مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

 انتهاكُ حُرمة الأطفال تحتَ المِجهر

تقف جملة من العراقليل القانونية والتقنية أمام تعقب المتورطين في انتهاك عرض الأطفال عبر مواقع الانترنيت المروجة لهذه الظاهرة swissinfo.ch

يعقدُ خبراءُ دوليون في سويسرا ندوة تتواصلُ يومي الخميس والجمعة لبحث السُّبل الكفيلة بمُحاربة ظاهرة الاستغلال الجنسي للأطفال عبر شبكة الانترنيت والمواقع المُروجة لهذه المُمارسة الشاذة.

بعد مُضي أقل من أسبوعين عن مُطالبة مجلس الشيوخ السويسري الحكومةَ الفدرالية باتخاذ إجراءات أكثر صرامة لمُكافحة ظاهرة الاستغلال الجنسي للأطفال والمواقع المعلوماتية المروجة لها على الانترنيت، تستضيف مدينة سولوتورن القريبة من العاصمة برن مؤتمرا دوليا لمُناقشة سُبل مُحاربة نفس الظاهرة.

ويُشارك في المؤتمر الذي بدأ أعماله يوم الخميس 13 يونيو، عددٌ من الخُبراء البارزين بهدف جرد العقبات القانونية والتقنية التي تحول دون التصدي لانتهاك حُرمة الأطفال على مواقع الانترنيت. وستُطعمُ نقاشات المُلتقى بسرد تجارب لرجال الشرطة وأطباء نفسيين ومحامين وعدد من المُتخصصين في ميادين أخرى لتحديد نقاط الضعف والمصاعب التي تعترضُ طريقهم أثناء تعامُلهم مع ملف الاستغلال الجنسي للأطفال عامة ورواج هذه الظاهرة على الانترنيت تحديدا.

لا حدود في عالم افتراضي

وستتمحورُ المُحادثات حول نقطة أساسية ألا وهي صعوبة مُحاكمة المُتورطين في هذه المُمارسات الشاذة. ويقول مُنظمو مُنتدى سُولوتورن إن أولى مُحاولات تقديم هؤلاء المتهمين أمام القضاء في سويسرا اصطدمت بجملة من العراقيل القانونية والتقنية التي يتعين الآن إمعان النظر فيها.

ويشير الخُبراء إلى أن حجر العثرة يتمثل في غياب الحدود على شبكة الانترنيت، بحيثُ يستطيعُ المجرم في هذا العالم الافتراضي تغيير مُوفر خدمات الانترنيت المُشترك فيه، وبالتالي تضيع كلُّ المعلومات الخاصة به وكافة المواقع التي زارها خلال مدة انخراطه في موفر الخدمات. وللتوضيح فان المعلومات الخاصة بالمشاركين في موفري خدمات الانترنيت في سويسرا على سبيل المثال، تُمحَى بعد مُضي بضعة أشهر على فسخ العقد المُوقع بين الزبون وموفر الخدمات المعلوماتية.

وسيستمعُ المُشاركون في المؤتمر إلى مُداخلات خبراء من سويسرا وفرنسا وبريطانيا وايرلندا والسويد الذين استجابوا لدعوة الفرع السويسري لـ”ECPAT” الذي نظم المُلتقى. ويُذكر أن مجموعة” ECPAT” هي عبارة عن شبكة دولية تضم مئات المنظمات والأفراد الساهرين على الوقاية من الاستغلال الجنسي للأطفال والمُتجارة بهم في مُختلف أنحاء العالم. وينتمي ما لا يقل عن 300 منظمة ومجموعة لهذه الشبكة في 45 دولة.

تشديد الاجراءات ضرورة قصوى

ويرى الفرعُ السويسري لـ”اكبات” أن الشبكة المعلُوماتية أصبحت الأرضية المُفضلة للمُتاجرة بانتهاك عرض الأطفال وتبادل أشرطة الاستغلال الجنسي لهم. وقد قامت سويسرا مؤخرا بتشديد قوانينها المُتعلقة بهذه القضية بحيث يُواجه المُتهم المُدان بالاستغلال الجنسي للأطفال عقوبة قد تصل إلى السجن مدى الحياة. أما ضحايا هذه الظاهرة الذين تقلُّ أعمارهم عن 16 عاما، فيحق لهم رفع قضية على الجاني متى شاءوا إلى أن يبلغوا سن 25 عاما.

ولن يغفل المؤتمر الحديث عن انتشار الظاهرة في صفوف رجال الدين. فبعد سلسلة من الفضائح التي شهدها عدد من الكنائس في كل من الولايات المتحدة وايرلندا وبولندا، كشفت الكنسية الكاثوليكية السويسرية مؤخرا عن وجود بعض القساوسة المُتهمين بممارسة هذه الظاهرة الشاذة في صفوفها.

وقد بادر بعض الأساقفة باتخاذ إجراءات ترمي إلى مُحاربة الاستغلال الجنسي للأطفال ودفع المُتورطين من القساوسة في هذه المُمارسة إلى الاعتراف بجريمتهم. وقد أنشأ مؤتمر الأساقفة السويسريين مجموعة خبراء كُلّفت بتقديم النصح للكنسية حول انتهاك عرض الأطفال والعبث بحرمتهم.

سويس انفو

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية