مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

إسرائيل تقصف مواقع لحماس في غزة والحركة تؤكد مقتل عشرات من عناصرها في المواجهات

تظاهرة تضامن مع فلسطين في ساحة تروكاديرو في باريس في 16 ايار/مايو 2018 afp_tickers

قصفت إسرائيل مواقع لحركة حماس في غزة بعد تعرض مواقعها لإطلاق نار وفق الجيش الإسرائيلي، بعد يومين داميين شهدا مقتل وجرح المئات في المنطقة الحدودية من القطاع المحاصر، فيما أعلنت حماس أن عشرات من هؤلاء القتلى ينتمون إليها مع تأكيدها سلمية التظاهرات.

وغداة الاحتجاجات على فتح السفارة الأميركية في القدس وذكرى نكبة فلسطين في 1948، افتتحت غواتيمالا الاربعاء سفارتها الجديدة في القدس لتصبح اول دولة تحذو حذو واشنطن بعد اعترافها بالقدس عاصمة لإسرائيل خلافا للقوانين الدولية.

وحضر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الحفل الى جانب رئيس غواتيمالا جيمي موراليس. وقال نتانياهو ان “غواتيمالا صديقتنا” مؤكدا انه سيزورها في اطار جولة سيقوم بها على اميركا اللاتينية.

ترافق نقل السفارة الاميركية الى القدس الاثنين مع مواجهات دامية في المنطقة الحدودية في قطاع غزة حيث أطلق الجيش الاسرائيلي النار على المحتجين الذي شاركوا منذ 30 آذار/مارس في “مسيرات العودة” التي اتسمت بالسلمية وبلغت اوجها مع اقتراب الذكرى السبعين للنكبة وتهجير أكثر من 760 ألف فلسطيني خلال حرب 1948،وقيام دولة اسرائيل.

وادت الاحتجاجات الفلسطينية على حدود قطاع غزة الى مقتل 62 فلسطينيا خلال 24 ساعة، ليرتفع الى 116 عدد الفلسطينيين الذين قتلهم الجيش الإسرائيلي منذ بدء الاحتجاجات عدا عن آلاف الجرحى، وفق ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في القطاع.

– أبناء حماس –

وقال صلاح البردويل عضو المكتب السياسي لحماس أن بين القتلى “50 شهيدا من حماس”. وتساءل البردويل “كيف يقال ان حماس تجني الثمار اذا كانت تدفع هذا الثمن الباهظ” من القتلى من نشطائها.

وأوضح القيادي في حماس باسم نعيم لفرانس برس “عندما قتل هؤلاء الشهداء كانوا يشاركون بشكل سلمي في مسيرات سلمية ومن كان منهم مقاتل وضع سلاحه جانبا وقرر المشاركة بسلمية على الرغم ان لديه القدرة للرد عسكريا”.

وبين ان “لا مبرر للاحتلال لقتل الأبرياء لمجرد تأييدهم او انتمائهم السياسي لحماس (…) حماس والفصائل قررت بوعي لأجل المصلحة العليا لشعبنا المشاركة بالحراك السلمي وأمر طبيعي ان ترى مشاركين من أعضاء او مؤيدي وأنصار حماس بشكل كبير في الحراك باعتبارها حركة كبيرة”.

من جهة ثانية قال يحيى السنوار زعيم حماس في قطاع غزة في مقابلة مع قناة الجزيرة ان “ابناء القسام (الجناح العسكري لحماس) الذين يخلعون بزاتهم العسكرية يتركون مرابض صواريخهم ليشاركوا في المسيرات السلمية ويمارسوا المقاومة الشعبية يؤكدون ان مقاومتهم واعية وليست مجرد مقاومة عبثية”.

واضاف “أرسلنا رسائل واضحة مع العديد من الجهات الدولية والاقليمية لقادة العدو اذا استمر هذا الحصار لن نتوانى في استخدام المقاومة العسكرية” موضحا ان “قيادة العدو تعرف اننا نستطيع اذا قررنا ان نحول حياة هذا العدو الى جحيم”.

ونظمت الاحتجاجات الهيئة الوطنية العليا ل”مسيرات العودة”، وهي هيئة تضم كافة الفصائل الفلسطينية وممثلي منظمات اهلية ومدنية ووطنية، رفضا لنقل السفارة الاميركية الى القدس وبمناسبة الذكرى السبعين للنكبة.

واستمر التوتر في المنطقة الحدودية عشية رمضان اذ اعلن الجيش الإسرائيلي ان دباباته قصفت ثلاثة مواقع لحركة حماس ردا على اطلاق نار من القطاع باتجاه جنوده، دون تسجيل اصابات.

– “الجانب الخطأ من التاريخ”-

واثار سقوط العدد الكبير من القتلى الفلسطينيين موجة استنكار عالمية، وعمدت بعض الدول الى استدعاء سفراء اسرائيل لديها تعبيرا عن احتجاجها، ودعا الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش والاتحاد الاوروبي الى اجراء تحقيق مستقل.

ودعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاربعاء الى “نبذ العنف” في غزة في حين اعتبر وزير الخارجية سيرغي لافروف انه من “المشين” وصف المتظاهرين الفلسطينيين ب”الارهابيين”.

الا انه اتهم ايضا “مجموعات متطرفة” لم يسمها “بالسعي لتأزيم الوضع”، خصوصا عبر “استخدام مدنيين خلال تظاهرات يمكن بسهولة ان تتحول الى مواجهات”.

واستدعت لوكسمبورغ سفيرة اسرائيل لدى بلجيكا التي وصفت القتلى الفلسطينيين بانهم “ارهابيون”.

وبدأت الجامعة العربية الأربعاء اجتماعا على مستوى المندوبين الدائمين تحضيرا لاجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب الخميس في القاهرة “لمواجهة العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني (…) وقرار الولايات المتحدة غير القانوني” بنقل سفارتها إلى القدس.

وطلبت تركيا من القنصل الاسرائيلي العام في اسطنبول مغادرة البلاد مؤقتا بحسب ما أورد الاعلام الرسمي الاربعاء غداة اجراء مشابه اتخذته اسرائيل حيال القنصل التركي العام في القدس.

وندد الفلسطينيون بنقل سفارة غواتيمالا الى القدس. واعتبرت الخارجية الفلسطينية في بيان ان “هذا العمل المخزي والمخالف للقانون، يستفز مشاعر المسيحيين والمسلمين كافة، بما في ذلك اولئك الذين أعلنوا بالإجماع وبشكل لا لبس فيه، رفضهم لكافة المحاولات التي تستهدف وضع ومكانة مدينة القدس المحتلة، أو نقل السفارات إليها”.

من جهته قال امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات ان حكومة غواتيمالا “اختارت الوقوف على الجانب الخطأ من التاريخ، إلى جانب انتهاكات القانون الدولي وحقوق الإنسان، واتخاذ خطوة عدائية ضد الشعب الفلسطيني والعالم العربي”.

اما عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حنان عشراوي، فاعتبرت في بيان لها “ان نقل سفارة غواتيمالا الى القدس بعد ان قتلت اسرائيل بشكل وحشي 62 فلسطينيا غير مسلحين في غزة، يعني ان ان الحكومة الغواتيمالية وضعت نفسها جنبا الى جنب مع جرائم اسرائيل”.

وتابعت” ان هذه الخطوة ستمكن إسرائيل من الاستمرار في ضم وعزل كامل للقدس الفلسطينية” التي اعلنتها في عام 1980 عاصمتها “الابدية الموحدة” في خطوة لم يعترف بها المجتمع الدولي.

وتعترف الامم المتحدة بالقدس الشرقية كارض محتلة تخضع لبنود معاهدة جنيف الرابعة، وترفض بذلك الاعتراف بـ”السيادة الاسرائيلية” عليها. ويعتبر الفلسطينيون القدس الشرقية عاصمة لهم.

وأعلنت وزارة الخارجية الفلسطينية الاربعاء انها استدعت سفراءها في أربع دول اوروبية هي النمسا وتشيكيا ورومانيا والمجر “للتشاور معهم” اثر مشاركة سفرائها في حفل استقبال بنقل السفارة الاميركية الى القدس.

اف ب-ع ز/ص ك/ج ب

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية