مُستجدّات ورُؤى سويسريّة بعشر لغات

اتفاق روسي أميركي على توسيع الهدنة في سوريا لتشمل حلب

تحت ضغط دبلوماسي مكثف من الولايات المتحدة وروسيا، تعهدت سوريا الأربعاء باحترام هدنة تستمر يومين بدءا من الخميس في مدينة حلب في شمال سوريا التي انهكتها المعارك بين قوات النظام والفصائل المقاتلة afp_tickers

تحت ضغط دبلوماسي مكثف من الولايات المتحدة وروسيا، تعهدت سوريا الأربعاء باحترام هدنة تستمر يومين بدءا من الخميس في مدينة حلب في شمال سوريا التي انهكتها المعارك بين قوات النظام والفصائل المقاتلة.

ونقلت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) عن “القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة: يطبق نظام التهدئة في حلب لمدة 48 ساعة بدءا من الساعة الواحدة صباح يوم الخميس 5/5/2016″، أي عند الساعة 22,00 ت غ مساء الأربعاء.

من جهة أخرى في واشنطن، تطرق وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى اتفاق أميركي روسي لـ”توسيع” اتفاق وقف الأعمال القتالية في سوريا الذي دخل حيز التنفيذ في 27 شباط/فبراير، ليشمل حلب.

وهذه الهدنة التي تشمل كافة البلاد ما عدا المناطق التي يسيطر عليه تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة، سقطت في الثاني والعشرين من نيسان/أبريل في مدينة حلب المنقسمة بين المسلحين والنظام.

وأكدت وزارة الدفاع الروسية “إعادة تطبيق +نظام التهدئة+ لمدة 48 ساعة في مدينة حلب” حتى منتصف ليل السادس من أيار/مايو.

لكن بحسب كيري، فإن الهدنة الجديدة قائمة بالفعل وهي “حيز التنفيذ” منذ الساعة 21,01 ت غ من مساء الثلاثاء. كما أنه أشار إلى “تراجع عام للعنف في هذه المناطق، رغم ان هناك معلومات تتحدث عن استمرار المعارك في بعض الاماكن”.

وتجري مفاوضات منذ بداية الاسبوع بين واشنطن وموسكو لاحياء اتفاق وقف الاعمال القتالية الذي بدأ سريانه في سوريا قبل شهرين.

ومرحبا بـ”التنسيق الوثيق مع روسيا” لـ”مراقبة” وقف اطلاق النار، حض كيري “جميع الأطراف إلى الاحترام الكامل للهدنة الجديدة في حلب وفي كافة أنحاء البلاد”.

-معارك ضارية-

ودارت معارك عنيفة الاربعاء في مدينة حلب في شمال سوريا في وقت تجددت الغارات والاشتباكات قرب العاصمة دمشق برغم الجهود الدبلوماسية المكثفة لاعادة احياء اتفاق وقف الاعمال القتالية في البلاد.

واستمرت عند اطراف مدينة حلب معارك عنيفة طوال الليل الماضي بين قوات النظام والفصائل المقاتلة اثر هجوم شنته الاخيرة على الاحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة النظام، بينها جمعية الزهراء والراشدين والفاميلي هاوس.

ورافق المعارك قصف عنيف ومتبادل بين الجانبين وغارات للطائرات الحربية والمروحية، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان الذي افاد عن “مقتل العشرات” من الطرفين خلال الاشتباكات.

واكد مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن ان هذه المعارك “هي الاعنف في حلب منذ أكثر من سنة”.

وتشهد مدينة حلب منذ اكثر من عشرة ايام تصعيدا عسكريا اسفر عن مقتل اكثر من 285 مدنيا بينهم نحو 57 طفلا، بحسب حصيلة للمرصد السوري.

وتستهدف الطائرات الحربية السورية الاحياء الشرقية، فترد الفصائل المعارضة المسلحة بقصف الاحياء الغربية الواقعة تحت سيطرة قوات النظام بالقذائف الصاروخية.

وقتل الاربعاء بحسب وكالة الانباء الرسمية (سانا) ثلاثة اشخاص جراء سقوط قذائف صاروخية اطلقتها الفصائل على الاحياء الغربية.

ولم تسجل غارات جوية على الاحياء الشرقية اليوم، وفق مراسل فرانس برس، الا ان السكان لا يتوقعون ان تطول فترة الراحة.

في الغوطة الشرقية في ريف دمشق، تجددت الغارات والاشتباكات بعد منتصف ليل الثلاثاء – الاربعاء مع انتهاء المهلة المحددة لاتفاق تهدئة مؤقت تم برعاية روسية اميركية.

واستهدفت، بحسب المرصد السوري، “22 غارة جوية على الاقل نفذتها طائرات حربية يرجح انها سورية” الغوطة الشرقية وتحديدا اطراف بلدتي شبعا ودير العصافير.

وترافقت الغارات مع اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والفصائل الاسلامية في محيط دير العصافير.

وعقد مجلس الامن الدولي اجتماعا حول حلب الاربعاء بطلب من بريطانيا وفرنسا. واعتبر السفير البريطاني لدى الامم المتحدة ماثيو رايكروفت ان الوضع في حلب ملف “ذو اولوية قصوى”، محذرا بان “حلب تحترق”.

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية

SWI swissinfo.ch - إحدى الوحدات التابعة لهيئة الاذاعة والتلفزيون السويسرية