مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

إصابة قائد القوات الأمنية التابعة لحماس في غزة في محاولة اغتيال

صورة وزعها مكتب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية وفيها يزور قائد قوات الأمن اللواء توفيق أبو نعيم بعد نجاته من محاولة اغتيال في وسط غزة في 27 تشرين الأول/اكتوبر 2017 afp_tickers

أصيب قائد القوات الأمنية التابعة لحركة حماس في قطاع غزة اللواء توفيق أبو نعيم بجروح الجمعة في محاولة اغتيال استهدفته في حين لم يحسم بعد ملف الأمن الشائك في إطار المصالحة مع رام الله.

انفجرت سيارة اللواء أبو نعيم اثناء خروجه من المسجد بعد صلاة الجمعة، وفق مصادر أمنية، ولم تصدر أي معلومات بعد حول من يقف وراء التفجير.

واعلن المتحدث باسم وزارة الداخلية التابعة لحماس إياد البزم في بيان “نجاة اللواء توفيق أبو نعيم مدير عام قوى الأمن الداخلي من محاولة اغتيال فاشلة، ظهر الجمعة، إثر تعرض سيارته لتفجير بمخيم النصيرات وسط قطاع غزة، حيث أصيب بجروح متوسطة وهو بخير ويتلقى العلاج في المستشفى”.

وتابع ان “الأجهزة الأمنية باشرت على الفور تحقيقاتها لمعرفة ملابسات الحادث والوصول للجناة”.

واثر الانفجار،عززت حماس اجراءاتها الامنية عبر اقامة العديد من نقاط التفتيش في شوارع القطاع، بحسب مصوري وكالة فرانس برس ومصادر امنية.

وذكر مصدر أمني فضل عدم الكشف عن اسمه ان الانفجار وقع في سيارة ابو نعيم بعد خروجه من صلاة الجمعة في المسجد.

ونشر مكتب رئيس المكتب السياسي لحماس اسماعيل أبو هنية صورة وهو يزوره في مستشفى الشفاء في مدينة غزة ورأسه ملفوف بالشاش لكنه بدا مبتسما.

– اختبار المعابر –

وقال هنية للصحافيين خلال الزيارة “كائنا من يكن خلف هذه الجريمة، فان الاحتلال واعوانه هم من يتحمل مسؤولية هذه الجريمة النكراء”.

وتابع “مخطئ من يعتقد ان هذه الجرائم ممكن ان تثنينا عن طريقنا (…) من اجل تحرير ارضنا ومقدساتنا، ومخطئ ايضا من يعتقد ان هذه العمليات الاجرامية ممكن ان تحد من عزيمتنا في اتجاه تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية”.

كما طالب “الرئيس ابو مازن بان يسرع الخطى في تنفيذ كل استحقاقات المصالحة من اجل تحصين الجبهة الداخلية في وجه كل من يريد ان يعبث في الامن الداخلي (…) وخصوصا المصالحة الفلسطينية”.

جرت محاولة الاغتيال في فترة حساسة جدا اذ يفترض أن تسلم حماس بحلول الأول من كانون الأول/ديسمبر كل المؤسسات في غزة إلى السلطة برئاسة محمود عباس في اطار اتفاق المصالحة الموقع في القاهرة في 12 تشرين الاول/اكتوبر لانهاء عقد من الانقسامات بدأ مع سيطرة حماس على قطاع غزة بالقوة.

واوضحت حماس في بيان انها تلقت اتصالا هاتفيا من المخابرات المصرية اكدت خلاله انها “تستنكر هذا الحادث الجبان”.

ويعد ملف الأمن من أكثر الملفات حساسية في عملية المصالحة التي يصر عباس على أن تكون شاملة.

وطالما أكد مسؤولو حماس المتمسكون بمقاومة اسرائيل، أنهم لن يسلموا أسلحتهم. وتقود حماس كتائب عز الدين القسام ذراعها المسلحة التي يقدر عدد عناصرها بنحو 25 الفا لديهم آلاف من الصواريخ محلية الصنع.

وينتظر أن يشكل نقل السيطرة على المعابر إلى السلطة الفلسطينية أول اختبار جدي ميداني للمصالحة. ولم يعلن أي من الطرفين معلومات بعد حول كيفية تنفيذ هذا البند.

– أسير سابق –

يُعد اللواء أبو نعيم مقرباً من يحيى السنوار، مسؤول حماس في قطاع غزة، وهو المسؤول الاول لوزارة الداخلية التابعة لحماس والتي توظف نحو عشرين الف عنصر.

وقوات الأمن التي يقودها أبو نعيم منفصلة عن كتائب عز الدين القسام، وهي مكلفة مهام الشرطة في القطاع.

ويعد السنوار مؤسس كتائب القسام بنظر كثيرين القائد الفعلي للحركة في غزة والخارج.

ومثل السنوار، حررت إسرائيل أبو نعيم من سجونها بموجب اتفاق تبادل عام 2011 شمل الافراج عن نحو الف فلسطيني مقابل الافراج عن الجندي جلعاد شاليط.

ولكنه ليس أول مسؤول في حماس يستهدف هذه السنة.

ففي 24 آذار/مارس، قتل مازن فقهاء احد قادة عز الدين القسام بعدة طلقات واكد قادة حماس أن عملية الاغتيال تحمل “بصمات” اسرائيل التي قامت في الماضي بعدة عمليات تصفية مستهدفة في القطاع.

بعدها قامت حماس بحملة تمشيط واعتقال في القطاع وفي 25 أيار/مايو، أعدم ثلاثة اشخاص دينوا باغتياله اثر محاكمة استمرت بضعة أيام.

تعد اسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي حماس منظمة “ارهابية”. ويرى المجتمع الدولي في عودة السلطة الفلسطينية إلى القطاع عاملا مساعداً في حل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي علماً أن جهود السلام مجمدة منذ ثلاث سنوات.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية