The Swiss voice in the world since 1935

12 قتيلا في تجدد الاشتباكات الحدودية بين أرمينيا وأذربيجان

اشتباكات حدودية بين أرمينيا وأذربيجان afp_tickers

قُتل 11 جنديا ومدني واحد على الأقل الثلاثاء في تجدد للاشتباكات بين أذربيجان وأرمينيا لليوم الثالث على التوالي رغم دعوات دولية لضبط النفس.

والاشتباكات المتواصلة بين العدوين اللدودين في جنوب القوفاز منذ الأحد، هي الأعنف منذ سنوات وتثير القلق من تفجر نزاع كبير في المنطقة المضطربة.

ومن شأن اندلاع حرب بين الجمهوريتين السوفياتيتين السابقتين أن يؤدي إلى تداعيات أوسع نطاقا وأن يدفع الخصمين الإقليميين روسيا وتركيا باتّجاه مواجهة مباشرة.

وأعلنت أذربيجان الثلاثاء مقتل سبعة من جنودها، بينهم جنرال رفيع وكولونيل، ومدني، فيما أعلنت أرمينيا مقتل أربعة من جنودها، في أول تأكيد لها لسقوط قتلى في الاشتباكات.

ومنذ الأحد أوقعت الاشتباكات بين الجانبين ما مجموعه 16 قتيلا.

وتخوض أرمينيا وأذربيجان نزاعا منذ عقود للسيطرة على منطقة ناغورني قره باخ الانفصالية بجنوب غرب أذربيجان، والتي سيطر عليه انفصاليون أرمينيون خلال حرب في التسعينات أدت إلى مقتل 30 ألف شخص.

وقلما تحصل معارك خارج تلك المنطقة، لكن منذ الأحد أفاد الجانبان عن اشتباكات في مناطق شمالية على طول حدودهما المشتركة.

واستدعت الاشتباكات التي وقعت على بعد مئات الكيلومترات من ناغورني قره باخ صدور دعوات أميركية وأوروبية وروسية إلى وقف فوري لإطلاق النار.

وقالت وزارة الدفاع الأذربيجانية إن الجانب الأرمني استهدف مواقعها في منطقة تافوش الحدودية في الشمال بقصف مدفعي وقذائف هاون ورشاشات ثقيلة. وأضافت أن القصف طال أيضا العديد من القرى.

وأعلنت المتحدثة باسم وزارة الدفاع الأرمنية سوشان ستيبانيان أن القوات الأذربيجانية فتحت النار مجددا على القطاع الشمالي الشرقي من الحدود في منطقة تافوش.

– “باكو ستنتقم” –

وأعربت تركيا، حليفة أذربيجان، عن دعمها لباكو. وتتنافس أنقرة مع موسكو على بسط النفوذ في المنطقة الاستراتيجية.

واتهّمت وزارة الخارجية التركية أرمينيا بانتهاج “قومية عدوانية”، وتعهّدت أنها “ستستمر في الوقوف بكل قدراتها إلى جانب أذربيجان في نضالها لحماية وحدة أراضيها”.

وقال المحلل السياسي الأذربيجاني إلهان شاهين أوغلو إن احتمالات اندلاع حرب شاملة “مرتفعة للغاية”.

وتابع “لقد قتل جنرال أذربيجاني وباكو ستنتقم”، مضيفا “هناك مطالبة شعبية عارمة في أذربيجان بنقل العمليات العسكرية إلى قره باخ”.

لكن المحلل الأرمني هاغوب باداليان استبعد اندلاع حرب شاملة.

وقال باداليان إن “باكو ويريفان كما القوتين الجيوسياسيتين في المنطقة (روسيا وتركيا) لا تريد حربا كبرى تعلم أنها ستؤدي إلى تداعيات كارثية”، مضيفا أن أيا من الأطراف لا يمتلك أفضلية واضحة للفوز في نزاع طويل الأمد.

وأضاف المحلل الأرمني أن أذربيجان كانت قبل أربع سنوات متفوقة عسكريا على جارتها، لكن أرمينيا مذّاك “استعادت التوازن” بشرائها أسلحة روسية متطورة.

– محادثات متعثّرة –

في العام 2016 كادت اشتباكات دامية في قره باخ أن تشعل حربا بين الطرفين.

وتجري “مجموعة مينسك” التي تضم دبلوماسيين من فرنسا وروسيا والولايات المتحدة وساطة في محادثات حول النزاع بشأن قره باخ. لكن المحادثات تراوح مكانها منذ التوصل لاتفاق لوقف اطلاق النار في العام 1994.

وأرمينيا التي تسيطر على المنطقة المتنازع عليها، يرضيها الوضع القائم كما يرضي مصالح روسيا الساعية إلى ترسيخ نفوذها في الجمهوريات السوفياتية السابقة.

وموسكو متحالفة عسكريا مع أرمينيا حيث لديها قاعدة عسكرية، لكنّها تزوّد كلا من يريفان وباكو بأسلحة بمليارات الدولارات.

أما أذربيجان الغنية بموارد الطاقة والتي يتخطى إنفاقها العسكري موازنة أرمينيا برمتها، فتهدد باستمرار باستعادة السيطرة على المنطقة بالقوة، فيما تعهدت يريفان سحق أي هجوم عسكري لاستعادتها.

قراءة معمّقة

الأكثر مناقشة

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية