مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

“نعم مشروطة” للأبحاث العلمية على البشر!

يحتاج المشاركون في هذه النوعية من الاختبارات العلمية إلى مزيد من الحماية Keystone

أعلن المشاركون في منتدى عمومي تابع للمركز السويسري لتقييم الاختيارات التكنولوجية عن تأييدهم للأبحاث العلمية على البشر.

وشددوا على ضرورة توفير حماية أكبر للمشاركين فيها وإيلاء عناية خاصة بالنساء الحوامل والأطفال والمعاقين.

لم يتخذ المشاركون في ورشة العمل التي نظمها المركز موقفاً معارضاً من المبدأ في حد ذاته بل أيّـدوا صراحة ما تمارسه شركات الأدوية من إخضاع بشر متطوعين إلى اختبارات تهدف إلى التأكد من نجاعة العقاقير التي تطورها أو تبتكرها.

لكن الرفض توجّـه أساساً إلى ما يتّـصل بالبيئة العامة التي يتم فيها إجراء تلك التجارب، والتي لا توفّـر عادة المعلومات اللازمة للمتطوعين عن المخاطر الفعلية التي يتعرضون لها جراء تعاطيهم لتلك الأدوية أو إثر خضوعهم للاختبارات العلمية المقترحة.

حماية أكبر لبعض الأصناف

وقد تبلور موقف اللجنة، التي تم اختيار أعضائها الثلاثين عشوائياً من مواطنين ينتمون إلى مختلف المناطق السويسرية، بعد ثمانية أيام متواصلة من النقاش حول إيجابيات وسلبيات التجارب العلمية على البشر. وإثر ذلك، بعثت بتوصياتها ومقترحاتها إلى مجموعة من الخبراء والعلماء في العاصمة الفدرالية برن.

وقد حددت إطاراً عاماً لرأيها، اعتبرت فيه أن اختبار الأدوية الجديدة وإجراء الأبحاث العلمية على البشر، توجّـه يجب دعمه وتعزيزه، شريطة أن يكون خاضعاً في نفس الوقت إلى قيود وقواعد رقابية.

وفي معرض شرحها لموقف اللجنة، تقول السيدة اليكسيا ستانتشيف، مديرة المشروع في المركز السويسري لتقييم الاختيارات التكنولوجية في حديث مع سويس إنفو: “يجب توفير حمايةٍ أكبر للجماعات الأكثر تعرضاً للتهديد، كالأطفال والحوامل والمعاقين، إلا أن هذه الأصناف تحتاج أيضاً إلى المزيد من البحوث العلمية للتوصل إلى نتائج هامة بالنسبة لهم”.

أما المشكلة الرئيسية، فتتمثل، كما تقول السيدة ستانتشيف، في صعوبة إجراء اختبارات علمية على هذه الفئة من الناس لأسباب أخلاقية، وهو ما “يجعل المسألة برمتها حساسة للغاية”.

مزيد من المعلومات للمشاركين

ويُـمكن القول أن أهم توصية صدرت عن أشغال الندوة التي نظمها المركز السويسري لتقييم الاختيارات التكنولوجية بالتعاون مع المكتب الفدرالي للصحة العمومية، كانت الدعوة إلى توفير المزيد من المعلومات للمرضى والمتطوعين المشاركين في تلك الاختبارات.

واقترحت تبعا لذلك، تعيين موفّـق أو وسيط يتولى مهمة إعلام هؤلاء بما يُقدمون عليه من تجارب والمخاطر المحتملة التي قد تنجم عنها.

من جهة أخرى، دعا المشاركون في المنتدى إلى فرض ضريبة خاصة لتمويل الأبحاث العملية حول الأمراض النادرة، والتي عادة ما تتجاهلها شركات الأدوية الكبرى لأسباب مالية بحتة.

والحصيلة، كما توضح مونيكا بوشي، الأخصائية في علم النفس والعضوة في اللجنة، هي أن البحث العلمي على البشر مهم جداً بالنسبة للمجتمع السويسري، وتقول: “نحن لا نركز فقط على الحماية، بل على تنمية وتعزيز هذا القطاع العلمي أيضا”.

يشار إلى أن التقرير الذي صدر عن المشاركين في المنتدى يوم الاثنين 26 يناير، يأتي في وقت يبحث فيه البرلمان السويسري إمكانية إصدار قانون يحدد القواعد المنظمة للأبحاث العلمية على البشر.

سويس إنفو

ناقش نحو 30 شخصاً من مختلف أنحاء سويسرا على مدى 8 أيام فوائد وسلبيات البحث العلمي على البشر.
أوصت اللجنة بتوفير المزيد من المعلومات للمشاركين في التجارب العلمية عن المخاطر التي قد يتعرضون إليها.
دعت اللجنة إلى فرض ضريبة خاصة لتمويل البحوث العلمية حول الأمراض النادرة.
طالبت اللجنة بخفض عدد اللجان الأخلاقية التي تفصل في إمكانية مواصلة البحث العلمي من عدمه.

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية