مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

“رواتب” في ارتفاع متواصل!

مدراء برواتب مرتفعة وتسهيلات كبيرة ، ظاهرة عالمية بدأت تنتشر في السنوات الأخيرة swissinfo.ch

على الرغم من الانتقادات الحادة الموجهة إلى المبالغة في رواتب الكوادر العليا داخل العديد من المؤسسات السويسرية والتي تصل أحيانا إلى أرقام فلكية، افادت دراسة حديثة أن هذه الرواتب في ارتفاع مستمر!

لم يعرف النقاش الدائر حول رواتب المدراء والكوادر العليا في المؤسسات السويسرية هدنة منذ انفجاره العام الماضي في أعقاب انهيار شركة سويس اير وخسائر شركة ABB، حيث تتواصل المطالبة بمزيد الشفافية والوضوح في تحديد هذه الرواتب لا سيما مع مدراء مؤسسات حساسة مثل هيئة الاتصالات السويسرية “سويس كوم” وهيئة السكك الحديدية وإدارة البريد والشركات ذات الطابع الدولي.

وأظهرت دراسة أعدتها مجلة التجارة الأسبوعية أن المتوسط السنوي لرواتب الكوادر العليا والمدراء بلغ أثناء العام الماضي ثلاثمائة ألف فرنك أو ما يعادل مائتي الف دولار، بزيادة تقدر بأربعة في المائة، وذلك في مقابل ارتفاع في رواتب العمالة العادية بنسبة لم تتجاوز اثنين ونصف في المائة حسب تقارير المكتب الفدرالي للإحصاء.

وتفيد الدراسة التي أجرتها المجلة الاقتصادية أن رواتب الكوادر العليا تختلف فيما بينها حسب مجال العمل، ولكنها لا تقل عن مائة وأربعين ألف فرنك في العام لـ”المدراء العاديين” وتصل إلى ثلاثمائة ألف لـ”المدراء الاكفاء”، أما “المتميزون” فيحصلون على رواتب أعلى لا تحدد بسقف معين وإنما تقاس بالخبرة وقوة المؤسسة الاقتصادية وما يمكن أن يقوم به المدير “المتميز”.

ويعتبر التنافس بين الشركات الكبرى للحصول على المدراء الأكفاء والمتميزين من أهم الأسباب التي تقف وراء ظاهرة ارتفاع رواتب الكوادر العليا. فهذه الشركات تسعى لاستقطاب من تراهم متميزين بإغرائهم بالرواتب المرتفعة والمكافئات السخية والتسهيلات في مجالات الخدمات العامة وهو ما يفسح مجالات المساومة والخضوع للعرض والطلب، ومن يدفع اكثر يحصل على من يريد.

ظاهرة عالمية

وتحرص أغلب المكاتب التي جرى العرف على تسميتها بـ”مكاتب الموارد البشرية” على إعداد أرشيف خاص تحت عنوان “صيد الرؤوس” ترصد فيه المتميزين في المجالات الإدارية والعلمية وتتاجر بهم لدى الشركات الكبرى المقتنعة بأن المدير الكفء هو مفتاح النجاح وضامن تحقيق الأرباح الطائلة. وفي سبيل ذلك، تدخل في منافسة مالية كبيرة لصيد هذا الرأس الثمين استعداد لحصد ما سيحققه من أرباح.

كل هذه العوامل ترفع من رواتب الكوادر العليا لتصل في بعض المؤسسات الكبرى إلى أرقام خيالية، بل من الممكن أيضا ألا تكون مرتبطة بالأرباح والخسائر، فرئيس شركة “سويس اير” المنهارة حصل على استحقاقاته المالية كاملة بما فيها مكافأة نهاية الخدمة على الرغم من إفلاس الشركة ووقوعها تحت ديون طائلة، وتكرر نفس الشيء مع بيرسي بارنيفيك المدير الأسبق لشركة ABB.

هذه الرواتب العالية ينفرد بها الرجال فقط، حيث يقل راتب المرأة التي تحمل نفس الخبرة العملية وتعمل في نفس المؤسسة بنسبة الربع تقريبا عما يتقاضاه زميلها. واكثر المناصب التي يتمتع اصحابها بهذه الرواتب تكون عادة في المؤسسات المالية وقطاعات التسويق في الشركات الدولية والمسؤولين عن الموارد البشرية وشؤون العاملين.

ولا تقتصر هذه الظاهرة على سويسرا بل هي موجودة أيضا في بعض الدول الاوروبية وعلى رأسها فرنسا ثم النمسا تليها بريطانيا وألمانيا حيث تحتل سويسرا المركز الخامس، إذا ما تمت المقارنة بين الرواتب الاجمالية في تلك الدول، أما فيما يتعلق بمعدل الرواتب بعد خصم المستحقات، فإن سويسرا تحتل المرتبة الاولى.

سويس انفو

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية