مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

إيران تختبر صاروخ “خرمشهر” المتوسط المدى رغم التحذيرات الاميركية

ايران تختبر صاروخ "قدر" البالستي في التاسع من آذار/مارس، 2016، في تحد للتحذيرات الأميركية afp_tickers

أعلنت إيران السبت انها اختبرت ب”نجاح” صاروخ “خرمشهر” الجديد الذي يبلغ مداه الفي كلم ويمكن تزويده برؤوس متعددة، في تحد لتحذيرات الولايات المتحدة من أن تطوير الأسلحة البالستية قد يدفعها للانسحاب من الاتفاق النووي الموقع بين طهران والقوى العظمى في 2015.

وأظهرت صور عرضها التلفزيون الإيراني اطلاق الصاروخ وتسجيلا مصورا التقط من الصاروخ نفسه.

لم تحدد السلطات تاريخ التجربة لكن مسؤولا إيرانيا قال الجمعة خلال استعراض الصاروخ لأول مرة ضمن عرض عسكري في ذكرى اندلاع الحرب الإيرانية العراقية إنه سيمكن تشغيله “في فترة قريبة”.

وقال وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي في بيان إن “الجمهورية الاسلامية لا تستأذن اي بلد في تصنيع الاسلحة الدفاعية”. وأضاف أن “القوات المسلحة تصون أمن ايران باقتدار، واطلاق التهديدات والتعابير المسيئة لن يؤثر على ارادة المسؤولين الايرانيين مطلقا انما سيزيدنا إصرارا على مواصلة المسيرة”.

يأتي الاعلان عن اختبار صاروخ “خرمشهر” على خلفية توتر شديد بين طهران وواشنطن وتكرار ترامب التهديد بالانسحاب من الاتفاق النووي.

ولا يحظر الاتفاق النووي نشاطات إيران البالستية الا ان القرار 2231 الصادر عن مجلس الامن الدولي والذي صادق على الاتفاق يطلب من إيران عدم القيام بنشاطات من أجل تطوير صواريخ يمكن تزويدها برؤوس نووية.

يؤكد المسؤولون الإيرانيون ان صواريخ بلادهم غير مصممة لحمل رؤوس نووية وان طهران ليس لديها برنامج لتطوير أسلحة نووية.

ونقلت وكالة “ارنا” الرسمية الجمعة عن قائد القوات الجوية والفضائية في الحرس الثوري الإيراني العميد أمير علي حاجي زاده قوله إن “لصاروخ خرمشهر مدى يبلغ 2000 كلم وبإمكانه حمل رؤوس حربية عدة”.

ويؤكد المسؤولون الإيرانيون ان بلادهم لديها التكنولوجيا التي تخولها زيادة مدى صواريخها عن الفي كلم.

وتملك إيران ايضا صاروخي “قدر-ف” و”سجيل” ومداهما الفا كلم وهما بالتالي قادران على بلوغ إسرائيل والقواعد الأميركية في المنطقة.

واعتبر وزير الدفاع الاسرائيلي افيغدور ليبرمان السبت أن “الصاروخ البالستي الذي أطلقته ايران يشكل استفزازا للولايات المتحدة وحلفائها من بينهم اسرائيل ووسيلة اختبار لردود فعلنا”.

وأضاف “انه دليل إضافي على أن ايران تطمح لأن تصبح قوة عالمية تهدد دول الشرق الأوسط والدول الديموقراطية في العالم”.

– “ردع” –

أعلن الرئيس حسن روحاني الجمعة ان بلاده ترفض وضع قيود على برنامجها البالستي.

وقال روحاني خلال العرض العسكري “شئتم أم أبيتم، سنعزز قدراتنا العسكرية الضرورية في مجال الردع (…) لن نقوم بتطوير صواريخنا فحسب بل كذلك قواتنا الجوية والبرية والبحرية”.

من المفترض ان يضمن اتفاق العام 2015 الطابع المدني والسلمي للبرنامج النووي الإيراني لقاء رفع تدريجي للعقوبات عن هذا البلد.

لكن ومنذ وصول ترامب الى السلطة، تندد واشنطن باستمرار بالاتفاق الذي تعهد ترامب العام الماضي ب”تمزيقه”.

كما اعتبر وزير الخارجية الاميركي ريكس تيلرسون الاربعاء انه “للأسف، منذ إقرار الاتفاق، رأينا كل شيء عدا منطقة أكثر سلاما واستقرارا. وهذه قضية أساسية”.

من المقرر ان يبلغ ترامب الكونغرس في 15 تشرين الاول/اكتوبر المقبل اذا كان يعتبر ان طهران تفي بالتزاماتها في إطار الاتفاق النووي. وفي حال اعتبر أنها لا تلتزم، فسيفتح ذلك المجال أمام عقوبات أميركية جديدة بحق الجمهورية الإسلامية وقد ينتهي الأمر إلى انهيار الاتفاق. وقال ترامب الأربعاء إنه اتخذ قراره ولكنه ليس مستعدا للكشف عنه.

من جهته، طلب الاتحاد الاوروبي وروسيا من ترامب عدم الانسحاب من الاتفاق النووي.

الا ان ذلك لم يمنع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون من التأكيد ان الاتفاق النووي غير كاف ولا بد من حمل إيران على الحد من برنامجها البالستي ومن نشاطاتها في المنطقة خصوصا في سوريا وهو ما ترفضه طهران.

ويثير برنامج الصواريخ البالستية الذي طورته إيران في السنوات الاخيرة قلق الولايات المتحدة وايضا السعودية المنافس الاكبر لها في المنطقة وكذلك الاتحاد الاوروبي واسرائيل.

وتؤكد طهران انها بحاجة لتطوير برنامجها البالستي لايجاد توازن مع الدول الاخرى في المنطقة لا سيما السعودية واسرائيل اللتين تشتريان أسلحة بمليارات الدولارات من الغرب وخصوصا من الولايات المتحدة.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية