مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

أعمال عنف في باراغواي بسبب تعديل دستوري يسمح بإعادة انتخاب الرئيس

متظاهرون يحاولون اقتحام مبنى البرلمان في اسونسيون في 31 اذار/مارس 2017 afp_tickers

أقدم متظاهرون يحتجون على مشروع تعديل دستوري مثير للجدل يتيخ إعادة انتخاب الرئيس في باراغواي على مهاجمة مبنى البرلمان وإضرام النار فيه الجمعة، ما أسفر عن مقتل شخص وإصابة نحو ثلاثين بجروح بينهم ثلاثة برلمانيين.

وأسفرت الاحتجاجات عن إصابة ثلاثة نواب بجروح، بحسب رجال الإطفاء وسناتور من المعارضة، بالإضافة إلى متظاهرين وعناصر من الشرطة.

وقتل ناشط في المعارضة السياسية برصاصة في الرأس عندما دهمت الشرطة مقر الحزب الليبرالي في العاصمة، بحسب ما قال زعيم الحزب إفرين أليغري.

وقال أليغري لصحافيين إن رودريغو كوينتانا (25 عاما) زعيم فرع الشباب في الحزب المعارض، فيما أعلنت وزارة الداخلية في بيان أن “السلطات تحقق في ظروف الوفاة التي يشتبه في أنها وقعت على يد أحد عناصر الشرطة الوطنية”.

وقبل عام من الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في 2017، يفترض ان يسمح التعديل الدستوري للرئيس المحافظ اوراسيو كارتيس الذي يحكم البلاد منذ 2013 وللرئيس فرناندو لوغو (2008-2012) القس السابق، بالترشح لولاية جديدة.

وتدعم الحكومة اعادة انتخاب الرئيس لكنها تتعرض للانتقاد من قبل المعارضة التي تريد ابقاء ولاية رئاسية واحدة كما ينص عليها الدسنور الحالي للبلاد التي عانت طويلا ابان حكم الجرنال الدكتاتور الفريدو ستروسنر (1954-1989).

ووافق مجلس الشيوخ في البرلمان بعد ظهر الجمعة باغلبية 25 من اعضائه البالغ عددهم 45 على التعديل الدستوري. وجرى التصويت في مكاتب مجلس الشيوخ لان اعضاء المجلس الذين يمثلون الحزب الليبرالي والمعارضين للتعديل الدستوري يحتلون قاعة الجلسات العامة.

ووقعت صدامات خلال المساء بين الشرطة ومئات المتظاهرين الذين راحوا يرددون “لا دكتاتورية بعد اليوم”.

واقتحم معارضون مبنى البرلمان بعد تحطيم الابواب والنوافذ.

وتدخلت شرطة الخيالة كما استخدمت قوات الامن خراطيم المياه لتفريق المتظاهرين.

-استفتاء-

بعد الحكم الديكتاتوري للجنرال الفريدو ستروسنر (1954-1989)، حسم دستور 2012 الامر ونص على ولاية رئاسية واحدة. وتهدف هذه المادة في الدستور الى منع اي رئيس من التشبث بالسلطة.

وينبغي ان يقر مجلس النواب ايضا الذي تتمتع فيه الحكومة بغالبية واسعة، النص. وكان يفترض ان يتبنى النص السبت لكن التصويت ارجىء بسبب حالة الفلتان التي حدثت. وقال رئيس مجلس النواب اوغو فيلاسكيز “لا يمكننا التصويت السبت. ما حدث خطير وآمل ان يعود الهدوء بسرعة”.

وفي حال وافق مجلسا البرلمان على النص، يفترض ان تدعو المحكمة الانتخابية العليا الى استفتاء حوله خلال ثلاثة اشهر.

وقال رئيس مجلس الشيوخ الذي ينتمي الى الحزب الليبرالي ان تصويت الجمعة “غير دستوري” ودعا المحكمة العليا الى اعلان عدم صلاحيته.

وردت ليليان سامانييغو عضو مجلس الشيوخ ورئيسة حزب كولورادو الحاكم “لا يمكن لاقلية منع المواطنين من التعبير عن رأيهم في اعادة الانتخاب عبر الاستفتاء”.

واعلن عضو مجلس الشيوخ المعارض لويس فاغنر ان بين الجرحى رئيس مجلس الشيوخ الليبرالي روبرتو اسيفيدو، والمرشح الليبرالي الذي هزم في الانتخابات الرئاسية في 2013 ايفراني اليغري، والنائب الليبرالي ادغار اورتيز.

وقد اصيب النائب برصاص مطاطي اطلقه احد افراد شرطة مكافحة الشغب.

ووافق اعضاء المعارضة المقربون من الرئيس اليساري السابق فرناندو لوغو على الاصلاح. لكن المعارضة الليبرالية رأت فيه “انقلابا برلمانيا” دعت الى “مقاومته”.

وصرح السناتور كارلوس اماريا “انه مشروع ديكتاتوري لهوراسيو كارتيس (رئيس البلاد) بالتواطؤ مع فرناندو لوغو الشريك في هذ المشروع الاستبدادي”.

ومساء الجمعة، وجه الرئيس كارتيس دعوة الى الهدوء ووصف المتظاهرين ب”الهمج”. وقال “ادعو المواطنين الى البقاء هادئين وعدم السماح للذين يعلنون منذ اشهر عن اعمال عنف ودماء ستسيل، باقناعهم”.

واتهم المعارضة الليبرالية بانها “لا توفر اي جهد لبلوغها هدفها تقويض الديموقراطية والاستقرار السياسي والاقتصادي في البلاد”.

وحوالى منتصف ليل الجمعة السبت (04,00 ت غ) عاد الهدوء الى المكان الذي بقيت قوات الامن منتشرة فيه لاحتواء اي فلتان جديد.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية