توقع مختلف التحالفات والسيناريوهات خاصة بالنسبة لاسرائيل التي تواجه الانتفاضة الفلسطينية منذ حوالي عامين أو الجزائر التي تنخرها حروب داخلية مع الجماعات المسلحة.

وكشف رئيس الاستخبارات الاسرائيلية “موساد”، افراهام هاليفي، بان الجانب الاسرائيلي حذر في اجتماع مع خبراء حلف شمال الأطلسي، منتصف الأسبوع الماضي في بروكسل، من مخاطر مساعي تبذلها كل من ايران والعراق وسوريا، من أجل التزود بأسلحة الدمار الشامل.

وأكدت مصادر الحلف انعقاد الاجتماع، لكنها امتنعت عن الكشف عن مضمونه. وقال مصدر رسمي لسويس انفو إن الحلف لا يكشف عن طبيعة المباحثات التي يجريها مع بلدان جنوب شرق حوض البحر الأبيض الشريكة معه في ما يسمى بمبادرة الحوار المتوسطي. وقال سفير عربي بأنه طلب ذات يوم من الجهات المعنية في الحلف بأن تطلعه على طبيعة التعاون الذي يقيمه الحلف مع اسرائيل، خاصة في المجالات النووية، لأن الأخيرة تمتلك ترسانة تقدر بأكثر من مائتي رأس نووي، لكن المسؤولين الاطلسيين ردوا على السفير العربي بأن الحلفاء لا يكشفون ما يبحثونه مع الدول الشريكة.

ويثير الرد الأطلسي الشك في طبيعة مبادرة الحوار التي أطلقها منذ منتصف التسعينيات مع كل من المغرب وتونس وموريتانيا ومصر وإسرائيل والأردن. ولحقت الجزائر بمبادرة الحوار مع الحلف في العام الماضي.

وتهدف المبادرة الى طمأنة بلدان الجنوب بشان نوايا خروج قوات الحلف خارج نطاق النفوذ الجغرافي التقليدي والتعاون الذي أطلقه، غداة انهيار جدار برلين وتفكك المعسكر السوفييتي، مع البلدان الشيوعية سابقا من جمهوريات البلطيق حتى خازاقستان. وتحدث مسؤولون في حينه، سواء داخل الحلف أو في البنتاغون، عن أن الحلف يواجه عدوا جديدا يتمثل في الأصولية الإسلامية وفي المخاطر التي قد يتعرض لها الحلفاء، مما يسمى بقوس عدم الاستقرار الممتد من المغرب حتى اندونيسيا.

إستغلال أقصى لتفجيرات سبتمبر!

ولا شك أن الأوساط الأطلسية قد وجدت في اعتداءات سبتمبر الماضي دليلها الأقوى من أجل تحديث دور الحلف وتوجيه استراتيجيته نحو مكافحة الأخطار الجديدة، أي مقاومة الإرهاب وحظر انتشار أسلحة الدمار الشامل. وكلف وزراء خارجية البلدان الأعضاء التسعة عشر، الحلف إعداد خطة عمل، تعرض على القمة الأطلسية المقبلة في شهر نوفمبر في براغ بجمهورية التشيك، من أجل تفعيل دور الحلف وتوجيهه نحو مكافحة الارهاب وحظر انتشار أسلحة الدمار الشامل.

وأدمج الحلف روسيا في الخطة نفسها، حيث شكل مجلسا مشتركا في نهاية مايو الماضي، يُمكّن موسكو من المشاركة في قرارات الحلف في الشأن نفسه، أي مكافحة الارهاب وانتشار أسلحة الدمار الشامل.

ونقلت صحيفة هاريتز الاسرائيلية يوم الخميس ان رئيس الموساد افرايم هاليفي دعا الى تعزيز التعاون بين اسرائيل وحلف شمال الأطلسي، بهدف “التشويش على تزود كل من العراق وإيران بأسلحة نووية”. ورأى هاليفي بأن اسرائيل مستعدة للقيام بنشاط وقائي.

وكانت الدولة العبرية قصفت مفاعل تموز النووي في العراق في مطلع الثمانينات من أجل تعطيل البرنامج النووي العراقي. ونسب افرايم هاليفي إلى العراق السعي للتزود بأسلحة الدمار الشامل منذ أن طرد المراقبين الدوليين في 1998. وذكّر بأن سوريا تعقد صفقات مع كوريا الشمالية للتزود بصورايخ “سكود” الكورية وأنها قامت مؤخرا بإنتاج غازات الأعصاب. وأضاف المسؤول الاسرائيلي ليبيا إلى قائمة البلدان التي تحاول في نظره التزود بالصواريخ ذات أمد يفوق الألف كيلومتر والقادرة على استهداف القارة الاوروبية.

“وجود المسلمين في دول الحلف…خطر داهم”!

ولا غرابة في أن ترصد إسرائيل النشاطات العسكرية للدول المجاورة لها، وبشكل خاص سوريا والعراق وإيران. لكن اغرب ما ورد في كلام رئيس ال “موساد” افرايم هاليفي، حديثه عن الجالية المسلمة المقيمة في اوروبا، التي تمثل في نظره الطابور الخامس في صفوف السكان الأوروبيين. وقد اعتبر هاليفي ان “النمو السريع في العدد والتاثير للجاليات المسلمة” يمثل “خطرا كبيرا” على كل دول الحلف الاطلسي.

ويذكّر كلام المسؤول الإسرائيلي بحديث بعض المتطرفين في أوروبا حول وجود متشددين إسلاميين “نائمين” ضمن الجاليات الإسلامية، يمكن للجماعات الإرهابية تحريكهم في الوقت المناسب. وقال هاليفي أمام سفراء البدان التسعة عشر، أعضاء حلف شمال الأطلسي، بأن العمليات الاستشهادية تمثل “خطرا استراتيجيا” واضاف بأن الإسلام المعتدل عاجز على مواجهة “الإسلام الأصولي”.

ويغذّي كلام المسؤول الإسرائيلي، طروحات يمينية متطرفة في اوروبا، وحتى في بعض البلدان العربية التي تعاني من الارهاب، مثل الجزائر، تنسب إلى المهاجرين المسلمين استحالة الاندماج في المجتمعات الغربية وتزيد في تحريض المسؤولين الأوروبيين ضد الجاليات التي أصبحت تواجه ضغوطات متزايدة منذ تفجيرات 11 سبتمبر، علما بان بعض الدول العربية الشريكة مع الحلف الاطلسي لا تتوانى في التحذير من خطر الجماعات الاصولية في اوروبا بنفس لهجة الخطاب التي وردت في كلام رئيس الموساد الاسرائيلي.

نورالدين الفريضي – بروكسل

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية