مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

 مراقبة وسائل الاعلام

ستصبح الصحف السويسرية محل اهتمام بالغ من قبل منتدى وسائل الاعلام اليهودي الذي سيراقب كل صغيرة وكبيرة في المقالات المتصلة باسرائيل swissinfo.ch

المنتدى الذي انشأته منظمات الجاليات اليهودية في سويسرا لمراقبة وسائل الاعلام في تعاملها مع الشان الاسرائيلي لم يصدم الاوساط الاعلامية، التي يرى بعضها ان هذا المشروع قد يؤدي الى نتائج عكسية.

بعد مضي شهر على توجيه رئيس الرابطة السويسرية للجاليات اليهودية، الفريد دُونات، انتقادات لاذعة لوسائل الإعلام السويسرية بسبب ما أسماه بـ”تعاملها غير المتوازن مع نزاع الشرق الأوسط”، تجاوز غضب هذه الرابطة ومنظمات يهودية أخرى مرحلة الانتقاد ودخل مرحلة التحرك وحتى التهديد.

فقد وضعت الأوساط اليهودية برعاية الرابطة السويسرية للجاليات اليهودية خلال اجتماع عُقد في نهاية الأسبوع الماضي، اللبنة الأولى لمنتدى سيُكلفُ ابتداء من الصيف القادم بمراقبة الأسلوب الذي تتعاملُ به الصحافة السويسرية مع كل المواضيع ذات صلة بإسرائيل.

ولن يكتفي هذا المنتدى بالمراقبة فحسب، بل سيتدخل إذا اقتضت الضرورة. ويشرح نائبُ رئيس الرابطة توماس ليسي الأسباب التي قد تدفع المنتدى إلى التحرك قائلا: “إذا ما ساد الانطباع لدينا أن مقالا ما تجاوز حدودَ حق النقد الذي يتمتع به الجميع، ولم يأخذ بعين الاعتبار مواقف الطرف الإسرائيلي أو أن صياغته كانت قائمة على أسس معادية للسامية، فان المنتدى سيرُد.”

 مجموعة ضغط اخرى

ولم يُحدث قرارُ إنشاء هذا المنتدى ضجة في أوساط وسائل الإعلام السويسرية، التي اعتبرته مجرد لوبي من بين مجموعات الضغط الموجودة في سويسرا. وصرح مديرُ المجلس السويسري للصحافة بيتر ستودر في هذا الصدد: “أرحب بإنشاء هذا المنتدى مثل ما رحبت بالعديد من المجموعات التي تقوم بدور مماثل…إن مجموعات الضغط التي تُعبر عن احتجاجاتها موجودة في كل مكان.”

وذَّكر السيد ستودر أن حوالي 80% من المعلومات التي تُنشر في وسائل الإعلام تخضع، بطريقة أو بأخرى، لتأثير قوات الضغط أو مجهودات الفاعلين في مجال العلاقات العامة وأن دراسات علمية أثبت هذه المُعطيات.

من جانبه، يعتقدُ نائب رئيس التحرير في صحيفة لوتون التي تصدر بجنيف، جون جاك روت، انه من الطبيعي أن يتحرك أشخاص وينتظمون في إطار منتدى إذا ظنوا أن سلطة وسائل الإعلام في بلد ما تسير في اتجاه معاكس لهم وان لا سبيل لديهم للتصدي لها. لكن السيد روت تساءل عن المنحى الذي سيأخذه هذا الجدل في سويسرا.

 تحدي الالتزام بالحياد

وإذا كانت العديدُ من وسائل الإعلام السويسرية ترى في مشروع الجاليات اليهودية أمرا طبيعيا فان “كوميديا”، إحدى النقابات النشيطة في قطاع الإعلام، تعتقد أن إنشاء مثل هذا المنتدى ليس مسألة ضرورية. كما أنها ترفض اتهامات المعاداة للسامية التي وجهها رئيسُ الرابطة السويسرية للجاليات اليهودية لوسائل الإعلام في الكنفدرالية. وصرح كلاوس روسزا، أحد المسؤولين في هذه النقابة، أن تحمل الصحافيين لمسؤولياتهم لدى تحرير المقالات هو الأهم.

لكن السؤال الذي يطرحه الكاتب والصحافي بيير حازان هو ما إذا كان هذا المُنتدى سيلتزم بالحياد؟ ويقول السيد حازان في هذا السياق: “سيكُون من المفيد معرفة كيف سيُثبت هذا المنتدى أن الصحافة السويسرية منحازة وكيف سيحدِّد معايير المعاداة لإسرائيل”.

الأكيد أن إنشاء مثل هذا المنتدى ليس سابقة دولية، فقد استوحت الرابطةُ السويسرية للجاليات اليهودية مشروعها من منظمات مماثلة في اسرائيل والولايات المتحدة. وتتولى هذه المنظماتُ مراقبة المعلومات الخاطئة أو المسيئة لإسرائيل، التي تنشر في وسائل الإعلام.

أما المنتدى الذي سيكون مقره في زيوريخ ويراسه استاذ اللاهوت المسيحي في جامعة بازل Ekkehard Segemann، فسيبدأ أعماله بحلول الصيف المقبل، حيث سيسهرُ على تنسيق جهود منظمات مختلفة تنشط في هذا المجال مثل “الرابطة المناهضة للقذف” و”التنسيقُ بين الطوائف اليهودية لمكافحة معاداة السامية والقذف” أو “منظمة داوود” التي قدمت جملة من الشكاوى للمجلس السويسري للصحافة.

 خطر النتيجة المعاكسة..

لكن يبقى التساؤل ما اذا كان هذا المرصد الذي سيُراقب وسائل الإعلام السويسرية سيؤدي في نهاية الامر الى نتيجة عكسية، خاصة إن وقع في فخ الخلط بين السياسة الإسرائيلية ووجهات نظر اليهود المقيمين في سويسرا. ويقول نائب الرابطة السويسرية للجاليات اليهودية إن “هذا الخطر وارد”.

وهذا ما يخشاه أيضا نائبُ رئيس عمود الشؤون الأجنبية في صحيفة Neue Zürcher Zeitung رينهارد ميير، حيث صرح أن مستقبل المنتدى يعتمد أساسا على طريقة عمله. فإذا “بنى المنتدى انتقاداته على مُؤاخذات مُتعجلة قد يجني ثمارا عكسية”، وان جسد انطباعاته بأمثلة وحالات ملموسة وعززها بتحليلات واضحة سيجني بالضرورة نتائج إيجابية.


سويس انفو

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية