مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

 “لجنة الدفاع عن معتقلي غوانتانامو”: رد من البيت الابيض!

هل ستنجح لجنة الدفاع عن اسرى غوانتانامو في تغيير اسلوب تعامل الادارة الامريكية مع ملفاتهم؟ Keystone Archive

استطاعت "لجنة الدفاع عن معتقلي غوانتانامو" التي تاسست الشهر الماضي على يدي مجموعة من المحامين- واغلبهم خليجيين- ان تلفت الانظار اليها بعد ان اعلن رئيسها المحامي القطري نجيب محمد النعيمي، عن انه تلقى خطابا من البيت الابيض ردا على رسالته التي طالب فيها الرئيس الامريكي السماح له بمقابلة المعتقلين في معسكر غوانتانامو..

قال الدكتور نجيب النعيمي ان الرسالة التي حملت توقيع (رود فوربرنث) مستشار الرئيس بوش، تضمنت اعلاما بانه قد تم تحويل طلب مقابلة المعتقلين الى وزير الدفاع الامريكي الذي تعود اليه مسؤولية الاشراف على هؤلاء الاسرى.

وكانت اللجنة سعت الى تعزيز تشكيلتها بمحامين اجانب من بينهم رامسي كلارك وزير العدل الامريكي الاسبق، وكلارا زربيب، محامية فرنسية، ومرشد النعيمي، محام في هولندا، مع محاولات لضم محامين امريكيين الى عضويتها. وهي تريد بذلك اضفاء صفة العالمية على نشاطها. كما وجهت الشهر الماضي عدة رسائل الى المسؤولين الامريكيين، ومن بينهم الرئيس بوش، تطالبهم بتمكين اعضائها من زيارة المعتقلين وممارسة الدفاع عنهم امام المحاكم المعنية.

وقد تشكلت لجنة الدفاع عن معتقلي غوانتانامو بعد اعتقال عدد كبير من العرب وترحيل جزء منهم الى القاعدة الامريكية بدون توجيه تهم واضحة اليهم، وذلك على خلفية الاشتباه في انتمائهم الى تنظيم القاعدة، واصدرت اللجنة بيانها الاول اثر اجتماع عقده اعضاؤها في البحرين، بداية الشهر الجاري، ونقحت تسميتها لتصبح (لجنة الدفاع عن معتقلي غوانتانامو واسرى الحرب)، بعد ان تبين لها بان عددا كبيرا من المعنيين بالقضية يقيمون في السجون الباكستانية والافغانية ايضا، معللة سبب قيامها بتمكين المعتقلين من حق الدفاع المقرر وفقا لمبادئ القانون الدولي الانساني.

وفي الاثناء وزع نجيب النعيمي الذي كان يشغل خطة وزير عدل سابق في الحكومة القطرية، البيان الاول الذي اعتبر ان رسالة البيت الابيض “بادرة طيبة على طريق مقابلة المعتقلين والتنسيق بشان اوضاعهم القانونية”، كما رحب البيان بمواقف اللجنة الدولية للصليب الاحمر والمفوضة السامية لحقوق الانسان والاتحاد الاوروبي الداعية الى “تطبيق اتفاقية جنيف على المعتقلين”. وطالب اعضاء اللجنة ب “عدم التمييز بين المعتقلين بعد اكتشاف المعاملة الخاصة التي يحظى بها حاملو الجنسية الامريكية منهم”.

واشار الدكتور النعيمي لسويس انفو، الى حالة السعودي الاصل ياسر عصام حمدي الذي تم نقله الى سجن في ولاية (فرجينيا) بعد ان تبين بانه امريكي المولد، ويتوقع النعيمي ان يسافر نهاية الشهر الجاري الى الولايات المتحدة لمقابلة ياسر حمدي.

نداء الى الحكومات العربية

كما دعا بيان اللجنة، الحكومات العربية وغيرها لمساعدتهم على الاتصال بالمحتجزين لدى الحكومتين الباكستانية والافغانية ضمن نفس القضية. وتملك اللجنة شهادات على ما تقول انه عشوائية شابت عمليات القبض على كثير من المعتقلين، فضلا عن استعداد عدد من الجمعيات الخيرية للشهادة بان بعض المعتقلين كانوا يعملون في باكستان وفي افغانستان ضمن انشطة انسانية لا علاقة لها بنشاط تنظيم القاعدة. وكشفت اللجنة ان عددا من المعتقلين لم يتم الاعلان عنهم بعد، مثل سبعة بحرينيين وعدد كبير من السعوديين ومن الكويتيين ومن سائر الجنسيات العربية الاخرى.

ورغم تاكيد لجنة الدفاع عن معتقلي غوانتانامو واسرى الحرب، انها لا تمثل اي جهة حكومية، فانها دون شك ستملأ فراغا لدى حكومات منطقة الخليج التي تجد بعض الحرج في انتقاد طريقة التعامل مع مواطنيها من المعتقلين. والى ذلك يذكر اعضاء اللجنة ان توكيلات بالمئات صدرت اليهم من اهالي المعتقلين للدفاع عن ابنائهم، بعد ان وجدوا فيها خيط امل يرشدهم الى المصير الغامض للكثير منهم.

ويعتقد المراقبون ان قيام هذه اللجنة وتطعيمها بوجوه بارزة في الحقل القانوني الدولي سوف يضاعف الضغط على الحكومة الامريكية من اجل الاسراع بتوجيه تهم رسمية الى هؤلاء ومحاكمتهم بشروط قانونية معلومة، وهو ما قد ينقذ بعضهم من عقوبات شديدة كانوا سوف يلقونها في غياب صوت يدافع عنهم ويهتم بالاخلالات القانونية التي شابت عمليات القبض عليهم.

لكن نشاط فريق المحامين الموزعين على اغلب دول الخليج يصطدم بعائق مادي، مما دفع الى التفكير في فتح حساب تبرعات قد يتم اعلانه للعموم قريبا – حسب رئيس اللجنة- ليتم بعدها فتح صفحة جديدة في توابع احداث 11 سبتمبر، وبما يفتح المجال ايضا امام معركة قانونية صعبة في مواجهة ارادة سياسية للدولة الاقوى في العالم، والتي لا تنقصها الرغبة في الانتقام ممن تطاولوا على هيبتها يوم 11 سبتمبر.

فيصل البعطوط – الدوحة

متوافق مع معايير الصحافة الموثوقة

المزيد: SWI swissinfo.ch تحصل على الاعتماد من طرف "مبادرة الثقة في الصحافة"

يمكنك العثور على نظرة عامة على المناقشات الجارية مع صحفيينا هنا . ارجو أن تنضم الينا!

إذا كنت ترغب في بدء محادثة حول موضوع أثير في هذه المقالة أو تريد الإبلاغ عن أخطاء واقعية ، راسلنا عبر البريد الإلكتروني على arabic@swissinfo.ch.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية