مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

 تحديات جديدة للصليب الاحمر

اللجنة الدولية تضطر لأول مرة لمضاعفة عدد موظفيها في الأراضي الفلسطينية المحتلة لمواجهة تدهور الأوضاع المعيشية swissinfo.ch

لمواجهة تأثيرات الاجتياح الإسرائيلي الأخير لأراضي السلطة الفلسطينية، وجهت اللجنة الدولية للصليب الأحمر يوم الاثنين في جنيف نداءا من أجل جمع 44 مليون فرنك إضافية لمساعدة 30 ألف عائلة على مواجهة ظروف المعيشة الصعبة.

تنوي اللجنة الدولية مضاعفة عدد موظفيها الدوليين والمحليين للقيام بالخصوص بزيارة المعتقلين الفلسطينيين الذين فاق عددهم الستة آلاف. وكانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر قد برمجت لميزانيتها في إسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة والواقعة تحت إدارة السلطة الفلسطينية لهذا العام، ميزانية تقدر بخمسة وثلاثين مليون فرنك.

لكن الأحداث الأخيرة وتأثيراتها المتعددة على وضع الفلسطينيين، دفعتها إلى توجيه نداء يوم الاثنين، للحصول على ميزانية إضافية تقدر بأربعة وأربعين مليون فرنك. كما أعلنت اللجنة الدولية عن النية في زيادة عدد موظفيها الدوليين من خمسين إلى مأئة والزيادة في عدد موظفيها المحليين من مائة إلى مائة وسبعين. وهو ما عبر عنه رئيس عمليات الصليب الأحمر بالشرق الأوسط وشمال إفريقيا، السيد فيرنر كاسبار قائلا “إنها سابقة في تاريخ نشاط اللجنة الدولية بالشرق الأوسط”.

 قساوة الاحتلال

من الأسباب التي عددها ممثل اللجنة الدولية والتي أدت إلى هذا الوضع المتأزم “العمليات العسكرية التي قامت بها إسرائيل مؤخرا، وعمليات الإغلاق والقيود الإسرائيلية المتعددة والمتكررة، التي نجم عنها تدهور الأوضاع الاقتصادية للفلسطينيين”.

وقد وصف ممثل اللجنة الدولية هذا الوضع “بأنه من أصعب حالات الاحتلال حتى ولو انسحبت القوات الإسرائيلية من المدن الكبرى”. ويؤكد بأنه “سيتم تخصيص ستين بالمائة من هذه الميزانية الإضافية، لتأمين الأمن الاقتصادي”، أي لمساعدة الفلسطينيين على تجاوز تأثيرات الأزمة الاقتصادية.

وفي هذا الإطار تنوي اللجنة الدولية توسيع دائرة المستفيدين من المساعدات الاقتصادية بالمدن والقرى الفلسطينية من عشرة آلاف عائلة إلى ثلاثين ألف عائلة، أي ما مجموعه 120ألف نسمة. وللقيام بذلك تنوي اللجنة الدولية نقل حوالي 12000 طن من المواد الغذائية حتى نهاية العام من مخازنها في الأردن.

وفي هذا الإطار عبرت اللجنة الدولية عن شكرها للسلطات الأردنية على التسهيلات التي توفرها لها، كما أوضحت بأنها حصلت على ضمانات من السلطات الإسرائيلية بالسماح بمرور خمس شاحنات يوميا عبر جسر الملك حسين، وهو ما قد يرتفع قريبا إلى اثنتي عشرة شاحنة يوميا.

ولتسهيل حصول سكان بعض القرى على المياه الصالحة للشرب، تنوي اللجنة الدولية الشروع في إنجاز برنامج تزويد بالمياه الصالحة للشرب ما بين شهري يونيو وأكتوبر.

أما بالنسبة لسكان المدن فتهدف اللجنة الدولية لتمكين حوالي عشرين ألف عائلة من شراء الحاجيات الأساسية عبر بطاقات تموين توزع عليها. وتنوي اللجنة الدولية مساعدة حوالي مائتي عائلة على استئناف نشاط تجاري صغير للسماح لها بالإيفاء بحاجياتها بنفسها.

 اعمال إضافية

هذه النشاطات تضاف إلى عمل تقليدي ستقوم اللجنة الدولية بتعزيزه على عدة مستويات. ففيما يتعلق بحماية المدنيين ترغب اللجنة الدولية في زيادة حمايتهاعبر زيادة عدد موظفيها الدوليين. كما تعمل من خلال تمويلها لحوالي 85 سيارة إسعاف و220 موظف تابعين لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني على رعاية أوضاع المرضى والجرحى.

وفي هذا الإطار ستقوم اللجنة الدولية بفتح ستة مراكز جديدة للإسعافات الطارئة في الضفة الغربية وقطاع غزة، لكي تكون قريبة من المواطنين. ولتجنب ضرورة نقل المرضى والجرحى ولتفادي العراقيل التي تضعها إسرائيل في وجه تنقل الأشخاص، ستقوم اللجنة الدولية بدعم تكوين الأطباء والجراحين، لكي يسهروا على إجراء العمليات في عين المكان أي في المراكز الصحية بالضواحي وعدم المجازفة بنقل المرضى إلى مستشفى المدينة.

  6500 معتقل فلسطيني ينتظرون الزيارة

إذا كان عدد المعتقلين الفلسطينيين الموجودين بين أيدي السلطات الإسرائيلية مقدرا ب 2700 قبل الانتفاضة، فإن اللجنة الدولية أكدت وجود حوالي 6500 معتقل ينتظرون زيارة مبعوثي اللجنة.

وقد أوضح مسؤول العمليات الإنسانية في الشرق الأوسط باللجنة الدولية السيد فيرنر كاسبار “أن اعتقال هؤلاء الفلسطينيين داخل إسرائيل يعد انتهاكا لمعاهدة جنيف الرابعة ويعمل على تعقيد إمكانية زيارة الأهالي”. وإن عبر السيد كاسبار عن حصول اللجنة الدولية على ضمانات بزيارة هؤلاء المعتقلين بعد خمسة عشر يوما من اعتقالهم، فإنه يعترف “أنه بالنظر لعددهم، سيستغرق الأمر وقتا طويلا للتمكن من زيارة كل معتقل”.

وفي رد على سؤال لسويس انفو عن إمكانية زيارة الزعيم الفلسطيني مروان البرغوتي المعتقل من قبل السلطات الإسرائيلية، لم يرغب ممثل اللجنة الدولية التطرق لحالات خاصة موضحا “أن اللجنة الدولية تولي اهتماما لوضع كل المعتقلين بدون تمييز بين مراتبهم”.

ويعترف ممثل اللجنة الدولية بأن زيارة الأهالي للمعتقلين توقفت نهائيا في الضفة الغربية وقطاع غزة خلال الأشهر الأخيرة، وانه تم استئناف زيارة 135 معتقلا فقط في قطاع غزة الأسبوع الماضي.

محمد شريف – جنيف

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية