مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

  حيدر زمار: بين برلين والرباط ودمشق…

Keystone

رحب المتحدث باسم البيت الابيض بالاعتقالات التي تمت في كل من المغرب والسعودية في اوساط تنظيم القاعدة ووصفها بانها نجاح ملموس في الحرب ضد الارهاب. لكن هذا التفاؤل يخفي العديد من نقاط الظل، لاسيما ما يتعلق بمصير المواطن السوري الالماني محمد حيدر زمار.

اكدت وزارة الخارجية الالمانية ان محمد حيدر زمار البالغ من العمر 41 عاما، الالماني الجنسية والسوري المولد، والذي كان يعيش في هامبورغ موجود في سجن بسوريا على الرغم من ان سلطات دمشق لم تؤكد ذلك بعد. وتقول السلطات الامريكية ان زمار كان وراء تجنيد محمد عطا وزملائه في “خلية هامبورغ الارهابية”.

وقالت الناطقة باسم الوزارة، سابينا شبارفاسر لسويس انفو، ان الخارجية تبذل جهدا للاتصال به وان السفارة الالمانية في دمشق قدمت الى وزارة الخارجية السورية مذكرة في هذا الصدد لم تتلق بعد ردا عليها.

وعن امكانية سماح السلطات السورية للجهات الالمانية المعنية، خاصة القنصلية منها، الاتصال به، قالت شبارفاسر، ان حقيقة ان زمار يملك الجنسية المزدوجة، على اعتبار ان سوريا مثل عدد من الدول الاخرى، لا تسقط الجنسية عن أي من مواطنيها، فانه يعتبر في نظر سلطات بلاده مواطنا سوريا وسيعامل على هذا الاساس، “الامر الذي سيعقّد المشكلة ولن يترك الكثير من المجالات لالمانيا للمطالبة به او لتامين الرعاية القنصلية له على الاقل”. واضافت ان القانون الدولي واضح في هذه المسالة وان بامكان سوريا الامتناع عن اعطاء معلومات عنه.

وحول ما اذا تأكد ان السلطات المغربية سلمت حيدر زمار الى سوريا، قالت شبارسفاسر، ان المانيا متأكدة انه سافر من هامبورغ الى المغرب، اما ماذا حصل بعد ذلك، فالامور ليست واضحة، حيث لم تدل السلطات المغربية والسورية باية معلومات عن الموضوع. وكانت السلطات الامنية الالمانية حققت مع زمار بعد اعتداءات 11 سبتمبر واخلت سبيله لعدم توفر دلائل ضده.

وفي اكتوبر الماضي سافر زمار من هامبورغ الى المغرب بحجة انه يريد طلاق زوجته المغربية. واثر اختفائه، ابلغت عائلته (زوجة وستة اولاد) شرطة هامبورغ بالامر وطالبت بالبحث عنه باعتباره مواطنا المانيا، علما ان النيابة العامة الالمانية اصدرت حينها مذكرة جلب في حق زمار للتحقيق معه بتهمة انتمائه الى “تنظيم ارهابي”.

هل زمار بالاهمية التي تروج لها الاجهزة الامنية؟

وكشفت القناة التلفزيونية الالمانية المستقلة ZDF عن دوائر امنية في البلاد، وهو تعبير يقصد به جهاز الاستخابارت الالمانية BND، ان محمد حيدر زمار مسجون في سوريا منذ ثمانية اشهر وان برلين علمت بالامر قبل اسبوع فقط، وان هذا الوضع يمكن ان يؤدي الى اشكالات دبلوماسية بين المانيا وسوريا والولايات المتحدة.

وذكرت القناة ان معلوماتها تشير الى ان السلطات المغربية اعتقلت زمار بعد وصوله اليها وسلمته الى سوريا، التي كانت اصدرت مذكرة اعتقال في حقه بتهمة المشاركة قبل سنوات في التخطيط لتفجيرات فيها. وكانت واشنطن اكتفت بالتاكيد بان السلطات المغربية اعتقلت زمار دون ان تذكر شيئا عن تسليمه الى سوريا او عن قدرتها على الوصول اليه واستجوابه.

يصف المحققون الامريكيون محمد حيدر زمار بانه ذو شخصية كاريزماتية وان له اليد الطويلة في تشكيل “خلية هامبورغ”، التي كانت تضم، حسب المصادر الامنية، ثلاثة من المنفذين الاربعة الرئيسيين لهجمات 11 سبتمبر الماضي. وتعتقد الاجهزة الامريكية ان زمار جند محمد عطا، احد ابرز خاطفي الطائرات الامريكية، والذي كان كتب اطروحته لشهادة الهندسة المعمارية عن حلب مسقط راس زمار.

واضافت قناة التلفزيون انه حسب معاهدة جنيف، يتوجب على الحكومة السورية ابلاغ برلين عن احتجاز زمار في السجن، لانه كمواطن الماني له الحق في الحصول على مساعدة قنصلية من بلده المانيا. اما المكشل الاخر مع السلطات الامريكية، فيتمثل حسب القناة التلفزيونية في ان الاجهزة الامنية الامريكية كانت على علم بالامر منذ اشهر وحصلت على امكانية لاستجوابه في سجنه في سوريا، دون ان تبلغ الاستخبارات الالمانية، رغم استفساراتها العديدة عنه والتعاون القائم بين الطرفين في مجال مكافحة الارهاب. وتشكك الاجهزة الامنية الالمانية في تقييم واشنطن لدور زمار كشخصية بارزة في تنظيم “القاعدة”.

أدلّة غير كافية!

واشار مصدر امني الماني الى ان الادلة الموجودة في ايدي السلطات المعنية، لا تكفي للتقدم بطلب امر دولي للقبض عليه. وعلم ان مسؤولين امنيين المانيين وخبراء في مكافحة الارهاب، بحثوا قضية زمار قبل ايام في مقر المستشارية الالمانية في برلين، وفي علاقته بمواطن الماني مغربي الاصل، هو سعيد بهاجي، كان يسكن مع عطا في غرفة واحدة في هامبورغ واختفى عن الانظار مؤخرا.

وكانت الشرطة الالمانية حققت ايضا اكثر من مرة مع السوري مامون دركازنلي المولود في حلب والمقيم حاليا في هامبورغ ويحمل الجنسية الالمانية. ولم يتمكن المحققون الالمان حتى الان من اثبات اية شبهات حوله رغم الاشتباه بانه كان على صلة قوية بمسؤولين في تنظيم القاعدة وعلى معرفة باعضاء “خلية هامبورغ”.

كما يُعتقد ايضا انه ادار حسابات مصرفية لممدوح سالم، احد اعضاء التنظيم المعروفين والمعتقل في الولايات المتحدة بتهمة تفجير سفارتين امريكيتين في افريقيا عام 1998 والذي سيحال قريبا على المحاكمة.

اسكندر الديك – برلين

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية